الحلقة الثانية ..تفاعلوا مع ما نشرته الشرق وطالبوا هيئة الصحة والأوقاف بإصدار بيان مشترك حوله ..مواطنون ومقيمون: الهاشمي يطلب المال قبل تسليم (الخلطة) ووصفاته متشابهة على اختلاف الأمراض
العجي: ما ندمت على شيء بحياتي قدر ندمي على تصديقه
حسن: أغلق الهاتف بوجهي وطلبوا إرسال 2500 ريال قبل تحديد الموعد
مواطنة: زادت آلامي بعد استعمال عقاقيره
أم عبد العزيز: لا يرى المرضى وعماله من يقوم ببيع الدواء للناس بشكل مباشر
أحمد السيد: تحول إلى شبكة على غرار العصابات المنظمة
عماد عبد الله: يطلق تشخيصه جزافاً للحالة بمجرد النظرة الأولى دون معرفة الأعراض!!!
سعد أبو خميش: الجهات العلمية التي ادعى تخرجه منها لا تعنى بالطب البديل
فهد الدوسري: لا يختلف عن أي عَشّـاب آخر ولكن خدمته الدعاية في تحقيق النجومية
سجاد العياشي
في تفاعل منقطع النظير من القراء مع ما طرحته (الشرق) من تساؤل حول مدعي الطب (محمد الهاشمي) فيما إذا كان هو فلتة من فلتات الزمان أم أنه مجرد يبيع الوهم لأولئك المتعطشين إلى أي أمل في الشفاء مما يعانون، تلقت (الشرق) عدداً كبيراً من المكالمات والرسائل أكد خلالها مرسلوها على تعرضهم للنصب والابتزاز على يد الطبيب المزعوم أو أحد أفراد (شبكته) حيث أشاروا إلى أنه جاء إلى البلاد لفترة محدودة وأقام بفندق الانتركونتيننتال في الدوحة وقد سبقت مجيئه حملة إعلانات واسعة الأمر الذي جعل مئات المواطنين يتوجهون إلى مكان إقامته وكانت من حوله حاشية من المأجورين تقوم بتنظيم المراجعين بينما احتل هو احد الأجنحة الفارهه في ذلك الفندق ليحوله إلى مكتب لتوزيع رقم حسابه المصرفي على جموع المخدوعين طالباً منهم تحويل الأموال قبل حصولهم على العلاج المزعوم. كما أكد لنا ذلك رجل الأعمال السيد أحمد عبد الله العجي الذي اتصل بنا طالباً حضورنا إلى مكتبه ليسرد لنا بدوره تجربته مع مدعي الطب قائلاً: سرني كثيراً قيامكم بطرح هذا الموضوع وحرصت على أن أوضح من خلالكم بعض الأمور التي لمستها شخصيا من خلال مراجعتي للهاشمي لدى مجيئه إلى قطر، ففي تلك الأيام كانت إحدى بناتي تعاني من (تراجع الخلايا الدماغية) وعند سماعنا بقدوم الهاشمي وما سبق ذلك القدوم من إعلانات ترويجية وأن العدد الذي سيتمكن من مقابلته محدود توجهنا إلى الفندق الذي كان يغص بالمراجعين ولم نفلح بالحصول على رقم في اليوم الأول، ذهبنا في اليوم التالي مبكرين وتم توزيع أرقام تسلسلية لتنظيم الدور وحصلنا على رقم وعندما حان وقت دخولنا على (المعالج) كانت هنالك صالة مخصصة للنساء وأخرى للرجال وكان (المعالج) في جناح فاخر يتوسط الصالتين فدخلت أنا من صالة الرجال ودخلت زوجتي وابنتي المريضة من صالة النساء وبمجرد مرور ابنتي التي كانت تجلس على كرسي متحرك من أمامه قال لي هذه الطفلة مصابة بالعين دون أن يحاول ولو مجرد معرفة الأعراض التي تعاني منها، فتظاهرت بتصديقه إرضاءً لزوجتي التي أشارت علي بمراجعته وسألته عما يجب أن نفعله، فمد يده إلى رزمة من البطاقات كانت على مكتبه ودفع لي ببطاقة منها كانت تحتوي على رقم حسابه المصرفي وطلب مني تحويل مبلغ وقدره (2000) ريال على رقم الحساب المدون بالبطاقة، وقال عند قيامك بتحويل المبلغ أرسل لي إيصال التحويل على العنوان المثبت على ظهر البطاقة نفسها وعندما يصلنا سنقوم بإرسال العلاج لابنتك، وقد قمت فعلاً بتحويل المبلغ وإرسال إيصال التحويل على العنوان الذي زودني به غير أن الدواء لم يصل، وقد شاع حينها الحديث عن قيام الجهات المعنية بالصحة بمنع دخول العقاقير الطبية حيث قيل إن الصحة قامت بمصادرتها غير أنه لم يصدر أي تعليق منها بشأن تلك العقاقير، وهنالك أشخاص راجعوا الصحة في ذلك الحين ووقعوا على تعهدات خطية لاستلام العلاجات المرسلة لهم، فاعتقدت حينها إن العلاج الذي وعدني به قد يكون وصل المطار وتمت مصادرته، وبعد فترة وعن طريق شخص آخر حاولت الحصول على العلاج وعلى غرار أسلوب المتعاملين بالمواد المحظورة اتصل بي شخص وحدد معي موعدا للمقابلة في حديقة رأس أبو عبود وكان متوجساً ومحاذراً جداً وعند حضوري قام بإعطائي قنينة من الماء قال إن الهاشمي قد قرأ عليها وعند استعمالها لم نلحظ أي تحسن بحالة ابنتي وأنا مدرك تماماً لطبيعة مرضها حيث إنني راجعت فيها أطباء كباراً على مستوى العالم ولم اترك أسلوباً علاجياً معروفاً على سطح الأرض إلا وقصدته ابتداء من الطب الحديث في لندن ومروراً بالطب الصيني وانتهاء بالطب البديل في عدد كبير من الدول، وبعد مضي فترة بدأت تظهر على ابنتي الأخرى نفس أعراض أختها بعد أن كانت سليمة وطبيعية.
وأضاف العجي: ما أريد أن أوضحه هنا من خلالكم هو أنه ومن خلال رحلتي الطويلة في البحث عن علاج لابنتي صادفني معالجون من مختلف الجنسيات ولم أر فيهم شخصاً يزعم قدرته على شفاء كل الأمراض كما يدعي الهاشمي والظريف أن احد المعالجين الهندوسيين اعتذر مني لعدم تمكنه من تقديم أي شيء يخدم صحة ابنتي وقال لي وفر مالك لإتمام مسجد ناقص البناء أو أي عمل نحو تأهيل أو تأثيث مسجد وهو هندوسي وليس بمسلم. وفي الصين قال لي احد أشهر المعالجين بالطب الصيني المتمثل بالأعشاب والوخز بالإبر لا أستطيع أن أخدعك فالعلاج الذي نقوم به لم يقدم لها شيئاً يذكر بينما قام بعلاج زوجتي من الصداع الملازم لها بالإبر الصينية والحمد لله مرت أكثر من ثمانية أشهر على علاجها بالإبر الصينية ولم تتعرض لتلك الآلام التي كانت تصيبها وأريد من وراء ذكر تلك المواقف كيف أن هؤلاء المعالجين كانوا صادقين بتعاملهم معنا بالقياس مع ما حصل لنا مع الهاشمي، ولي أصدقاء حين يكون احدهم في الإمارات ويتصل به احد الأصدقاء طالباً منه إحضار علاج له من منتجات الهاشمي يقولون حين نذهب إلى مركز الأعشاب الخاص به لا نجد الهاشمي وهنالك عمال يقومون ببيع تلك المنتجات كيفما اتفق (فهل أن الهاشمي طرح بركاته فيها!!!).
المواطن حسن أكد من خلال اتصاله بنا أنه قام بإجراء اتصال هاتفي بمركز الهاشمي وقد طلب منه تحويل مبلغ وقدره (2500) ريال قبل الحصول على موعد، وقال: حاولت الحصول على موعد من مركز الهاشمي وعند اتصالي بهم طلبوا مني تحويل مبلغ قدره (2500) ريال وبعد ذلك يتم النظر في إعطائي الموعد ومن يرد على الاتصالات ليس الهاشمي وكل من يستقبل الاتصال من عماله قد يرد على أي مشورة مجانية من تلك التي تأتي على هيئة إعلان ترويجي على غرار ما تقدمه قنوات الوجه الواحد الفضائية التي تنفرد بتقديم كل فقراتها وطيلة مدة البث فتاة استثقلت ملابسها وتجردت من البعض الأكبر منها لتقول إن السكينة التي تروج لبيعها قادرة على قطع لحم الأرنب والأغنام ووووو وتعد كل أنواع وأسماء الحيوانات ثم تنتقل إلى الخضراوات والفواكه وبعدها تقول إن سكينتهم الأولى من نوعها التي استخدمت في صناعة يدها الخشب رغم مرور مئات السنين على استخدام الخشب في صناعة أيدي السكاكين فعلى شاكلة هذه القنوات تجتهد قناة الحقيقة في الترويج لفارسها (الهاشمي).
وتشير السيدة أم عبد العزيز إلى أن المرضى المراجعين لمركز الهاشمي العشبي لا يقابلهم الهاشمي وإنما هنالك طاقم خدمة أصبح كل من أفراده طبيباً حيث تقول: لو آمنا أن الهاشمي معالج بارع على سبيل الافتراض فإن ما يحصل على ارض الواقع هو أن المراجع لا يرى الهاشمي ولا الهاشمي يراه وكنت في البر يمي وذهبت إلى مكتبه فوجدت إعداداً كبيرة من الناس القادمين من مناطق مختلفة يحاولون إقناع الأشخاص الموجودين بالمكتب بأهمية أن يشاهد الهاشمي حالاتهم كي يصف لهم العلاج المناسب غير أن هؤلاء العمال يصرون على بيعهم بعض قناني المياه المقروء عليها والعسل وقناني فيها مساحيق لأعشاب ولا يفرقون بين اختلاف الحالات حيث يدفعون بتلك العبوات إلى المراجعين مقابل مبالغ متساوية ولكل الحالات.
وينوه احمد السيد عن المخاطر التي تكتنف الظاهرة قائلاً: بعد استفحال أمر الهاشمي تحول إلى شبكة دولية للنصب وهنالك أشخاص في سوريا والجزائر والأردن وغيرها تعرضوا إلى النصب وفي الجانب الآخر نجد في العديد من الدول العربية من يلفق الانجازات الوهمية للهاشمي بهدف الإيقاع بالناس وبعضهم يقوم بشراء كميات مخفضة السعر ليقوم ببيعها في مناطق أخرى ليس فيها فروع للهاشمي وهذا سيفتح المجال أمام نصابين آخرين لاستغلال البهرجة والدعاية التي حصل عليها الهاشمي في النصب على الناس وربما يقومون بتسويق مواد خطرة على الصحة في ظل هذه الظاهرة الأمر الذي يتطلب من الهيئة الوطنية للصحة ووزارة الأوقاف إصدار بيان مشترك يوضح موقفهما من الظاهرة.
ويستذكر عماد عبد الله لحظات مقابلته له في الدوحة قائلاً: لو افترضنا انه معالج بالأعشاب فليس هنالك عشاب على وجه الأرض يعطي علاجاً دون معرفة الحالة المعروضة عليه ولو افترضنا انه يعالج بالرقية الشرعية فهي تتطلب أيضاً الوقوف على الحالة للدعاء إلى الله بشفاء صاحبها منها ولو كان طبيباً فعليه إجراء الفحص غير إنني وعند مرافقتي له برفقة احد أفراد أسرتي لم يرفع نظره إلى المريض ولم يسألنا مجرد السؤال عن الحالة التي يعاني منها وقال إنه مصاب بمس وأنا قادر على علاجه وعليكم إرسال تكاليف العلاج وسأقوم بإعداد علاج خاص له، وعندما شاهدنا هذا الموقف لم نقتنع بعلاجاته وقمنا بحمل مريضنا إلى طبيب مختص في احد المستشفيات وقد كتب الله له الشفاء في ذلك المستشفى الذي لا نريد ذكر اسمه كي لا يفهم حديثنا على أنه إعلان له على غرار ما يعمل الهاشمي.
وبدوره يؤكد سعد أبو خميش أن الجهات العلمية التي ادعى التخرج منها لا تعنى بالطب البديل وقال: ادعى انه خريج جامعة أمريكية وعندما أثيرت قضيته في المملكة العربية السعودية بعد وجود مخلفات ضارة في خلطاته أوضحت الجامعة التي يدعى الدراسة فيها بأنها ومنذ عام 1909 لم تدخل في برامجها التعليمية أي شيء حول الطب البديل، وعند عودته إلى عمان ادعى تخرجه من جامعة سعودية وهذه الجامعة تختص فقط بعلوم الشريعة ولا صلة لها بالطب.
ويصفه فهد الدوسري بأنه مجرد عشاب لا يختلف عن سواه من العشابين قائلاً: الهاشمي عَشاب أسوة ببقية العشابين الآخرين غير إن الدعاية التي توافرت له وأساليبه المخادعة وادعاءاته المغرية ساهمت في انتشاره وفي إضفاء بعض المزايا الوهمية لشخصيته فهو استغل توجه القنوات الفضائية التجارية نحو الفرقعات الإعلامية وتشغيل مكاتب الاتصالات التابعة لها عبر اتصالات الجمهور وما وجده من مردودات مادية وظفها في الإعلان والدعاية حتى توهم هو نفسه بوجود قدرات خارقة لديه.
ويشير احد المتصلين إلى أن شقيقه كان يعاني من مرض نفسي و قامت أسرته بإجراء اتصالات عديدة بمركز الهاشمي من سوريا وبعد محاولات دامت أكثر من شهرين تخللها إرسال مبالغ مالية وصلت إلى نحو (15000) ليرة سورية أي ما يعادل 1200 ريال قطري حصلوا على عسل و مركبات أخرى لم يجن منها أي تحسن بحالته الصحية ويؤكد آخر أن رحلة البحث عن علاج من الهاشمي قد أسفرت عن حصوله على جهاز تسجيل وشريط كاسيت كلفته أكثر من 3000 ريال بينما سعر الجهاز بالسوق لا يزيد على 200 ريال في أفضل الأحوال.
نشكر لكم تواصلكم ونعتذر للقراء الكرام الذين لم نتمكن من نشر آرائهم في هذه الحلقة، وستواصل الشرق نشر ملاحظاتكم وآرائكم حول هذه الظاهرة
نفس المصدر