اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلق الإسلام الحياء
الــــــــــوضعية الادماجية :
غـــــريــــب أمرنـــا نحن البشر ! بعضنــــا فــــي نعـــــيم ، يتمتع بالصحة والعافية ، والآخر فــــي مشقة ومهانة ،
تلتهمه نيران الفقر القاسية .
فبيــــنما كنــــت في طريقي الى البيت ، قادما من المدرسة ، بعد نهار حافل بالانجازات ، لــــمحت في زاوية من زوايا
الطريق كومة من قماش متمزق ، خلتها في البدايــــة قــــمامة ، فقلت في نفسي : يا آسفاه على جيراني ، يرمون
المزابل في الطريق بالرغم من نهي ديننا عن ذلك . فاقتربت أكثر ، فاذا بــــي تلك القمامة تتحرك ، اندهشت واستغرب ،
و ما ان دنوت حتى عرفت أنــــه صبي متشرد ، لم يبلغ العاشرة بـــعد .
فـــي لحظة نسيت تعب المدرسة ، وراح قلـــبي يخفق بسرعة ، ودق ناقوس الألم والحزن في قلبي . تألمت لألم الملاك
البريئ الذي أجبرته ظروف الحياة العسيرة على التنقل من مكان الى آخر ، من بقعة الى أخرى ، آملا في
ايجاد مأوى يلجأ اليها ، يقيه من برد الشتاء القارص ، وحرارة الصيف الحارقة .
ومـــازاد حزنـــي حـــزنا هو أن الثياب التي كان يرميها الناس لقدمها ووساختها ، كان هو يرتديها ، لتستر عورته ،
ويحفظ نفسه من وساوس الشيطان للأشرار ، الذين لا يملكون ذرة رحمة في قلوبهم .
مددت يـــدي لأرى وجهه ، فاذا بعبرات اليأس تشع على وجنتاه ، فأدركت من محياه أنه يشتهي حنان الأم ، وعطف الأب.
فالى متى سندرك نحن البشر عامة ، والمسلمون خاصة سوء حال المتشردين ، خصوصا وأن الاسلام دعانا بل أمرنا أن
نمسح على رؤوسهم ، باعتبار ديننا حبل أمل لليائس ، وجسر عتيد للنجاة من المشقة والشقاء.
فعلى الجميع ، من دولة ومواطنين أن يساهموا في مد يد العون لهؤلاء ، وتخصص لهم منازل لتجعل منهم أسر متماسكة
وتدرسهم وتعلمهم ليخدموا أنفسهم ووطنهم .
|
بارك الله فيك , تقريبا العلامة كاملة.