اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله دادي
لقد قلت في ردك يا أخي يا رضا ما يلي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فراجع موضوع البوصيري وما نقم عليه أهل العلم
سؤالي هو من هم أهل العلم الذين تقصدهم؟
هل هم غير هؤلاء؟
فممن رواها عن المصنف :
1- الإمام المفسر لكتاب الله العزيز أبي حيان الأندلسي : محمد ابن يوسف بن علي الغرناطي، صاحب تفسير " البحر المحيط ".
2- الإمام الحافظ محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري ، صاحب السيرة الشهيرة " عيون الأثر " .
3- الإمام الفقيه سلطان العلماء عبد العزيز بن عبد السلام السلمي ، صاحب " القواعد الكبرى " .
4- الإمام المحدث محمد بن جابر الوادي آشي .
أما من رواها من العلماء والمحدثين فمنهم :
1- الإمام الحافظ زين الدين العراقي .
2- الإمام الفقيه المحدث عمر بن علي المعروف بابن الملقن .
3- الإمام المجتهد عمر بن رسلان البلقيني .
4- الإمام الحافظ المحدث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني شارح البخاري .
5 – الإمام المحدث الفقيه زكريا الأنصاري .
6- الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي .
وغيرهم ممن لا يحصون كثرة كما أشار العلامة الشيخ داود في مؤلفه" نحت حديد الباطل و برده في الذب عن صاحب البردة" .
بقى أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر من سمع " البردة " أو حفظها من الأئمة الأعلام .
1- الإمام إبراهيم بن علي القلقشندي = حفظها ( الضوء الامع ج 1 : 77 ) .
2- الإمام إبراهيم بن علي بن ظهيرة = سمعها على أحمد بن إبراهيم الرشيدي ( الضوء الامع ج 1 : 88 )
3- الإمام أحمد بن محمد بن محمد الجخندي = سمعها على العز بن جماعة ( الضوء الامع ج 2 : 199 ) .
4 – الإمام عبد الرحمن بن أحمد بن فهد = حفظها و " الهمزية " .
5- الإمام أحمد بن خليل بن كيكلدي = سمعها على يوسف المشهدي ( المعجم المؤسس 1 : 363 ) .
6- الحافظ بن حجر العسقلاني = سمعها على محمد بن محمد الغماري ( المعجم المؤسس 3 : 246 ) .
7 – الإمام مجد الدين الفيروز أبادي = سمعها على العز بن جماعة ( العقد الثمين 2 : 393 ) .
8- الإمام محمد بن أحمد الفاسي صاحب " العقد الثمين " = سمعها على الفيروز أبادي .
وهناك من العالمات من سمعتها أو قرأتها ، فمنهن :
1- بيرم أحمد الديروطية = كانت تحفظها مع " العمدة " و " الأربعين " ( الضوء الامع ج 12 : 15 ) .
2- عائشة بنت أبي بكر المراغي = سمعت " البردة " على العز ابن جماعة ( الضوء الامع ج 12 : 74 ) .
3- ست الأهل بنت محمد بن فهد = سمعت " البردة " على أحمد المرشدي ( الضوء الامع ج 12 : 146)
فهل كل هؤلاء مشركون ، أو رضوا بالشرك والكفر على زعم الزاعم ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .
اللهم نور بصائرنا وعقولنا ، وألهمنا رشدنا ، واحشرنا في زمرة عبادك الصالحين غير خزايا ولا مفتونين ، وصلى الله وسلم وبارك على النعمة المعطاة ، والرحمة المهداة ، آمين يارب العالمين ..
|
يا أخانا هون على نفسك الثقل
إن كنتَ لا تعرف التلبيس فها هو ذا يمشي على رجليه
يحتجون بكل كسير وعوير وثالث ما فيه خير
انما هو نسخ لصق من كتاب أحد الصوفية الدراويش لا غير
مَثَلُكَ في هذه الحجة الواهية الواهنة كمن يحتج علينا ويقول:
القرآن ذُكر فيه: ابولهب وفرعون والشيطان وإبليس و.....
فيقال له : ثم ماذ ؟ هل ذُكروا للتبرك والترحم عليهم ؟
بردة البوصيري ذكرها فلان وعلان والقائمة تطول.............ثم ماذا ؟
هل هؤلاء العلماء (باستثناء الصوفية القبورية منهم ) رضوا بما فيها من باطل وشرك
هل يُقرون مخالفة الشريعة الناصعة النقية ؟
فيقول البوصيري في قصيدته:
1- ( يَا أَكرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * * * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العِمَمِ )
فيستغيث الشّاعر – عفا الله عنه – بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشّدائد العامّة إلاّ أنت ! وهذا من الشّرك الأكبر – عياذا بالله –، لقوله تعالى:{لاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَـعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْفَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس:106] أي المشركين لأنّ:{الشِّرْكَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ نِدّاً دَخَلَ النَّارَ )) [رواه البخاري].
2- ( فَإِنّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا * * * وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ )
وهذا تكذيبٌ للقرآن الّذي يقول الله فيه:{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى}، فالدّنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وخلقه.
والرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم ما في اللّوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلاّ الله وحده.
فهذا إطراء ومبالغة في مدح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى جعل الدّنيا والآخرة من جود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه يعلم الغيب الّذي في اللّوح المحفوظ، بل جعل ما في اللّوح بعضٌ من علمه !
وقد نهانا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن الإطراء فقال: ((لاَ تَطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُ اللهِوَرَسُولُهُ )) [رواه البخاري].
وفي صحيح البخاري أيضا أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمع جواريَ يضربن بالدفِّ يندُبْنَ من قُتِل من آبائهن يوم بدر، حتَّى قالت جارية: (وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ )! فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (( لاَ تَقُولِي هَكَذَا ! وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ )).
3- ( مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْماً وَاسْتَجَرْتُ بِهِ * * * إِلاَّ وَنِلْتُ جِوَاراً مِنْهُ لَمْ يُضَمِ )
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشّفاء، أو تفريج الهمّ، إلاّ شفاني وفرَّج همّي !
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السّلام قولَه عن الله عزّ وجلّ:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء80].
والله تعالى يقول:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو} [الأنعام 17]، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ )) [رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح].
4- (فَإِنَّ لِي مِنْهُ ذِمَّـةً بِتَسمِيَتِي * * * مُحَمَّداً وَهُوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ )
يقول الشّاعر: إنّ لي عهداً عند الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن يدخلني الجنّة، لأنّ اسمي محمّد، ومن أين له هذا العهد ؟ ونحن نعلم أنّ كثيراً من الفاسقين والشّيوعيين اسمه محمّد، فهل التّسمية بمحمّد مُبرّر لدخولهم الجنّة ؟
والرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال لابنته فاطمة رضي الله عنها: (( سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً )).
5- ( لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّـي حِينَ يَقْسِمُهَا * * * تَأْتِي عَلَى حَسَبِ العِصْيَانِ فِي القَسَمِ )
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرّحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشّاعر، لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي، حتّى يأخذ من الرّحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل؛ ولأنّه مخالف لقول الله تعالى:{إِنَّرَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ} [الأعراف:56]، والله تعالى يقول:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:156].
6- ( وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةٌ مَنْ * * * لَوْلاَهُ لَمْ تَخْرُجْ الدُّنْيَا مِنَ العَدَمِ )
الشّاعر يقول: لولا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ما خُلِقَت الدّنيا ! والله يُكَذّبه ويقول:{وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.
وحتّى محمّد صلّى الله عليه وسلّم خُلق للعبادة، وللدّعوة إليها، يقول الله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر:99].
7- ( أَقْسَمْتُ بِالقَمَرِ المُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ * * * مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ القَسَمِ )
الشّاعر يُقسم ويحلف بالقمر، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )) [رواه أحمد].
8- ( لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ عِظَماَ * * * أَحْيَا اسْمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ )
ومعناه: لو ناسبتْ معجزاتُ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قدرَه في العِظَم، لكان الميْت الّذي أصبح بالياً حيّا، وينهض بذكر اسمِ الرّسول صلّىالله عليه وسلّم!