[هائم في البوادي]

أخي الكريم
جُبل الحر أن لا يتقبل الظلم ولا يرضى به.
ولكن الإنسان هو ابن بيئته فلا يملك أن يدفع عن نفسه الظلم وهذه سنة الله في أرضه.
ولست أنت خيرا من أنبياء الله الذين قتلهم قومهم وقد بُعث برأس يحيى بن زكيا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل !
فهل من ظلم أكثر من هذا ؟؟؟؟
أخي الكريم كل مخالط للناس ولابد أن يصيبهم أذاهم وينزل به ظلمهم !
لكن ! وانتبه لما بعد لكن !
هنالك سبيلان بعد أن يظلمك أحد :
1- أن تتقوقع على نفسك وتنقطع عن الخير [الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه وفيها راحته] وتعجز عنه وتتباكى على أطلال الظلم فتلقى وحيدا شريدا فلا تنصف نفسك بأن تسعى لخيرها ولا تنتصف من خصمك إما بأن تسترجع حقك أو تغيضه بالسمو في درجات العلا والخير.
2- أن تحسم مادة العجز وتنقطع لربك بالدعاء ليوفقك لسبل الخير، وأن تعرف أن في الناس من هو مظلوم أكثر منك ومع ذلك هو صابر محتسب ساع في الخير ماض في ما قُدر له.
فتجعل من ألامك منطلقا لتحصيل آمالك وتشحذ بذلك الظلم همتك.
فانظر أي السبيلين خير وأقوم ولا أظن عاقلا إلا مناديا عليك بالثاني .
ولو سردت لك من القصص ما يسليك ويواسيك ما انتهيت ....
والله يوفقك للخير ويرفع شأنك ويبعدك عن الوسواس