منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب رواية وداع مع الاصيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-09, 00:48   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ام هالة شهرزاد
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ام هالة شهرزاد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قلب هائم
أصبح وليد، نجل شكري بك، منذ اكتحلت عيناه برؤية تلك الصبية الحسناء (سلمى) منطويا على نفسه، دائب التفكير في أمرها، و لم يكن بمقدوره أن يقصي طيفها الجميل على ناظره، أو يسلو تينك العينين المنيرتين ذواتي الأهداب التي يترامى ظلها إلى الحدين مع ما يتجلى في وجه صاحبتهما من جمال و روعة.

و اضطرمت بين ضلوعه عاطفة مشبوبة بحبها أشقته و عذبته، و رأى أن الحياة لا تطيب له إلا أن كانت تلك الصبية بجانبه ، فقرر أن يخطبها، و لكنه كان يعلم لو أفضى بمثل هذا النبأ لوالدته فلن تتقبله بالرضي أو السرور بل انه سيجلب عليها نقمتها لرغبتها في تزويجه ممن تربطه بهن صلة القربى، و لن تتورع من أن تدفعها أنانيتها إلى تحريض أبيه كي يقف حائلا دون هذا الزواج، و لذا اثر أن يذهب إلى ابنة عمه سعاد ، أرملة أخيه المتوفى ، ليفضي إليها بما في نفسه . فمضى إليها في حجرتها، فاستقبلته هاشة باسمة و دعته للجلوس و أخذت هي مكانها إلى مقعد قبالته، و لاحظت عليه قلقه و تبدل حاله و ابتدرته بقولها: " ما وراءك يا ابن العم؟ ".

قال: " إنني لست في خير حال يا ابنة عمي ، و ها أنا ذا لم أجد غيرك لأفضي له ما بنفسي ".


قالت بحنان الأخت الكبرى: " اخبرني بالله ما في ضميرك؟ "

صمت لحظة ثم قال: " جئت لاسالك عما تعرفين من أمر تلك الفتاة الحسناء التي تقطن ذلك البيت القريب منا ".

فابتسمت سعاد و قالت: " أتقصد غادة الكرمل؟ "

قال: " وهل هذا هو اسمها؟ "

قالت: " هذا ما لقبها به أهل الحي لأنها أجمل فتيات الجبل، أما اسمها الحقيقي فهو (سلمى).. " و استطردت و الابتسامة ما زالت على شفتيها : " ترى هل أصابت تلك الغادة هوى من نفسك حتى طرا عليك مثل هذا التبدل؟ "

قال: " نعم فهلا قصصت عليا ما تعرفينه من أمرها؟ "