انظر للرد على هذا المتعالم كتاب:
نحت حديد الباطل وبرده بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة
للعلامة الشيخ داود بن سليمان
النقشبندي الخالدي الشافعي
تحقيق
السيد الفاضل : عبد الرازق النقشبندي الخالدي
والمشتكى إلى الله تعالى من زمان صار أهله يُروَّج عليهم قول مثل هذا الأعرابي الذي لا يعرف البناء من الإعراب ، ولا يميز بين القشر واللباب ، وأعظم من ذلك أنه يدعي درجة الاجتهاد ، وهو لم يتقن ألفاظ كتاب الله فضلاً عن معانيه ، ولا يفهم عبارة الفقهاء الأكابر ، ولا يطلع على أقوال الأئمة الأفاخر .
بل قصارى أمره جموده على كلمات لبعض أسلافه كان مخموراً بحجى جهله وسلافه . فكلامه عنده كوحي الكتاب ، وحديثه هو الحديث المستطاب ، فاتق له أتباع رعاع يتبعون مثل هذا الناعق ، فكل لما يقوله يعتقد أنه للحق مطابق ، مع أن كلامه لو حققته كهذيان ذي حمى مطبقة ، وأتباعه مثله فوافق شن طبقة .
وليس بعجب تكفير هذا الجاهل لصاحب " البردة " ، فإنه كفر الصحابة الكرام في قولهم : اجعل لنا ذوات أنواط ، وحكم عليهم بالردة ، إلاأنه اعتذر عنهم بأن من تكلم بكلمة كفر ثم نبه فتنبه ، فكان التنبيه لكفرهم حائط ، فكان العذر أعظم من الذنب ، كمن غسل بالبول الغائط ، فعياذاً بك اللهم من هذا الداء العضال ، وضراعة إليك من سبيل هؤلاء الطغام الجهال .
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك يا نعم المجيب ، وارحمنا بوسيلة حبيبك الأعظم ورسولك المفخم صلى الله عليه وعلى آله وسلم واجعلنا من المتبعين لسنته العاملين بسننه ، وأخسأ الحاطين من قدره بسفاسفهم الحابطين أعمالهم بالغض من مقامه الشريف من وساوسهم ، فلا تظهر اللهم لهم ظاهرة ، وخيبهم إن لم يرجعوا عن ذلك في الدنيا والآخرة .
فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وصحبه الغر الميامين ، واختم لنا بحسن الختام ، آمين آمين آمين ..