منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يا إخوتاه !
الموضوع: يا إخوتاه !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-20, 21:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
معاذ1
عضو متألق
 
الصورة الرمزية معاذ1
 

 

 
إحصائية العضو










456ty يا إخوتاه !

بسم الله الرحمن الرحيم .

أخي المريض : ان ساعدك الدمع وإلا فتباك , فليس مثل الدموع علامة

على القلب الحي , وإنما يحصد الزرع يوم القيامة من روى أرض قلبه

قبل الندامة , فماذا أنت حاصد إذا حرمت الدموع ؟ .

حي القلب يبكي شوق وقلقا : قال عبد الواحد بن زيد :

" يا إخوتاه ! ألا تبكون شوقا إلى الله ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه

الله منها .

يا إخوتاه ! ألا تبكون خوفا من العطش يوم القيامة ؟ ألا إنه من بكى خوفا

من ذالك سقي على رؤوس الخلائق يوم القيامة .

يا إخوتاه ! ألا تبكون ؟ بل فابكوا على الماء البارد ايام الدنيا لعله ان يسقيكموه

في حظائر لقدس مع خير الندماء والأصحاب من النبيين والصديقين والشهداء

والصالحين وحسن اولئك رفيقا " ثم جعل يبكي حتى غشي عليه .

حي القلب قد يبكي من الأذان : كان ابو زكريا النهشلي إذا سمع النداء تغير لونه

وأرسل عينيه فبكى , فسئل عن ذالك فقال : أشبهه بالصريخ يوم العرض , ثم

غشي عليه .

حي القلب قد يبكي من الوضوء . كان عطاء السليمي إذا فرغ من وضوئه انتفض

وارتعد وبكى بكاء شديدا , فيقال له في ذالك فيقول : " اني أريد ان أقدر على أمر

عظيم .. أريد ان أقوم بين يدي الله عز وجل " .

حي القلب تبكيه الذنوب : نظر حذيفة المرعشي إلى رجل يبكي فقال : ما يبيك يا فتى ؟

قال : ذكرت ذنوبا سلفت فبكيت . قال : فبكى حذيفة ثم قال نعم يا أخي ! فلمثل الذنوب

فليبك , ثم أخذ بيد فتنحيا فجعلا يبكيان !.

حي القلب يزعجه الختام فيبكي . قال محسن بن موسى : كنت عديل سفيان الثوري

الى مكة فرأيته يكثر البكاء فقلت له : يا ابا عبدالله الله بكاؤك هذا خوفا من الذنوب؟

قال : فأخذ عودا من المحمل فرمى به فقال : " إن ذنوبي أهون علي من هذا , ولكني

أخاف ان أسلب التوحيد " .

لكن من الناس من اجدب العينين , فلا يستطيع البكاء مع ان قلبه تعمره الخشية ,

ومنهم في المقابل من هو رقيق الحس سريع الأنفعال والدمع , وإن لم يصاحب ذالك

منه عمل صالح او خشية دائمة , وعندما نفاضل بين الأثنين نقول :

بكاء القلب اولى وأعلى , لأن بكاء العينين شهادة على حيوية القلب ولكن الشهادة قد

تكون مزورة احيانا إذا لم يصاحبها عمل , اما بكاء القلب وخشيته فشهادة دامغة على

حيوية القلب , وهي شهادة لا تقبل التزوير على الإطلاق .

ابو شادي .








 


رد مع اقتباس