السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بجميع الإخوة والأخوات في هاته الصفحة الطيبة
موضوع أعجبني فأردت مشاركتكم إياه
غريب هو الحزن حينما يتمكن من القلب
ليغزوه فى قسوة معلنا سيطرته فى إحكام
فتشعر ...أنه لا فكاك منه
وتستسلم له ..
تسترجع سبب حزنك ..
فتأتيك أحزانك كلها دفعة واحدة
تعاتب نفسك .. فتارة تلومها .. وتارة تشفق عليها
وآلاف الأسئلة تسألها لنفسك
هل أنا المخطئ أم هم المخطئون ؟
ولماذا ؟ وكيف ؟ ولمَ ؟
وتبكي مجدداً وتبكي
حتى يكتفى منك الحزن ولا تكتفي ..
هكذا يفعل الحزن بالقلب وأكثر إذا استسلمنا له..
ربما من الصعب علينا مقاومة الدموع فى كل الأوقات
فنترك لها العنان .. أملا فى الراحة
ولكن إذا لم ننتبه جرفتنا فى دوامة عميقة لا قرار لها
إنها لحظات صعبه
وفى لحظات صعبة كهذه ..
نحتاج إلى من يسمعنا دون ملل ..
من يربت على جراحنا فى صدق
من يأخد بأيدينا إلى شواطئ الراحة والطمأنينة
لكن يحدثك القلب فى يأس أنه لن يفهمك أحد ..
ولن يشعر بمعاناتك أحد .. لأنه ندر الوجود
وربما أنه لا يستطيع مساعدتك أحد .. أيضاً لأنه ندر
وفى وسط كل هذا الظلام ..
تبحث عن بصيص من النور
يبدد كل هذه الوحشة ..
فترفع رأسك .. وتكفكف دموعك ..
وتخطي بإتجاه سجادة صلاتك المطوية ..
وتلقي بنفسك ساجد .. راكع لله
تناجي ربك فى خشوع .. وقلبك يدعوه فى صدق
.. ربى أنا الفقير إليك وأنت الغنى عن عذابى ..
تعلن ضعفك وذلك لله .. تبث شكواك وتبتهل
طالب عفو الله ورحمته ..
هو الرحمن الرحيم وهو أرحم الراحمين
أى لذة فى مناجاته والخشوع بين يديه ..
وأى نور ينسكب داخل القلب فيحيل ظلمته نهاراً ..
فتتراخى قبضة الحزن على قلبك رويداً رويداً
ليحل محلها معانى الصبر والإيمان والرضا
بقضاء الله وقدره..تمد يدك وتتناول كتاب الله
وتقرء من آيات الذكر الحكيم
ما يطبب القلوب ويشفى سقمها ..
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ
قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ
فتحلق نفسك بواحة من الأمان والطمأنينة..
وتتجلى أمامك حقيقة أن أمر المسلم كله خير
إذا مسته سراء شكر وإذا مسته ضراء صبر
وللصابرين جزاء عظيم عند الله..
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
كفى أنهم بمعية الخالق القدير..
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
وفجأة تجد أن حزنك لم يعد الوحش الكاسر
الذى كنت تخشى سطوته من قبل ..
لأن لديك سلاحاً أقوى فى مواجهته
ولديك صحبة لا يشقى أبداً من عرفها..
لتهجر رفقة الوسادة والدموع ..
ولتكن رفقتك دائماً ..
.. قراءة قرآن وسجود وركوع ..
فبهذه الرفقة وحدها يهون كل حزن
ويلين كل عسير
قال جلا وعلا
وأن ليس للإنسان إلا ماسعى
وأن سعيه سوف يرى
ثم يجزاه الجزاء الأوفى
وأن إلى ربك المنتهى
وأنه هو أضحك أبكى
وأنه هو أمات وأحيا
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير