منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - == لَــــكُـــمُــ الــخَــــطُّ ==
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-17, 07:53   رقم المشاركة : 2613
معلومات العضو
مشكاة الهدى
رحمها الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم



اسعد الله صباحكم اخواني المشردين


بحثت عن كلمات مفيدة بعيدة عن الدردشة السلبية فلم اجد
ولانكم اخوان احسبهم كذلك عند الله ارتايت لكم قصة استشهاد سيدنا عكرمة بن ابي جهل
ومدى حبه وتعلقه باخيه حتى وهو يصارع سكرات الموت



في معركة اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم الحارِّ، ولما اشتد القتالُ على المسلمين في أحد المواقف الصعبة نزل عن جواده، وكسر غمد سيفه، وأوغل في صفوف الروم، فبادر إليه سيدنا خالد، وقال :
((يا عكرمة لا تفعل، فإنَّ قتْلَك سيكون شديداً على المسلمين، فبماذا أجابه؟ قال له: إليك عني يا خالد، لقد كان لك مع رسول الله سابقة، أمّا أنا وأبي فقد كنا من أشد الناس على النبي صلى الله عليه وسلم عداوةً، فدعني أكَفِّر عمَّا سلف مني .
أنت لك مواقف، وقد أسلمتَ في وقت مناسب، وقاتلتَ، وأحرزتَ النصر، أمّا أنا فقد قاتلتُ رسول الله في مواقف كثيرة أَوَ أفرُّ من الروم اليومَ, إنّ هذا لن يكون أبداً، ثم نادى في المسلمين: من يبايع على الموت؟ فبايعه عمُّه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمئة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد بن الوليد أشد القتال، وذادوا عنه أكرم الذود، ولما انجلت معركةُ اليرموك عن ذلك النصر المؤزر للمسلمين، كان يتمدّد على أرض المعركة ثلاثةُ مجاهدين أثخنتهم الجراح، هم الحارث بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، أمّا عكرمة فقد استشهد .
-أرأيتم إلى شوقه إلى الاستشهاد، أرأيتم إلى رغبته الجامحة في التكفير عن سيئاته، فإذا كان من أخوانا المؤمنين مَن له جاهلية ألا ينبغي أن يبذل في الطاعات ضعفَ الوقت الذي بذله في المعاصي؟ ألا ينبغي أن يعاهد الله على أنْ يكون قوله وعمله وطاقته في سبيل الله؟ فهذا عكرمة, فلا تيئس من أعداء المسلمين .
غارودي زعيم حزب في فرنسا ينكر وجود الله عز وجل، وهو اليوم من المسلمين، ويدعو إلى الإسلام، وله مؤلفات، فلا تيأس من أعداء المسلمين، لكن كن موَّفقاً في حسن مخاطبتك إياهم، فمهمة الداعية توضيحُ الحق وتبيينُه، لأن هذا العدو إنسانٌ له نفس وفكر وله فطرة وطبيعة ، وسيدنا عكرمة كان عدُوًّا لدودًا مهدور الدم، فإذا به من محبِّي رسول الله، والحقيقة ما عرف التاريخ أبطالاً عاشوا قِيَماً مثل أصحاب رسول الله- .
الحارث دعا بماء ليشربه، فلما قُدِّم له نظر إليه عكرمة، وهو جريح ينازع سكرات الموت، وهذا لا يعرفه إلا الجرحى، فالجريح يشعر بعطش لا يقابل ويتمنى كأس ماء، فدعا الحارث بماء ليشربه، فلما قُدِّم له نظر إليه عكرمة، فقال: ادفعوه إليه، فلما قرّبوه إليه نظر إليه عياش، فقال: ادفعوه إليه، فلما دنا من عياش وجدوه قد قضى نحبه، فلما عادوا إلى صاحبيه وجدوهما قد قضيا نحبهما، لقد آثروا بعضهم، وهم على أرض المعركة في النزع الأخير))





رضي الله عنهم أجمعين، وسقاهم من حوض الكوثر شربةً لا يظمؤون بعدها أبداً .