منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل المرأة العاملة فاشلة أسريا ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-23, 19:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
abdelkrim
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية abdelkrim
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*متى يجوز للمراة أن تعمل:


هل يفهم من هذا أن عمل المرأة حرام أو ممنوع شرعا بكل حال؟

كلا، وينبغي أن نبيّن هنا إلى أي مدى ، وفي أي مجال ، تجيز الشريعة للمرأة أن تعمل.

هذا ما نححده بإجاز ووضوح أيضا، حتى لا يلتبس الحق بالباطل في هذه القضية الحسّاسة.

إن عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه منازع، ولا ينافسها فيه منافس ، وهو تربية الأجيال ، الذي هيأها الله له بدنياّ ، ونفسيا ، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغل مادي أو أدبي مهما كان ، فإنّ أحدا لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في العمل الكبير ، الذي عليه يتوقف مستقبل الأمة، وبه تتكوّن أعظم ثرواتها ، وهي الثروة البشرية.
ورحم الله شاعر النيل حافظ غبراهيم حين قال:

الأم مــــدرســـة إذا أعـــددتهـــا
أعددت شعـــبا طيـــب الأعــــــراق

وهذا لا يعني أن عمل المرأة خارج بيتها محرّم شرعا، فليس لأحد بغير نص شرعي صحيح الثبوت ، صريح الدلالة ، والأصل في الاشياء والتصرفات العادية الإباحة كما هو معلوم.
وعلى هذا الأساس نقول: إن عمل المرأة في ذاته جائز، وقد يكون مطلوبا إذا ا حتاجت إليه ، كأن تكون أرملة أو مطلقة ، أو لم توفق للزواج أصلا، ولا مورد لها ولا عائل ، وهي قادرة على نوع من الكسب يكفيها ذل السؤال أو المنّة.
وقد تكون الأسرة هي التى تحتاج إلى عملها كأن تعاون زوجها، أو تربّي أو لادها، أو إخوتها الصغار ، أو تساعد أباها في شيخوخته ، كما في قصة ابنتي الشيخ الكبير التى ذكرها القرآن الكريم في سورة القصص، وكانتا تقومان على غنم أبيهما ، قال تعالى: ((وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)) (23) سورة القصص الآية 23.
وقد يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عمل المرأة، كما في تطبيب النساء وتمريضهن ، وتعليم البنات ، ونحو ذلك من كل ما يختص بالمرأة.فالأولى أن تعمل المرأة مع إمرأة مثلها لا مع رجل، وقبول الرجل في بعض الأحوال يكون من باب الضرورة التى ينبغي أن تقدّر بقدرها، ولا تصبح قاعدة ثابتة.
ومثل ذلك إذا احتاج المجتمع لأيدِ عاملة لضرورة التنمية.
وإذا أجزنا عمل المرأة، فالواجب أن تكون مقيّدا بعدة شروط:

1- أن يكون العمل في ذاته مشروعا، بمعنى الا يكون عملها حراما في نفسه ، أو مفضيا إلى ارتكاب حرام ، كالتي تعمل خادما لرجل عزب ، أو سكرتيرة خاصة لمدير تقضي وظيفتها أن يخلوا بها وتخلو به ، أو راقصة تثير الشهوات والغرائز الدنيا، أو عاملة في (( بار)) تقدّم الخمر التى لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقيها وحاملها وبائعها.. أو مصيذفة في طائرة يوجب عليها عملها التزام زي غير شرعي ، وتقديم ما لا يُباح شرعا للركاب، والتعرض للخطر بسبب السفر البعيد بغير محرم ، بما يلزمه من المبيت وحدها في بلاد الغربة ، وبعضها بلا غير مأمونة ، أو غير ذلك من الأعمال التى حرّمها الإسلام على النساء خاصة أو على الرجال والنساء جميعا.

2- أن تلزم أدب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها : في الزي والمشي والكلام والحركة : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) ،(( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ))، سورة النور الاية 31 ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )) سورة الأحزاب. الآية 32

- الا يكون عملها على حساب واجبات أُخرى لا يجوز لها إهمالها ، كواجبها نحو ازوجها وأولادها وهو واجبها الأول وعملها الأساسي*
والمطلوب من المجتمع المسلم : أن يرتب الأمور، ويهيىء الأسباب ، بحيث تستطيع المراة المسلمة أن تعمل إذا اقتصت ذلك مصلحتها أو مصلحة أُسرتها ، أو مصلحة مجتمعها - دون أن يخدش ذلك حيائها ، أو يتعارض مع التزامها بواجبها نحو ربها ونفسها وبيتها ، وأن يكون المناخ العام مساعدا لها على أن تؤدي ما عليها ، وتأخذ ما لها.
ويمكن أن يرتّب لها نصف عمل بنصف أجر ( ثلاثة أيام في الأسبوع مثلا) ، كما ينبغي أن يمنحها إجازات كافية في أول الزواج ، وكذلك إجازات الولادة والإرضاع.
ومن ذلك : إنشاء مدارس وكليات وجامعات للبنات خاصة ، يستطعن فيها ممارسة الرياضات والألعاب الملائمة لهنّ ، وأن يمون لهنّ الكصير من الحرية في التحرك وممارسة الأنشطة المختلفة.
ومن ذلك : إنشاء أقسام أو أماكن مخصصة للعاملات من النساء في الوزارات والمؤسسات والبنوك بُعْدا عن مظان الخلوة والفتنة.
إلى غير ذلك من الوسائل التى تتنوّع وتتجدّذ ، ولا يسهل حصرها.
والله يقول الحق ، وهو يهدي السبيل .

إنتهى

الفصل منقول عن الدكتور يوسف القرضاوي من كتاب مركز المرأة في الحياة الإسلامية ص145-149
*من أراد التوسع في معرفة موقف المرأة في الإسلام ، فليرجع إلى كتاب الأستاذ عبد الحليم محمد أبو شقة (( تحرير المرأة في عصر الرسالة )) وهو موسوعة من ستة أجزاء ، موثقة بالنصوص من القرآن والسنة.










رد مع اقتباس