منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - روائع نزار قباني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-25, 22:52   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عبد الحليم القليعي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الحليم القليعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خبز وحشيش وقمر

عندما يُولدُ في الشرقِ الَقمرْ
فالسطوحُ البيضُ تغفو...
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضو َ ن زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..
يحملو َ ن الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبا ْ ل
ومعدَّاتِ الخدرْ..
ويبيعو َ ن، ويشرو َ ن.. خيا ْ ل
وصُورْ..
ويموتو َ ن إذا عاشَ القمرْ
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ
ببلادي..
ببلادِ الأنبيْا..
وبلادِ البسطاءْ..
ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ
ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
فنضيعُ الكبرياءْ
ونعيشُ لنستجدي السماءْ
ما الذي عندَ السماءْ
ل ُ كسالى ضعفاءْ
يستحيلو َ ن إلى موتى..
إذا عاشَ القمرْ..
ويهزّو َ ن قبور الأولياءْ
عّلها..
ترزُقهم رزًّا وأطفا ً لا..
قبورُ الأولياءْ..
ويمدّو َ ن السجاجيدَ الأنيقاتِ ال ُ طررْ
يتسّلو َ ن بأفيونٍ..
نسمّيهِ قدرْ..
وقضاءْ..
في بلادي..
في بلادِ البسطاءْ..
أيُّ ضعفٍ وانحلا ْ ل
يتولانا إذا الضوءُ تدّفقْ
فالسجاجيدُ، وآلاف السلا ْ ل
وقداحُ الشاي.. والأطفال.. تحتلُّ التلا ْ ل
في بلادي..
حي ُ ث يبكي الساذجو ْ ن
ويعيشو َ ن على الضوءِ الذي لا يبصرو ْ ن
في بلادي..
حي ُ ث يحيا الناسُ من دونِ عيو ْ ن
حي ُ ث يبكي الساذجو ْ ن
ويصّلو َ ن، ويزنو َ ن، ويحيو َ ن اتّكا ْ ل
من ُ ذ أن كانوا.. يعيشو َ ن اتّكا ْ ل
وينادو َ ن الهلا ْ ل:
" يا هلا ْ ل..
أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ
وحشيشًا.. ونُعاسْ
أيها الربُّ الرخاميُّ المعّلقْ
أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ
دُمتَ للشرقِ.. لنا
عنقودَ ماسْ
للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس "
في ليالي الشرقِ ّلما
يبل ُ غ البدرُ تمامهْ..
يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ
ونضالِ..
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ..
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ..
وفي يومِ القيامهْ..
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتًا من سعالِ..
أبدًا.. ما عرفتْ شك َ ل الدواءْ..
تتردّى..
جُثثًا تحتَ الضياءْ..
في بلادي..
حي ُ ث يبكي الساذجو ْ ن
ويموتو َ ن بكاءْ
كّلما طالعهم وجهُ الهلالِ
ويزيدو َ ن بكاءْ
كّلما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و"ليالي"..
ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
"ليالي".. وغناءْ
في بلادي..
في بلادِ البُسطاءْ..
حي ُ ث نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ..
ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
التواشيحُ الطويلهْ
شرُقنا اﻟﻤﺠترُّ.. تاريخًا.. وأحلامًا كسولهْ
وخُرافاتٍ خوالي..
شرُقنا، الباح ُ ث عن كلِّ بطولهْ
في (أبي زيدِ الهلالي)..










رد مع اقتباس