أعتقد أن أغلب المفقودين هم من قامت ما عرفت بالميليشيات (لي كاغول) بإختطافهم و تصفيتهم بدون محاكمات لأن الأغلبية الساحقة من الذين إختطفتهم قوات الأمن النظامية بمختلف أسلاكها تبين مصيرهم و عرفت وجهتهم سواء كانوا أحياءا أو مسجونين أما الذين إختطفتهم الميليشيات خارج أي إطار قانوني فلايمكن أو من الصعب جدا معرفة مصيرهم لأن تلك الميليشيات كانت تتحرك بدون رقابة قانونية دقيقة بل كانوا يختطفون كل إسلامي و يتم تصفيته لمجرد الشبهة أو الشك فيه و تلقى جثثهم في الغابات و الطرقات والشواطئ وقد سجلت في العديد من المناطق وخاصة النائية منها تصفية حسابات بين أناس ليس لهم أي علاقة بالحزب المحل وقد سجل المحامي والناشط الحقوقي علي يحي عبد النور الكثير من الشهادات في هذا الموضوع ضمن كتاب أصدره حلل فيه بصفة دقيقة كيف تم تشكيل هته الميليشيات ومن كان مسؤولا عن تشكيلها وكيف كانت تعمل خارج الأطر القانونية.... طبعا هذه جريمة في حق الإنسانية تعتبر مأساة وطنية حقيقية إذ تتطلب تظافر الجهود من أجل معالجة هذا الملف الشائك والمعقد ... وقد بذلت مجهودات عدة من أجل طي هذا الملف الذي يكدر صفو السلم الإجتماعي و بالفعل قبلت العديد من عوائل المفقودين التسوية المادية لكن هناك بعض العائلات وهي قليلة جدا لم تقبل تسوية ولا تعويضا ووجدت بعض الجهات التي لا تريد لهذا الملف أن يغلق لتستعمله كوسيلة ضغط دائمة و كورقة سياسوية مستغلة فاجعة هته العائلات و مآسيها من أجل ممارسة إبتزازها السياسوي ...