العربي يوقف عمل المراقبين.. والبعثة تشكك بعدد ضحايا الجمعة...دمشق: قرار الجامعة تجييش سياسي واستدعاء للتدخل الخارجي 2012-01-29 |
عبرت سورية عن أسفها واستغرابها لقرار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وقف عمل بعثة المراقبين، معتبرة أن القرار يأتي تمهيداً للتأثير السلبي على اجتماع مقرر لمجلس الأمن الدولي، على حين رأت مصادر سياسية في تصريح لـ«الوطن» أن القرار جاء في إطار السعي «للتحشيد» ضد سورية، وذلك في وقت شككت فيه بعثة المراقبين بالأعداد التي روجت إعلاميا عن ضحايا يوم الجمعة وقالت لـ«الوطن»: إنها «تأتي في إطار التضخيم الإعلامي».
وصرح مصدر سوري مسؤول بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»: كان واضحاً أن تقرير المراقبين العرب لم يرض بعض الدول في الجامعة نظراً لما تضمنه من اعتراف وتوثيق بوجود مجموعات مسلحة تستهدف المدنيين والعسكريين وقوات حفظ النظام والمؤسسات العامة والخاصة وتفجير خطوط الغاز والنفط.
وقال المصدر لقد جاء قرار نبيل العربي تمهيداً لاجتماع مجلس الأمن الثلاثاء القادم بناء على طلب قطر والأمانة العامة للجامعة للتأثير السلبي وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجري هناك بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وتشجيع الجماعات المسلحة لزيادة العنف الذي تمارسه ضد المواطنين، موضحاً أن قرار العربي «يتماهى مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مراقبيها»، مشدداً على أن «سورية لا تزال ملتزمة بإنجاح مهمة بعثة المراقبين العرب وتأمين الحماية لهم». وحول الموضوع، وضعت مصادر سياسية سورية متابعة في تصريح لـ«الوطن» إعلان العربي في إطار السعي «للتحشيد السياسي» ضد سورية قبيل توجهه ورئيس الوزراء القطري إلى نيويورك للطلب من مجلس الأمن الدولي دعمه للمبادرة التي أقرها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير بخصوص سورية، معتبرة أنها «تعكس استمرار بعض الدول الأعضاء في الجامعة بدعم أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة».
إلى ذلك، شككت مصادر في بعثة المراقبين في دمشق بالأرقام التي أعلنت عنها مصادر المعارضة الخارجية عن أعداد القتلى يوم الجمعة في سورية التي بلغت بحسب زعمها (102 قتيل). وأكدت المصادر في اتصال هاتفي أجرته معها الـ«الوطن»: إن هذه الأرقام تأتي في إطار التضخيم الإعلامي».
وأعلن العربي أمس في بيان أصدرته الأمانة العامة للجامعة وتلقت «الوطن» نسخة منه أنه «بعد مشاورات مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية، قرر على ضوئها وقف عمل بعثة الجامعة في سورية بشكل فوري وإلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة»