منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - امر عظيم يا اخواني، بارك الله فيكم انتبهوا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-15, 00:42   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي

ـ عن أبي ثابت ، وقيل : أبي سعيد ، وقيل : أبي الوليد سهل بن حنيف ، وهو بدري ، رضي الله عنه ،
أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
(( من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ))
(178) ( رواه مسلم )

رياض الصالحين / شرح الشيخ محمد صالح بن عثيمين – رحمه الله - / 1- باب الصدق
حديث رقم :57


هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله ـ في باب الصدق ، والشاهد منه قوله : (( من سأل الله تعالى الشهادة بصدق ))
. والشهادة مرتبة عالية بعد الصديقية ، كما قال الله سبحانه : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)
(النساء: 69) ، وهي أنواع كثيرة :

منها : الشهادة بأحكام الله عز وجل على عباد الله ، وهذه شهادة العلماء التي قال الله فيها : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ )(آل عمران: 18) .
وقد ذهب كثير من العلماء في تفسير قوله : (وَالشُّهَدَاءِ ) إلى أنهم العلماء ولا شك أن العلماء شهداء ، فيشهدون بأن الله تعالى أرسل رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، ويشهدون على الأمة بأنها بلغت شريعة الله ، ويشهدون في أحكام الله : هذا حلال ، وهذا حرام ،
وهذا واجب ، وهذا مستحب ، وهذا مكره ، ولا يعرف هذا إلا أهل العلم ؛ لذلك كانوا شهداء .

ومن الشهداء أيضا : من يصاب بالطعن والبطن والحرق والغرق : المطعون والمبطون والحريق والغريق وما أشبههم .
ومن الشهداء :
الذين قتلوا في سبيل الله . ومن الشهداء : الذين يقتلون دون أموالهم ودون أنفسهم ، كما قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ حينما سأله رجل وقال :
(( أرأيت يا رسول الله إن جاءني رجل يطلب مالي ـ أي عنوة ـ قال : (( لا تعطيه مالك ، قال : أرأيت إن قاتلني ؟
قال قاتله ، قال أرأيت إن قتلته ؟ قال : هو في النار ـ لأنه معتد ظالم ـ قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال :
فأنت شهيد قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في النار


وقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( من قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ))(180) .

ومن الشهداء أيضا : من قتل ظلما ، كأن يعتدي عليه إنسان فيقتله غيلة ـ ظلما ـ فهذا شهيد .

ولكن أعلى الشهداء هم الذين يقتلون في سبيل الله ؛ كما قال تعالى : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
( 169 ) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( 170 )
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
)
(آل عمران 169 ـ171 )

هؤلاء الشهداء في الآية وهم : الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا ، فما قاتلوا لحظوظ أنفسهم ، وما قاتلوا لأموالهم ، وإنما قاتلوا لتكون
كلمة الله هي العليا ، كما قال لك النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه ،
أي ذلك في سبيل الله ؟ قال : (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ))(181) .
هذا الميزان ميزان عدل ، لا يخيس ميزان وضعه النبي صلي الله عليه وسلم يزن الإنسان به عمله .

فمن قاتل لهذه الكلمة فهو في سبيل الله ، إن قتلت فأنت شهيد ، وإن غنمت فأنت سعيد ، كما قال الله سبحانه :
( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) إما الشهادة وإما الظفر والنصر . ( وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ
بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا
)التوبة: 52) ، أي : إما أن الله يعذبكم ، ويقينا شركم ، كما فعل الله تعالى بالأحزاب الذين تجمعوا على المدينة
يريدون قتل الرسول عليه الصلاة والسلام ، فأرسل الله عليهم ريحا وجنودا وألقى في قلوبهم الرعب ،( أَوْ بِأَيْدِينَا) كما حصل في بدر ،
فإن الله عذب المشركين بأيدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، هذا الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا هو الشهيد .

فإذا سال الإنسان ربه وقال :
اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ـ ولا تكون الشهادة إلا بالقتال ؛ لتكون كلمة الله هي العليا ـ فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية
أنزله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه .
بقي علينا الذي يقاتل دفاعا عن بلده : هل هو في سبيل الله أو لا ؟ نقول : إن كنت تقاتل دفاعا عن بلدك لأنها بلد إسلامي فتريد أن تحميها من أجل
أنها بلد إسلامي فهذا في سبيل الله ، لأنك قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا .

أما إذا قاتلت من أجل أنها وطن فقط فهذا ليس في سبيل الله ؛ لأن الميزان الذي وضعه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا ينطبق عليه
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ، وما سوى ذلك فليس في سبيل الله ، ولهذا يجب أن نصحح للإنسان نيته
في القتال للدفاع عن بلده ، بأن ينوي بذلك بأن يقاتل عن هذا البلد لأنه بلد إسلامية فيريد أن يحفظ الإسلام الذي فيه ، وبهذا إذا قتل شهيدا له
أجر الشهداء ، وإذا غنم صار سعيدا وربح ، إما ربح الدنيا وإما ربح الآخرة ، وقد وتقدم الكلام على هذه المسألة . والله الموفق .

منقول للفائدة --