ناكل ولا ياكلون نتداوى ولا يتداوون ناوى إلى ديارنا ولا يأوون ،يموتون ليس كما يموت الآخرون, نعم إنهم الفقراء والمساكين ، يعيشون ولاكن لايعيشون ،هي أجساد ميتة وأرواح تدعوا ربها برفع الضر عنها ، يروننا ولا نراهم ولا اعلم ما السبب الين أعينهم إزدادت إتساعا من الفقر أم إن أعيننا ضاقت من الغنى ، فأصبحنا لانرى إلا أنفسنا و تلك هي الطامة الكبرى .
و الحل يكمن في إتساع أعيننا كما اتسعت أعينهم ، و أن نتذوق مرارات الفقر كما تذوقوا ، حتى نتمكن من رؤيتهم و الإحساس بهم . ليس بالأمر الهين أن تنام على لحم بطنك ، و أن تفترش الأرض و تلتحف السماء و أن تعاني عظال الداء و لا تقوى على شراء الدواء ، أنه لا يصبر على ذلك إلا من كانت له نفس صماء و قلب بحجم السماء و حياة بلا أهواء ، ربما يقول البعض هذا هراء و لكنها الحقيقة العوجاء ، إن هؤلاء الفراء لا يتضرعون إلا الى خالقهم و يتشبثون بالملة السمحاء ، يدعون و كلهم رجاء أن يخرجهم الله من حياة الغوغاء. لن نوفيهم أجرهم و لو كتبنا لهم كل الرثاء ، و الأجدر من ذلك أن تكتب للأغنياء و نكثر فيهم الهيجاء عسى أن يلتفتوا لهؤلاء الضعفاء .
* أنين الضعفــــــــــــاء *