منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسباب النجاة من كرب يوم القيامة وشدة أهواله..متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-17, 18:05   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السبب التاسع :صلة الأرحام بكل ما تحمل من معنى

الأرحام: هم الذين يمتون إلى الشخص بصلة نسب من قريب أو بعيد وقد حث الإسلام على الصلة، وأثنى على الواصلين، وبجانب ذلك حذر من القطيعة وتوعد أهلها بأشد العقوبات الدنيوية والأخروية، كما جاء ذلك كله مفصلاً في الكتاب والسنة.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَاب} [الرعد:21].
وقال سبحانه محذرًا من القطيعة: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ -22, أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم} [محمد:22، 23].
وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم أترضين، أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فذاك). ثم قال أبو هريرة رضي الله عنه : اقرءوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُم} [محمد:22].

وروى الإمام أحمد -رحمه الله- عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أحرى أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم).
وقال الإمام أحمد أيضًا: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرحم معلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصله).
وجاء في حديث قدسي، قال الله عز وجل : (أنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسْمًا من اسْمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبته). والنصوص في هذا الموضوع كثيرة جدًّا.
قلت: ومن أمعن النظر في هذه النصوص الكريمة وجدها صريحة في الحث على صلة الرحم، والتحذير من القطيعة كما هي صريحة أيضًا في ربط العلاقات الأسرية بين المسلمين بحيث يشعر بعضهم بحق البعض الآخر، ويقتنع به فلا يضيعه ولا يهضمه ولا يبخسه، مما يدل على أن شريعة الإسلام شريعة المحبة والتعاطف والتراحم والمواساة.
ومن خلال هذه الأسس الرفيعة، يحصل الوئام الخالص، والشعور الطيب المتبادل بين أفراد الأسرة التي تعتبر النواة الأولى للمجتمعات الإسلامية الفاضلة.
ومما ينبغي التنبه إليه: أن الصلة كما تكون بالزيادة الحسية تكون بالمال ولاسيما عند قدرة الواصل، وحاجة الموصول، وهكذا تقوم الصلة بالتعليم والنصح والتوجيه إلى أقوم طريق وخير زاد، وأفضل عمل.