منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسابقة "إحياء سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام"
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-16, 17:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بصمة قلم
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بصمة قلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مشاركة الأخت "زينب"







الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام , و أكرمنا أن جعل محمدا ابن عبد الله رسولا علينا عليه الصلاة و السلام, و زين شخصيته العظيمة بمكارم الأخلاق وكمال الصفات الحميدة؛ قال تعالى : ﴿و إنك لعلى خلق عظيم (سورة القلم -4- ),و جعله أسوة لنا و أفضل خلقه لنقتدي به ؛ قال تعالى : ﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا ( سورة الأحزاب-21- )
كملت أخلاقه عليه الصلاة و السلام فكان كل تصرف من تصرفاته محمودا, محبوبا, مسنونا علينا إتباعه, و ارتأيت أن أتكلم عن لطفه و رحمته مع الأطفال ليعلم الملوك و الرؤساء و الأمراء و الآباء رحمته و عطفه و خلقه العظيم الذي شمل الأطفال ناهيك عن رفقه و رحمته بالنساء و الضعفاء و الأسرى و اليتامى و كل من والاه , رغم شدته و حزمه في مواقف الجد و قوته في معارك الجهاد.
فاخترت في زمن سادت فيه القسوة و عبست فيه الوجوه و تحجرت فيه القلوب و بخلت الألسنة بكلام المودة و المحبة بين أفراد الأسر, أن أذكر بخلقه العظيم عليه الصلاة و السلام مع الأطفال و رحمته بهم و ملاعبته لهم , رغم عظم مهمته و ثقل رسالته التي بعث بها للعالمين.
من هدي و سنن المصطفى عليه الصلاة و السلام ملاعبة الأطفال و الرفق بهم

لطالما كان إتباع سنن المصطفى عليه الصلاة و السلام الشغل الشاغل للمسلم الملتزم, الذي طبق فروض الإسلام و أركانه و اجتهد في عباداته , و بحث عن سنن الحبيب صلى الله عليه و سلم, كي يرتقي بعبادته لأعلى الدرجات.
و القارئ لسيرته صلى الله عليه و سلم , لا يجد جانبا من جوانب الحياة الدنيا و لا الآخرة إلا و قد عالجه الرسول عليه الصلاة و السلام و وضع فيه بصمته, و بفضل الصحابة رضوان الله عليهم الذين نقلو لنا و وصفو حاله و تصرفه عليه الصلاة و السلام تعلمنا طرق تعامله مع الأطفال و مدى حبه لهم و رحمته بهم و تعليمهم و تأديبهم كي ينشئ جيلا من المسلمين متشبع بتربية إسلامية, مراعيا الجانب الطفولي و حاجتهم في الملاعبة.





مظاهر حب الرسول صلى الله عليه و سلم للأطفال؛
- روى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: « أبصر النبي صلى الله عليه وسلم صبياناً مقبلــين من عرس، فقام ممتناً، فقال:« اللهم أنتم من أحبِّ الناس إليَّ ».
- وروى البخاري أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع الحسن على فخذ وأسامة بن زيد رضي الله عنهم أجمعين على فخذ، ثم يقول: « اللهم إني أحبُّهما فأحبَّهما ».
-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( بصر عيني وسمع أذني ، رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين وأكبر الظن أنه الحسين فوضع قدميه على قدميه ، ثم جعل يرقيه على ساقيه وفخذيه ، وهو يقول : « ترق عين بقة » ، فلما وضع رجليه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فاه ، فقبل جوفه ، ثم قال : « اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه » . وجاء في الإصابة وزاد « خزقة خزقة ، ترق عين بقة » وجاء في النهاية لابن الأثير وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقص الحسن أو الحسين ويقول : « حزقة حزقة ترق عين بقة » – فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره _ والخزقة : الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه ، وقيل القصير العظيم البطن ، فذكرهما على سبيل المداعبة والتأنيس له ، وترق : بمعنى اصعد ، وعين بقة كناية عن صغر العين .




مظاهر رفقه و رقته صلى الله عليه و سلم مع الأطفال حتى و هو في الصلاة؛
- روى أحمد وأبو داود من حديث بريدة رضي الله عنه قال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فأقبل الحسن والحسين، وعليهما قميصان يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحَمَلَهما واحداً من ذا الشق وواحداً من ذا الشق، ثم صــعد المنبر فقال : «صدق الله العظيم: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ، إني نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان يعثران، لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما ».
-صلاته صلى الله عليه و سلم بأمامة بنت زينب ابنته رضي الله عنها إذ كان يحملها على عاتقه و هو يصلي فإذا سجد وضعها و إذا قام حملها على عاتقه مرة أخرى.
-عن عبد الله ابن شداد عن أبيه قال : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم إحدى صلاتي العشاء, و هو حامل حسنا أو حسينا, فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه, ثم كبر للصلاة فصلى , فسجد بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها, قال أبي : فرفعت رأسي , و إذا الصبي على ظهر الرسول صلى الله عليه و سلم, و هو ساجد , فرجعت إلى سجودي , فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة, قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر, أو أنه يوحى إليك, قال : « كل ذلك لم يكن, و لكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته » رواه أحمد و النسائي و صححه الألباني.




مظاهر مداعبته صلى الله عليه و سلم لهم؛ كانصلىاللهعليهوسلميلاعبويداعبأبناءالصحابة،ويدخلالسرورعليهم
-عنأنسرضياللهعنهقال: ( كانليأخيقاللهأبوعمير،كانإذاجاءنارسولاللهصلىاللهعليهوسلمقال:« ياأباعمير،مافعلالنغير»رواه البخاري،النغير: طائرصغيركالعصفور كان يلعب به.
-عنأنسرَضِيَاللهُعَنْهُ قال : كانرسولاللهصَلَّىاللهُعَلَيْهِوسَلَّمَيلاعبزينببنتأمسلمةويقول: « يازوينب،يازوينب »مراراً. رواهالضياءالمقدسي،وصححهالألباني.
-روى أبو الشيخ في كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه : « أن النبي صلى الله عليهوسلم كان يَدْلَعُ لسانه للحسين بن عليٍّ، فإذا رأى الصبي حمرة لسانه، بَهَشَ إليه (أي : أسرع إليه) وتناوله ». يدلع: أي يخرج




مظاهر تقبيله صلى الله عليه و سلم لهم؛
-فقد بوب الإمام البخاري رحمه الله باب: رحمة الولد وتقبيله ومعانقته: وقال ثابت عن أنس: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه.
-جاء الأقرع بن حابس التميمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فرآه يقبل الحسن بن علي, فقال الأقرع: أتقبلون صبيانكم ؟ّ , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « نعم », فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم قط, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « من لا يرحم لا يرحم »متفق عليه.
-روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الحسين فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه، فقبَّلَهُ وقال: « حسين مني وأنا من حسين، أحبَّ اللهُ مَنْ أَحبَّ حُسيناً ».






مظاهر مسحه صلى الله عليه و سلم على رؤوسهم ؛
-عن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كان رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يزور الأنصار، ويُسلِّم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم, رواه النسائي وابن حبان وصححه الألباني.
-عن جابر بن سمرة قال: صليت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً, قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطارٍ. (رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النَّبيّ ولين مسه والتبرك بمسحه).
و هنا أضيف أنه صلى الله عليه و سلم سن سنة مسح رأس اليتيم و جعل في ذلك دواء لقساة القلوب؛ عن أبي الدرداء قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال:« أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك » رواه الطبراني.
و في قول آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« من وضع يده على رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة » رواه الإمام أحمد. حديث ضعفه بعض العلماء.









هذا بعض من حاله صلى الله عليه و سلم مع الأطفال, فكيف لا يحبه الصغار و الكبار, و هو من أوجد للطفل وقتا من وقته الذي بذله في نشر الرسالة التي أرسل بها لكافة الناس و العالمين, فكيف لا نقتدي به و نشتكي كثرة الهموم و المشاكل و المشاغل كي نتهرب من مسؤوليتنا تجاه أطفالنا و اليتامى, كيف لنا أن نتجنب ملاعبتهم و مداعبتهم و نكتفي بتعليمهم التربية و الأخلاق بقسوة, كيف لنا أن نهتم بسنن أخرى و ننسى هذا الجانب الرائع في شخصية الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام.
طبعا السنة التي تكلمت عليها ليست بسنة مهجورة أو مندثرة , كلنا نحب الأطفال و نلاعبهم, لكنني أردت أن نجعل نيتنا في حسن معاملتنا للأطفال و ملاعبتهم و تقبيلهم و المسح على رؤوسهم و خاصة اليتامى منهم , نية التقرب من الله و نية إقتداء برسول البشرية علية أزكى الصلوات. و لم أتطرق للجانب التعليمي الذي اهتم به الرسول صلى الله عليه و سلم أشد اهتمام في تعامله معهم و أذكر فقط أنه على عظيم قدره, و علو منزلته صلى الله عليه و سلم كان يبدأ الأطفال بالسلام.





أستغفر الله الذي لا إله إلا هو و أتوب إليه
إن وفقت فمن الله وحده فله الحمد و المنة و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان
و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين









آخر تعديل بصمة قلم 2012-02-18 في 13:50.