منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شعب الجزائري الى النوم ينتسب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-13, 18:45   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
شلطون
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek22 مشاهدة المشاركة
لقد وضعت إصبعك على الجرح أخي الكريم فالصراع الثقافي في الجزائر بين فصيلين أولهما هو الذي وصفته أنت بأنه تركته فرنسا بعيدا عن التحضر و بالتالي نجى من براثن الحضارة و الجزء الأهم أو الأكبر الذي قلت أنه لا يملك هوية و لا ثقافة و إصطبغ بصبغة المستعمر ... ه.
فلا نتعجب اليوم في أن نرى بدويا مفتخرا ببداوته يقزم الشعب الجزائري واصفا إياه بالشعيب المنوم ويريد أن يلقي عليه دروسا في الحضارة والهوية ... أنت بحاجة لدروس في الحضارة و الهوية يا من تدعوا الناس أن يبحثوا عن هويتهم ... و لدروس في الأدب يا من يتطاول على شعب بأكمله .

ويعترف الجنرال "فاليزي" عام 1834م بأن وضعية التعليم في الجزائر كانت جيدة قبل التواجد الفرنسي, لأن "كل العرب (الجزائريين) تقريبا يعرفون القراءة والكتابة, إذ تنتشر المدارس في أغلبية القرى والدواوير.
ومما يؤكد المستوى التعليمي الذي كان سائدا في الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي, والذي يعود الفضل فيه إلى الزوايا والأفراد, ما صرح به "ديشي" –المسؤول عن التعليم العمومي في الجزائر- في قوله: "كانت المدارس بالجزائر والمدن الداخلية, وحتى في أوساط القبائل كثيرة ومجهزة بشكل جيد, وزاخرة بالمخطوطات. ففي مدينة الجزائر هناك مدرسة بكل مسجد, يجري فيها التعليم مجانيا, ويتقاضى أساتذتها أجورهم من واردات المسجد, وكان من بين مدرسيها أساتذة لامعون تنجذب إلي دروسـهم عرب القبائل..."

رأى الفرنسيون أن اللغة العربية هي إحدى أبرز مقومات الشخصية الجزائرية, وأن بقاء هذه اللغة، يعني بقاء الشخصية الوطنية للجزائريين, التي تناقض حضارتهم وتعرقل أهدافهم ومشاريعهم, لهذا عملوا للقضاء عليها بمختلف الطرق ولتفكيك المجتمع الجزائري وفصله عن ماضيه ليسهل ضمه وابتلاعه. وكانت الميادين التي خاضتها السلطات الفرنسية للقضاء على اللغة العربية هي ثلاث: -المدارس . –الصحافة -الكتب والمخطوطات
1- المدارس: استولى الفرنسيون على بعض البنايات المدرسية، بدعوى استغلالها وفق حاجاتهم, وحولوها إلى مكاتب إدارية مدنية أو عسكرية.
وهناك مدارس اضطرت إلى غلق أبوابها بعد مقتل معلميها في المعارك, أو لهجرتهم إلى مناطق آمنة بعيدة, داخل الوطن أو خارجه.
ذلك أن السلطات الفرنسية كانت تَعتبر المعلم الجزائري خطراً يجب محاربته لأنه الحامل والحافظ للمقومات الشخصية للشعب الجزائري. لهذا عملت على غلق الكثير من المدارس وطرد معلميها, لتحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع أمي, وسنّت قانونا يمنع تنقل الأشخاص من مكان لآخر بدون رخصة, فكان ذلك عقبة في وجه طلبة العلم الذين يتنقلون بهدف اكتساب العلم والمعرفة في الداخل والخارج. "وباسم سياسة الدمج ثم العلمنة حُددت المدارس القرآنية بدقة, وروقبت مدارس الزوايا وأغلقت وأزعجت... وتناقص عدد معلمي القرآن الكريم والمدرسين (الآخرين), ومنذ ذلك الحين تقهقرت معرفة اللغة العربية الأدبية, إذ كانت لا تكاد تدرس... كما مُنع فتح المدارس العربية وبخاصة منذ صدور قانون 18-10-1892 الذي يقضي بعدم فتح أية مدرسة إلا برخصة من السلطات الفرنسية, ولكي تُسلم هذه الرخصة تم وضع عدة إجراءات منها:
-الاستعلام عن صاحب الطلب, أي معرفة كل ما يرتبط بحياته وانتماءاته.
-قبول عدد محدود جدا من التلاميذ في هذه المدارس.

.
جاء في أحد التقارير الفرنسية (لجنة القروض الاستثنائية سنة1847): "لقد تركنا المدارس تسقط وشتتناها, لقد أُطفأت الأنوار من حولنا, أي أننا حولنا المجتمع المسـلم إلى مجتمـع أكثر جهلا وبربرية مما كان عليه قبل معرفتنا / وفي المدن الكبرى منع تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم, أما في الجهات التي لم تمس فيها مدارس القرآن البسيطة, فقد منع عليها فتح أبوابها خلال أوقات عمل المدارس الفرنسية, حتى لا تمنع عنها التلاميذ. وعندما استولت سلطات الاحتلال على الأوقاف حَرمت المساجد والمدارس من موردها الأساسي الذي كان يمونها, فتضاءل مردودها, ثم انعدم في جهات كثيرة, إلا في الحالات التي تدخَّل فيها السكان للتكفل بحاجيات المعلم الذي أصبح يتعاقد مع القبيلة أو الدوار فيما يدعى: "مشارط".

وقد تعمدت تعليم المرأة الجزائرية في المناطق الساحلية لكي تكون الأم (حامل للتربية ) هي من تعلم اللغة والتراث لأبناءها وبالتالي قد ساهمت في تربية جيل كامل يحمل مقومات وهوية فرنسية
وهذا ما نلاحظه اليوم في المناطق الساحلية (فرنسة اللسان ، انعدام الهوية العربية الاسلامية ، تحرر المرأة ، انتقال السلطة من الرجل الى المرأة ،"حيث أصبحت الفتاة لايتحكم فيها لا الأب ولا الأخ " والى غير ذلك من انحلال الخلقي وانتشار الفساد ....)
المهم في البادية كما تذكر الرجل بقي بسلطته ويتحكم على الأقل في الزوجة والبنت والأخت فهذا عرض لاينبغي اللعب به
وفي الختام لقد ولدت فرنسا مولودا يدافع عنها أولادها مجانا في تراب اغتصبته الأم فأصبح غريبا عنهم وغرباء عنه وهم بقلوبهم وفكرهم متعلقا بالأم اسمها فرنسا

سلام









رد مع اقتباس