..........تابع
وأخذت أتصيد فترات روحاتها وجياتها للمسجد بإلقاء عبارات السخرية والإستهزاء بها فكان من معها من البنات يضحكن عليها أشد الضحك ،ومع ذلك لم تحرك تلك الإستهزاءات ساكنا فيها ....ومرت الأيام ورأيت أنني فشلت في محاولاتي تلك بأن أضل تلك الفتاة واستمرت هي بإرسال كتيبات دينية لي ،وكل يوم اثنين وخميس وهي الايام التي كانت تصوم فيهما ترسل التمر لي ،وكأن لسان حالها يقول أنها قد انتصرت علي ،هذا ما كنت أظنه من تصرفاتها تلك
وما هي إلا أشهر إلاوسافرت خارج البلاد باحثا عن السعادة واللذات الدنيوية التي لم أرها في بلدي ،ومكثت قرابة أربعة أشهر أشهر ،وكنت وأنا خارج بلدي منشغل الفكر بتلك الفتاة ،وكيف نجت منجميع الخطط التي وضعتها لها ...وفكرت فور وصولي لبلدي أن أبدأ معها المشوار مرة أخرى بأسلوب أكثر دهاءا وخبثا وقررت أردها عن تدينها وأجعلها تسير على درب الشر ...وجاء موعد الرحلة والرجوع وكان يومها يوم الخميس وهو من الأيام التي كانت تصومه الفتاة ،وحينما قدم لنا القهوة والتمر بالطائرة أخذت بشرب القهوة أما التمر فألقيت به * حيث كان رمزا للصائمين ويذكرني بها * ... وهبطت الطائرة بمطار المدينة التي أسكن فيها وكان الوقت الواحدة ظهرا ،وركبت سيارة الأجرة متوجها لمنزلي ،وهناك زارني أصدقائي فور وصولي ،وكلا منهم قد حصل على هديته مني وكانت تلك الهدايا كلها خبيثة ،وكانت أكبرها قيمة وأظمها شرا هدية خصصتها لتلك الفتاة ،كي أرسلها لها ولأرى ما تفعله بعد ذلك ...وخرجت ذاهبا لأتصيد الفتاة عند مقربة من المسجد قبل صلاة المغرب حيث كانت حريصة على أداء الصلاة في المسجد لأن بالمسجد كان جمعية نسائية لتحفيظ القرآن ...وماان أذن المغرب وفرغ من الىذان وجاءت الاقامة ولم أرى الفتاة ،استغربت ،وقلت في نفسي قد تكون الفتاة تغيرت أثناء سفري وهجرت المسجد وتخلت عن تدينها ...فعدتلمنزلي وأنا كلي أمل بأن تكون توقعاتي في محلها وأثناء ما كنت أقلب في كتبي وجدت مصحفا مكتوب عليه إهداء إليك لعل الله أن يهديك إلى صراطه المستقيم ، التوقيع* اسم الفتاة...........فأبعدته عني وسألت الخادمة من أحضر هذا المصحف إلى هنا فلم تجبني ،وخرجت في يومي الثاني منتظرا الفتاة عند باب المسجد ومعي المصحف كي أسلمها إياه وأقول لها أنا لست بحاجة إليه ،كما أني سوف أبعدك عنه قريبا ،وانتظرت الفتاة عند المسجد ولكن لم تأتي وكررت ذلك عدة أيام دون فائدة فلم أرها ،فذهبت إلى مقربة من منزلها وسألت احد الصبيان الصصغار الذين كانو يلعبون مع أخوة تلك الفتاة ،فسألتهم: هل فلانة موجودة ؟ فقالوا لي :ولماذا هذا السؤال، ربما أنت لست من هذا الحي قلت بلى ولكن لدي رسالة من صديقتها كنت أود أن تذهبوا بذا لها فقالو ا لي إن من تسأل عنها قد توفاها الله وهي ساجدة تصلي بالمسجد قبل أكثر من شهرين
عندها ماأدري ما أصابني فقد أخذت الدنيا تدور بي وأوشكت ان أقع من طولي ورق قلبي واخذ ادمع من عيني يسيل فعيناي التي لم تعرف الدمع دهرا سالت منها الدموع بغزارة ولكن لماذا كل هذا الحزن ؟ أهو من أجل موتتها وحسن خاتمتها أم من أجل شيء آخر؟لم اقدر أن أركز وأعلم سببا وتفسيرا لذلك الحزن الشديد ، أخذت بالعودة لمنزلي سيرا على الأقدام ونا هائم لاأدري اين هي وجهتي وإلى اين أنا ذاهب ...وجلست اطرق باب منزلي بينما مفتاح الباب بداخل جيبي ،لقد نيست كل شيء نسيت من انا أصبحت أنظر وأتذكر نظرات تلك الفتلة في كل مكان تلاحقني ...وأيقنت بعدها أنها لم تكن نظرات خبث ولا لشيء آخر بل نظرات شفقة ورحمة علي فقد كانت تتمنى ان تبعدني هي عن طريق الشر ...فقررت بعد وفاتها ان اعتزل أهلي ،وفعلا اعتزلت أهلي والناس جميعا اكثر من سنة وسكنت بعيدا عن ذلك الحي وتغيرت حالتي وصلر خيالها دوا أراه لم يتركنب حتى في وحدتي وأصبحت أراها وهي ذاهبة إلى المسجد وحينما تعود ،وحاول الكثير من الأصدقاء سببب بعدي عن المجتمع وعن رغبتي واختياري للعيش وحيدا لكنني لم أخبرهم بالسبب ...وكان المصحف الذي أهدتني إياه مازال معي فصرت أقبله وأبكي وقمت فورا بلوضوء والصلاة لكنني سقطت من طولي فكلما حاولت ان اقوم لأصلي أسقط، لأنني لم اكن اصلي طوال عمري فحاولت جاهدا فأعانني الله ونطقت باسمه ،ودعيت وبكيت لله بأن يسامحني وبأن يرحم تلك الفتاة رحمة واسعة من عنده تلك الفتاة التي كانت دائما تسعى لإصلاحي ...وكنت انا أسعى لإفسادها ،لك تمنيت لو انها حية لم تمت لأجل ان تراني على الاسنقامة لكن لاراد لقضاء الله وصرت دوما أدعو لها وأسأل الله لها الرحمة وأن يجمعني بها في مستقر رحمته وان يحشرني معها ومع عباده الصالحين
قصة واقعية ....وعبرة لخير البشر..... أرجوا ان تنال إعجابكم