منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لمن أراد البلاغة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-20, 01:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمدبشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم


أمثلة للحسيان


لكن قبل ذلك نذكر بالتشبيه في اصطلاح البيانيين


التشبيه هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى


يعني من جهة واحدة أوجهات كثيرة لامن جميع الجهات


لأنه لو ناسبه مناسبة كلية لكان هو هو.


وأركانة أربعة :الطرفان ووجه الشبه والأداة.


والحسي مايدرك بأحدى الحواس الخمسة كالياقوت والزبرجد والخد والورد....


والعقلي مايدرك بالعقل ،كالعلم والحياة والجهل والموت ........


ويدخل في الحسي مايسمي بالخيالي ،وهو المركب من أمور كل منها موجود يدرك بالحس لكن هيئته التركيبية ليس لها وجود في العالم الواقعي وإنما لها وجود في العالم الخيالي، كأعلام الياقوت المنشورة على رماح الزبرجد، فكل من الاعلام وهي الجبال والياقوت والرماح والزبرجد موجودة محسوسة لكن التركيبة خيالية لأنه لايوجد في عالم المحسوسات جبل من ياقوت منشور على رمح من زبرجد


ويدخل في العقلي مايسمي بالوهمي وهو ماليس مدركا بإحدى الحواس الخمسة لكنه لووجد لكان مدركا بها


مثل أنياب الأغوال ،فالغول غير مدرك بإحدى الحواس الخمس لاهو ولا أنيابه لكن لووجد لأدرك


ويدخل في العقلي أيضا مايدرك بالوجدان كالذة والألم والشبع والجوع والفرح والغضب وغيرها من الغرائز.


الامثلة:


مثال للحسيين وهو مايدرك بالحس هو أومادته والمقصود بمادته مايسمي بالخيالي


ــــ الحسيان ـــ


1- خد كالورد:


الخد مشبه وهو طرف حسي يدرك بالبصر،


الورد مشبه به وهو أيضا طرف حسي


ووجه الشبه المراد به البياض المشرب بحمرة


2-أنت نجم في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقا وغربا


فالممدوح هنا شبه بالنجم وكلاهما حسيان مدركان بالبصر


-الخيالي-


وكأن مُحمَرَّ الشَقِيق إذا تَصَوَّبَ أو تَصَعَّدَ

أعلامُ ياقوتٍ نُشِرْن على رماحٍ من زبرجد

والشقيق أصلها الشقائق أفردت لأجل النظم ،والشقائق لفظ للمفرد وللجمع


وهو ورد أحمرفي وسطه سواد، وكثيرا مايضاف إلى النعمان بن المنذرملك الحيرة لكونه حمى أرضا كثر فيها ذلك.


من كلام الشيخ الحازمي في هذا:

أعلامُ ياقوتٍ نُشِرْن على رماحٍ من زبرجد، هذا غير موجود، لأنها حالة مؤلفة ومركبة، وإن كانت مواده حسية، لكنها غير موجودة.
والحس لا يدرك إلا ما هو موجودٌ، والزبرجد: هو حجرٌ أخضر معروف، فإن الأعلام الياقوتية المنشورة على الرماح الزبرجدية مما لا يدركه الحس، أعلام ياقوتية! يعني تخيل جبل من ذهب.. جبال من ذهب وأنهار تجري من فضة ونحو ذلك، نقول: هذا موادها مدركة بالحس، أنت تعرف الذهب وتعرف إلى آخره، وتعرف الجبل من حيث هو جبل، لكن هذه الصورة المجتمعة غير موجودة.. مفرداتها موجدة، أعلام ياقوت ليس عندنا أعلام ياقوت، على رماح من زبرجد ليس عندنا رماح من زبرجد، لكن الزبرجد معروف، والرمح معروف متصور، وكذلك الياقوت، وكذلك العلم، كل واحد من هذه المفردات مدركٌ بالحس، أما المجموع المركب ليس له وجود
فإن الأعلام الياقوتية المنشورة على الرماح الزبرجدية مما لا يدركه الحس، لأن الحس إنما يدرك ما هو موجودٌ في المادة.. حاضرٌ عند المدرك، على هيئات مخصوصة محسوسة، لكن مادتها، وهي مفرداتها التي تركبت منها كالأعلام والياقوت والرماح والزبرجد كلٌ منها محسوسٌ بالبصر.
إذاً: دخل في الحسي الخيالي، وهو المركب المعدوم الذي مفرداته حسية مدركةٌ بالحس




قال الاخضري رحمه الله في نظمه الجوهر المكنون





(البابُ الأوّل: التشبيه)




153

تشبيهنا دلالةٌ على اشتراكْ


أمرينِ في معنىً بآلةٍ أتاكْ



154

أركانهُ أربعةٌ وجْهٌ أداةْ


وَطَرَفاهُ فاتّبِعْ سُبْلَ النَّجاةْ



155

فصلٌ، وحِسِّيانِ مِنْهُ الطَّرَفانْ


أيضاً وعقليّانِ أو مُختلِفانْ



156

والوَجهُ ما يشْتَرِكانِ فيهِ


وداخِلاً وخارجاً تُلْفيهِ



157

وخارجٌ وَصْفٌ حقيقيٌّ جَلا


بِحِسٍّ او عَقلٍ ونِسيٌّ تلا



158

وواحداً يكونُ أوْ مؤلَّفا


أوْ مُتَعَدِّداً وكلٌّ عُرِفا



159

بِحِسٍّ اوْ عَقْلٍ وَتشبيهٌ نُمي


في الضدِّ للتمليحِ والتَّهكُّمِ
وسيتم شرح بقية الابيات بإذن الله ولذا أرجو حفظ الابيات -لمن يهمه الامر-