منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مناقشة علمية بين الاخ سفيان الثوري السلفي و الاخ هائم في البوادي.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-11, 23:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
هائم في البوادي
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

1- هل أهل الظاهر هم أتباع داود بن علي الأصفهاني؟

هذه كلمة متداولة نحتاج لتصحيحها أو ردها معرفة لمقصود من قول صاحبها بالأتباع .

فإن كان يقصد بأن تبعيتهم زمانية فقط وجرى توافق على الحق بين داود وبين من تأخر عنه، فهذا المتأخر وقف على الدليل وقال به وكان داود قد قال بنفس القول.
فإن كان قصد القائل هذا فهذا لا عيب فيه في ذات ولا يُرد، لكن حينها ستكون العبارة دون فائدة تُرجى.
لأن أهل الظاهر حينها لن يكونوا أتباع داود فقط بل أتباع كل متقدم يقول بالقول الذي يأتي عليه الدليل فهم أتباع أحمد بن حنبل وأتباع البخاري وأبي داود وغيرهم كثير بهذا الاعتبار !
فإذ لم يصر للكلام فائدة بهذا الاعتبار بطل أن يكون هذا قصد المتكلم بهذه العبارة.

فيبقى أنه يقصد بها ما يراه من أهل المذاهب الأخرى من تبعية أتباع المذهب لإمام لمذهب كما نرى من المالكية في تبعيته للإمام مالك رحمه الله.

وهذا باطل من وجوه :

1- هذا الزعم إنما هو من مخالفي الظاهرية، ولا يصح أن يُجعل حجة عليهم كما لا يخفى.
2- تصريح الظاهرية قديما وحديثا أنه ليس له متبوع إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما سواه فمأخوذ من قوله ويُرد.
3- تصريح الظاهرية بتحريم التقليد، فكيف يحرمون التقليد ويقلدون داود ؟

فإن قال قائل إنما المقصود بأتباعه أي من أخذ بأصوله .
قلت وما هي أصول دود التي أخذ بها حتى تبعه عليها أهل الظاهر ؟
إنما أصول داود وجميع أهل الظاهر هي الكتاب والسنة .
فهل يوجد مسلم ينفي القول بهذه الأصول ؟
إذن فأهل الظاهر موافقون في هذه الحيثية لكل المسلمين بالأخذ بالكتاب والسنة .
أي أن داود رحمه الله لم يزد شيئا على ما اتفقت كلمة المسلمين على الأخذ به حتى يكون له أتباع على قوله.
بينما نجد مالكا رحمه الله أخذ بقول أهل المدينة –بحسب ما ينسب ذلك إليه بعض أهل العلم- فتبعه المالكية على هذا الأصل، فصح أن يقال أن المالكية يتبعون مالكا.
وكذا الأحناف في توسع إمام مذهبه بالرأي فتبعوه على ذلك.
الآن تبقى مسألة الأصول الزائدة على الكتاب والسنة كالقياس والاستحسان وسد الذرائع وغيرها،فأهل الظاهر يرفضونها ولا يتعبدون بها ليس اتباعا لداود إنما لأن البرهان لم يأت بها كما هو صريح النصوص.
وإني لأعجب كيف يصح أن يقال عن ظاهري مثلا أنه تابع لداود وهو لم يقرأ لداود حرفا ؟!
ويوجد شيء من التتمة في هذه الجزئية يأتي في النقطة الثانية.

2- هل يعد هو منشئ المذهب الظاهري

1- هذه الدعوى إنما هي من مخالفي الظاهرية فلا يصح إلزام الظاهرية بها ابتداءً.
ثم قد ذكرت الأصول التي يقول بها داود : الكتاب والسنة، وهذه هي الظاهرية.
فهل كان المسلمون قبل داود على غير هذه الأصول حتى يُقال أن داود أنشأ الظاهرية ؟؟؟
هذا هو الإسلام =الكتاب والسنة فيحرم القول بأن دواد هو من أنشأ هذا القول !
2- الإمام ابن أبي عاصم صاحب كتاب السنة معاصر لداود رحمه الله وهما قرينان ولم يذكر أهل السير تلمذة بينهما، وهو ظاهري رحمه الله، فكيف يصح القول بأن داود منشئ الظاهرية وقد كان في عصره ظاهريون غيره ؟؟؟.
3- كل المذاهب الفقهية فإنما تنتسب لاسم صاحب المذهب، فالمالكية نسبة لمالك والشافعية نسبة للشافعي، بينما نجد الظاهرية نسبة للظاهر !!
والظاهر عند أهل الظاهر هو نفسه النص بخلاف ما عند أهل المذاهب من التفريق بين الظاهر والنص.
4- كل المذاهب الفقهية تعتمد أساسا على كلام صاحب المذهب والتخريج على قوله وإلحاق المسكوت عنه بالمنطوق والتفريع على ذلك. بينما نجد الظاهرية يذهبون رأسا للكتاب والسنة على لغة العرب.
5- كل المذاهب الفقهية تعتني بكتب صاحب المذهب وكلامه وتحتفي به، بينما نجد في وقتنا أن هنالك ظاهريون بينما كتب داود مفقودة لا يوجد لها أثر، فكيف يكون هنالك مذهب قائم وكتب المنشئ مفقودة ؟؟؟؟؟
6- الظاهريون أنفسهم يرفضون هذا القول بأن داود مؤسس الظاهرية ويجعلون هذا سبة وطعنا، فهم يقولون بأن قولهم بأن الإسلام هو القرآن والسنة هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ويشبهون صنيع المخالفين بصنيع بعض المخالفين ممن يقول أن (السلفية) مذهب أسسه (ابن تيمية) فهل يرضى بذلك من ينتسب للسلف؟؟؟؟
وهنالك ردود أخرى في فلك هذه النقاط تركتها اختصارا.

3- هل كتب داود الظاهري مفقودة تماما

هذه كلمة قلتها فأنكرها البعض، وهذا يدل على عدم إلمام بهذه المسألة، فنعم كتب داود مفقودة ليس لها أثر وهذا ما قال به أهل الفن والتحقيق.
وليأتنا من ينكر هذا بكتاب لداود رحمه الله موجود في عصرنا !
فقد ذكر أهل التراجم أن له كتاب عن الإجماع وكتابا عن إبطال القياس وغيرها فأين هي ؟؟

4- فأي مذهب يمكن أن يقوم وكتب مؤسسه مفقودة؟؟

قلت هذه لكلمة تأييدا لنفي أن يكون لداود مذهب اسمه الظاهرية وأن يكون هو منشئ المذهب، لأن الظاهرية منهج وليس مذهبا.

فاعترض البعض بأن هذا خطأ وكانت هنالك مذاهب وكتب منشئها مفقودة كمذهب الليث.

أقول لو تمعن صاحب الاعتراض كلامي جيدا لما ظهر له اعتراضه.

لأنني إنما أتكلم عن منهج قائم في وقتنا، فهنالك أهل الظاهر في وقتنا .
بينما ما اعترض به من مذهب الليث فهل هنالك اليوم من يتمذهب بمذهب الليث ؟؟؟
فإنما ذكرت ذلك الإشكال حتى ينقدح في ذهن القارئ أن الظاهرية ليست مذهبا لأنها لو كانت مذهبا لكانت منقرضة لأن كتب مؤسس المذهب مفقودة، كما حصل بالضبط مع مذهب الليث بن سعد.

فما أتى به المعترض قد وثق كلامي وأيده ولله الحمد.

هذا شيء من التعليق على تلك النقاط التي كانت موضوعة للمناقشة قد ذكرت فيها موقفي وجليته باختصار والحكم للقرآء.

والحمد لله رب العالمين.