العلاقات الروسية – المغربية
العلاقات الروسية – المغربية
العلاقات الروسية – المغربية
ان تاريخ العلاقات الروسية – المغربية قديم، وكانت بدايته في اواخر سنة 1777 حين عرض سلطان المغرب محمد الثالث بن عبدالله، على يكاتيرينا الثانية امبراطورة روسيا اقامة علاقات تجارية بين البلدين . وفي نوفمبر/تشرين ثاني عام 1897 تم افتتاح قنصلية عامة للامبراطورية الروسية في مدينة طنجة.ووصل رئيس البعثة طنجة في مايو/ايار 1898 .
واقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والمغرب في 1 سبتمبر/ايلول عام 1958. في 30 ديسمبر/كانون ثاني عام 1991 اعترف المغرب بروسيا الاتحادية.
ومن الاحداث المهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين – زيارة الملك الحسن الثاني الى موسكو في اكتوبر/تشرين اول عام 1966 وتم خلالها التوقيع على اتفاقيات التعاون في مجالات الثقافة والبث الاذاعي و التلفزيوني والاقتصاد و في مجال العلم و التقنية، وايضا تصدير الماكينات و المعدات السوفيتية الى المغرب.وزار ولي العهد المغربي (حاليا ملك المغرب ) موسكو على رأس وفد مغربي في عامي 1982 و 1984.
ومن جانبه زارالمغرب رئيسان لمجلس السوفيت الاعلى ( ليونيد بريجنيف في فبراير/شباط عام 1961 و نيقولاي بودغورني في ابريل/نيسان عام 1969 ) ورئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي الكسي كوسيجين في اكتوبر/تشرين اول عام 1971.
وتحتل زيارة الملك محمد السادس الى موسكو في الفترة بين 14 -18 اكتوبر/تشرين اول عام 2002 موقعا مهما في تاريخ العلاقات الروسية – المغربية، وخلال مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تم التوقيع على بيان مشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية و المملكة المغربية.
وفي الفترة بين 22 -23 نوفمبر/تشرين ثاني عام 2005 قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثناء جولته في شمال افريقيا بزيارة المغرب واستقبله الملك محمد السادس. كما التقى رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون.
في 7 سبتمبر/ايلول عام 2006 قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة رسمية الى المغرب ( مدينة الدار البيضاء ) التي اجرى خلالهامباحثات انفرادية وبمشاركة الوفد المرافق مع الملك محمد السادس. في نهاية المباحثات وقعت مجموعة وثائق للتعاون في مجالات مختلفة.
وتم في عام 2006 في موسكو لقاء وزيرالخارجية والتعاون محمد بن عيسى ووزير الدولة المغربي فاسي فخري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسكرتير مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف.
في الفترة بين 27 فبراير/شباط – 1 مارس/اذار عام 2007 قام وفد مغربي ضم في عضويته وزير الداخلية شكيب بن موسى ووزير الخارجية والتعاون المغربي الطيب فاسي فهري ووزير لداخلية فؤاد علي الهمة .
وقام ياسين المنصوري المدير العام للادارة العامة للدراسات والمستندات بزيارة عمل الى موسكو حيث اجرى مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و سكرتير مجلس الامن ايغور ايفانوف.
وتعمل اللجنة الحكومية المختلطة الروسية – المغربية للتعاون في مجال الاقتصاد و في المجال العلمي – التقني و التي عقدت اجتماعها الثالث عام 2008 بمدينة الرباط.
العلاقات التجارية - الاقتصادية
وتم تشكيل لجنة روسية – مغربية مشتركة للتعاون الاقتصادي وفي مجال العلم و التقنية. وعقدت اللجنة اجتماعين الاول في مدينة الرباط سنة2004 و الثاني في موسكو سنة 2006 .
وحققت العلاقات الثنائية في الاقتصاد والتقنية افضل تطور لها في مجالي الطاقة وصناعة التعدين. وتم بمساهمة الاتحاد السوفيتي وروسيا بناء المحطة الكهرحرارية "جرادة " ومجموعة السدود في منصور الذهبي ومد خطوط كهرباء الضغط العالي لمسافة 200 كم، وتشييد محطة " مولاي يوسف " الكهرومائية. وفي عام 1999 انجزت شركة " اينيرغوماش ايكسبورت " الصيانة الكاملة للمحطة الكهرحرارية "جرادة ".
ويعتبر" مجمع الوحدة " ( ساهمت في انشائه شركة تيخنوبروم ايكسبورت ) رمزا للتعاون المثمر بين البلدين، وهو من اضخم مجمعات الطاقة المائية في العالم العربي وافريقيا، واعتمدت روسيا له مبلغ 100 مليون ايكيو يقدم كقرض. وفي عام 1998 باشر المجمع بانتاج الطاقة الكهربائية. ويوفر هذا المجمع 30% من مجموع الطاقة الكهرومائية المنتجة في المغرب.
في ديسمبر/كانون ثاني عام 2004 زار وفد من شركة "زاروبيش فودوستروي " مدينة الرباط .و ترغب هذه الشركة بالاشتراك في المناقصة الخاصة بتزويد المحافظات الشمالية الشرقية للمغرب بالمياه.
وتدخل المغرب ضمن ثلاثة دول ( مع مصر و الجزائر ) رئيسية في مجال التعاون التجاري مع روسيا في افريقيا، وفي عام 2005 احتلت المركز الاول. وتتميز المرحلة الحالية للعلاقات التجارية الاقتصادية بين البلدين بارتفاع ثابت لحجم التبادل التجاري منذ عام 1994 . حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2008 مقدار 1346.6 مليون دولار امريكي. وتصدر روسيا الى المغرب بشكل اساسي المواد الخام (النفط والفحم الحجري ) والحبوب اضافة لذلك تصدر الصفائح المعدنية والمواد الكيمياوية والاسمدة والاخشاب. ومنذ سنة 1998 تحتل روسيا المركز الثاني ( بعد الاتحاد الاوربي ) بين مستهلكي المنتجات الزراعية المغربية ( الحمضيات و الطماطم ).
وتطورت باطراد العلاقة بين الشركات الروسية و المغربية. في سنة 2008 جرت اتصالات مكثفة بين الشركة الروسية المساهمة "ماغنيتوغورسكي ميتالورغيتشسكي كومبينات " وشركة " مغرب ستيل " المغربية.
كما تعمل في مجال التنقيب الجيولوجي في المغرب شركة " زاروبيج جيولوجيا " و الشركة المساهمة الروسية " تيسامو غروب ".
في عام 2008 بدأت العمل في السوق المغربية شركة جديدة – شركة"انتيكو " التي تعتزم استثمار اكثر من 325 مليون يورو في بناء 2 مليون متر مكعب من المباني السياحية في المغرب.
اما التعاون في مجال صيد الاسماك فيتم على اساس الاتفاقية الجديدة الموقعة في 7 نوفمبر/تشرين ثاني عام 2006 . وعقدت اللجنة الروسية – المغربية المشتركة ثلاثة اجتماعات كان اخرها في مدينة سانكت بطرسبورغ.
في عام 2005 اجريت مباحثات لزيادة حجم صادرات مصنع الجرارات بمدينة فلاديمير ومصنع بناء الماكينات، حول توريد شركة " يفروخيم " الى المغرب المواد الكيمياوية بصورة مباشرة ( الامونيا والكارباميد ونترات الامونيا ). ومنذ عام 2005 تجري شركة "سيفرستال " مباحثات حول توريد معادن نصف مصنعة الى شركة الميتالورجيا "سوناسيد " المغربية.
في يوليو/تموز عام 2005 زار الرباط وفد للتعريف بالسيارات الروسية من طراز "غاز-31 " و حافلات صغيرة لنقل الركاب من طراز"غازيل ".
وتعمل في المغرب خمس مؤسسات مشتركة مع روسيا مختصة ببناء الموانئ ، واستخراج الجبس ومعالجته، والحفر في الماء، وبيع المعدات الزراعية. وانجزت شركة " ماريوسبيسيا " المشتركة العمل لاعادة بناء مينائين لصيد الاسماك في جنوب البلاد بقيمة 750 الف دولار.
وهناك خطط محددة للتعاون في مجال الجيولوجيا واستخراج الخامات الطبيعية ،و الري، والتزود بالمياه ، والطاقة الذرية والفضاء ( تم في 10 ديسمبر عام 2001 اطلاق قمر صناعي مغربي من قاعدة اطلاق الصواريخ في بايكونور، وتجري مباحثات لاطلاق قمر ثان ).
واظهرت القيادة المغربية اهتماما باقامة علاقات طويلة الامد للتعاون في مجال التقنية العسكرية مع روسيا، وخاصة شراء معدات حربية مضادة للدبابات ومدفعية مضادة للطائرات، اضافة الى قطع الغيار للاسلحة الروسية. ولهذا الغرض زار الرباط وفد روسي في شهر يناير/كانون ثاني عام 2005.
التعاون في مجال العلم والثقافة والمعلومات
تم في ابريل/نيسان عام 1998 في الرباط توقيع اتفاق تعاون بين وكالة ايتار – تاس ووكالة الانباء المغربية.
ويعمل في المغرب بعقود 10 اساتذة روس في مجال التعليم المهني. ويدرس في الجامعات و المعاهد الروسية حوالي 2.5 الف طالب مغربي. في مارس/اذار عام 2004 تم توقيع اتفاق بين (معهد اسيا وافريقيا ) التابع لجامعة موسكو وجامعة محمد الخامس المغربية بشأن تعليم الطلاب والمتدربين والباحثين العلميين.
العلاقات في مجال السياحة تحمل طابعا مرحليا، ففي عام 2004 زار المغرب 11.3 الف سائح من روسيا.
ان احسن مثال لتوثيق التعاون في مجال السياحة هو مشروع بناء مجمع سياحي في ضواحي مدينة مراكش ( يبلغ حجم الاستثمارات المالية حوالي 150 مليون يورو ) بمساهمة شركة الاستثمارات المالية الروسية " ميتروبول " و المصرف الاستثماري المتحد.
كان من بين الاحداث المهمة في العلاقات الثنائية اقامة ايام ثقافية للمملكة المغربية في روسيا بمدينتي موسكو وفلاديمير في الفترة من 22 – 28 اكتوبر/تشرين اول عام 2007. وتم لاول مرة بعد الفترة السوفيتية اقامة مهرجان اسبوع الفيلم الروسي في الفترة 23 – 30 نوفمبر/تشرين ثاني عام 2008 في مدينتي الرباط ومراكش كما جرت بنجاح ايام الثقافة الروسية في المغرب