من الواضح جدا أن التيار الإسلامي المتشدد و المتسعود يدافع بشراسة كما هو ديدنه دائما عن السياسة الأمريكية في المنطقة و بشتى الوسائل تحركه فتوى البترودولار التي تبذل و تبذر حيث كانت المصلحة الأمريكية ... إن سدنة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط (الدول الخليجية والملكيات العربية و أذيالهم) يبذلون قصارى جهدهم في تطويع و إخضاع آخر الأنظمة العربية التي طالما حسبت على المعسكر الشرقي أو من دول عدم الإنحياز مستعملين في ذلك شتى الوسائل من أهمها الإعلام والفتوى ... فقد جند البتروليون عشرات القنوات الفضائية ومئات الصحف و جيشا جرارا من مرتزقة الأنترنت ليدافعوا عن السياسة الأمريكية و تشويه صورة كل الدول و الأنظمة التي لا تتوافق سياستها مع سياسة الولايات المتحدة ...فنرى اليوم في منتديات و صحف عربية مئات و آلاف التعليقات من معلقين شباب عرب يعتقدون أن أمريكا هي حليفتهم وصديقتهم وهي التي ستساعدهم في تحقيق أحلامهم و بلوغ مقاصدهم و غاياتهم و أن روسيا و الصين هم أعداء الشعوب العربية في حين أن التاريخ و الواقع و القاصي و الداني يعلم أنه في كل الحروب العربية الإسرائيلية واجهت الجيوش العربية الإسرائيليين بسلاح روسي وواجهت الجيوش الإسرائيلية العرب بسلاح أميريكي ... كما التاريخ يذكر أن الولايات المتحدة صفعت أكثر من ستين فيتو في وجه العرب حماية لإسرائيل في حين كانت مواقف روسيا والصين دائما في صف الحق العربي ...
أما آخر صيحة علوج أمريكا هي تعميم العمالة للولايات المتحدة على الجميع فتجدهم يتصايحون في القنوات و المنتديات أن كل الدول العربية هي عميلة للولايات الأمريكية والغرب وعليه لا ضير في أن نكون بجانب عملاء يرفعون شعار الإسلام ضد عملاء يرفعون شعارات أخرى و إذا كلمته عن دور عملاء الخليج يحيلك فورا على نظام آخر بحجة أو بأخرى فتارة مستعملا أن دعنا في أمورنا الداخلية و تارة بحجة طائفية و مرة شعارا حقوقيا و طبعا هذه المغالطات مردودة لا تنطلي إلا على أطفال المنتديات .
هذا التيار الإسلامي المتشدد الذي صنعته مخابر السي آي آي و مولته وخلقت له مرجعيات بمساعدة السعودية و بعض الدول الخليجية الأخرى لتضرب به الإتحاد السوفياتي سابقا في أفغانستان ثم الشيشان و داغستان هو نفسه الذي تحركه اليوم في المنتديات و في الإعلام وعلى الأرض لضرب كل هدف تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه ...