اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُمر
ماذا لو تم تخطي أفكارا ارتبطت بقضية الزواج وصارت وكأنها من أركانه..؟؟؟
لأبسط الأمر..
ماذا لو يتم تغيير النظرة المألوفة للزواج الى نظرة أخرى فيتم اعتبار الزواج وكأنه عملية شراكة بين اثنين..ينظر فيها أساسا الى تحقيق المصلحة المتبادلة بين الطرفين..وليلغى من خلال ذلك الإعتبارات الأخرى المتعارف عليها ؟؟؟
فليكن اتفاقا مبني على مصلحة..لهذا الطرف مثلا ما يفتقر له الآخر .وللآخر مايفتقر له الطرف الأول..
وليضرب بعرض الحائط..اعتبارات السن والمال ..والمستوى الدراسي والجمال وغيره..
مالمشكلة في أن تتزوج ابنة العشرين صاحب الستين ؟؟؟
ومالمشكلة أن يتزوج ابن العشرين صاحبة الأربعين ؟؟؟؟
ابنة العشرين لالاحظ لها في مايجلب من كان قريبا لها في السن لخطبتها فهل ستبقى طيلة حياتها بلازواج ؟؟؟
ابن العشرين مثلا..يخرج الملح أزهارا ولن يصل لبناء عش الزوجية ..فمالإشكال في أن يتزوج امرأة في الأربعين تملك سكنا وعملا ؟؟؟؟
مالمشكلة في أن تتزوج من لم يسبق لها الزواج من رجل متزوج ؟؟؟
ضرة يعني...؟؟؟
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكل أيّها الفاضل أنّ نظرتنا للزّواج تختلف فكيف سنعي طريقة تغييرِها ونحنُ ندرك أنّها تتفرّعُ لوجهاتٍ عديدة
ومسألة الشّراكة محسومةٌ لمن أدركها..فالعلاقة بين الزّوجين متكاملة (والشّراكة تلزم كلّ طرفٍ بواجباتٍ تكمّلُ بعضَها) مع أنّ معنى المصلحة غير مهمّش مادام الرّجل مسؤولٌ عن عائلته (فهو راعي مصالحها) ونفس الشّيء بالنّسبة للزّوجة.
على أن يُفهم معنى المصلحة على المعنى النقيّ التي أوجِدَ عليها..
فهي مصلحةٌ خالصةٌ لوجه الله تعالى وركيزتُها تطبيقُ شرعه بهذا الشّأن.
أمّا عن اعتبارات السنّ فالواقعُ يثبِتُ أنّه لا يُقاسُ عنها في لدى البعض
لوقوع الزّواج بين رجل وامرأة بينهما تفاوت كبيرٌ في السنّ سواء ومن كلى الجانبين.
طبعا لم يرِد بشريعتنا الدّينية ما يحرّمُ هذا النّوع من الزّواج ولكن هذا الأمر يُحدثُ مشكلا آخر وهو اختلال التّوازُن بين الطّرفان لاختلاف مستوى التّفكير بينهما والذي يُعتبَرُ ركيزة الفردِ منّا ومحرّكٌ لتصرّفاتِنا..
وهو ما قد يوسِعُ هوّة الاختلاف والتّنافُر بين الأزواج..
وقلّما تنجح مثل هذه العلاقات، إلاّ إن وُجِد بينهما ما يسمّى بالوعي والتّضحية لأجل سير عجلة حياتهما الزّوجيّة والحيال دون انقطاع أواصرها.
والمشكل الثّاني هو أنّ ابنة العشرين بزواجها من صاحب الستين سيتوجّبُ عليها التخلّي عن بعض الأمور المهمّة في الحياة الزوجيّة لتُلزَم بالصّعود ضعف ما هي عليه من التّفكير لبلوغ تفكير هذا الشّخص الذي بفوقها سنّا.
وهو ليس بالأمرِ الهيّن..
وقد يجدُ صاحب العشرين نفسه منكبّا على مشاعره المقبورة إن لم يجِد سبيلا لاستقبالِ مشاعر الطّرف الآخر مع هذا الفارِق الذي يمكنه سحب بساط الرّاحة بينهما..
ومع هذا فهناك حالات كلّلت بالنّجاح وقد تعدُّ على الأصابع.
وفي النّهاية فزواج المصلحة معرّضٌ للفشل..فماذا لو حُصِّلت المصلحة فجفّت رغبة من نالها وانتفضت هواجسُ نفورِه فقرّر الانفصال!!
وما الذي سيكبح أنانيّته إن كانت علاقته بالآخر لا تتعدّى المصلحة وغير مبنيّة على الاحترام والشّعور النّبيل الذي يُفترض أن يجمع الزّوجان؟
أمّا مسألة التعدّد فقد فُصل في أمرها بشريعتنا الدّينيّة ولا يمكننا أن نقول عنها مشكلة..
لأنّ الله لا يُخطئ فيما شرّعه لعباده، لكنّ بعض الأشخاص بجهلهم لا يدركون هذا الأمر فينصّبون أنفسهم على ما ليس من شأنهم.
تقديري لك أخي عمر.