مذهب اهل السنة والجماعة في اثبات الصفات لله عز وجل .
اهل السنة والجماعة جعلنا الله منهم اشد الناس تعظيما لله عز وجل واشد الناس احتراما لنصوص الكتاب
والسنة فلا يتجاوزن ماجاء به القرآن والحديث من صفات الله فيثبتون لله ما اثبته الله لنفسه وان حارت العقول
فيه , وينفون مانفى الله عن نفسه وان توهمت العقول ثبوته , مثال ذالك ان الله تعالى فوق كل شئ ازلا وابدا
وهو عز وجل له العلو المطلق في كل وقت وحين , فوق سماوته فوق مخلوقاته مستو على عرشه ثبت عن
النبي عليه الصلاة والسلام " انه ينزل للسماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخر " فيأتي الشيطان للانسان ويقول
كيف ينزل وعلوه لازم له ؟ وكيف ينزل ؟ فنقول هذا يحار فيه العقل لكن يجب علينا ان نصدق ونقول : الله اعلم
بكيفيته هذا , نؤمن بأنه ينزل ولكن لانعلم بالكيفية عقولنا تحار ولكن يجب ان نقبل , لأن الله ليس كمثله شئ في
جميع صفاته ,
ولهذا قال بعضهم القرآن والسنة أتى بما تحار فيه العقول , لا بما تحيله العقول . فالواجب علينا في اسماء الله
وصفاته تصديقهما والأيمان بها وانها حق وان حارت عقولنا في كيفيتها فالجادة لأهل السنة والجماعة ان كل
ما سمى الله به نفسه او وصف به نفسه سواء في القرآن او السنة فإنه يجب الأيمان به وتصديقه .
" وجاء ربك والملك صفا صفا " يأتي الشيطان للأنسان فيقول كيف يجيء ؟ فنقول على الكيفية التي اراد . االكيف
مجهول يجب ان تؤمن بها ولو حار عقلك به ’ مأمور ان تصدق علبى كل حال ,
ولذالك ضلوا قوم حكموا عقولهم في اسماء الله تعالى وصفاته , فانكروا ما اثبته الله لنفسه وحرفوا به نصوص الكتاب
والسنة فقالو ان معنى قوله تعالى " استوى على العرش" اي استولى , فسبحان الله كيف يقول الله " ان ربكم الله الذي
خلق السموات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش " افيمكن ان يقال انه قبل ذالك ليس مستوليا عليه ؟ هذا امر
ينكره العامي فضلا عن طالب العلم , لكن حين يحكم الأنسان عقله في الأمر التي تتوقف على الخبر المحض ضل وزل .
لهذا من يقول بذاك ان يتوب لله وان يؤمن بأن الله استوى على العرش بمعنى علا عليه علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته
وكذالك على من قال ان الله ليس عاليا بذاته فوق المخلوقات وقالوا : لا يجوز ان نقول ان الله فوق , فنقول توبوا لربكم
أنتم الأن تدعون الله وتجدون قلوبكم مرتفعة الى فوق وتمدون ايديكم فوق ايضا دعوكم وفطرتكم فقط , واتركوا عنكم الأوهام
والأشياء التي تضلكم , واذا انكرتكم علوا الله وقلتم : انه بذاته في كل مكان فكيف يليق هذا ؟ ايليق ان يكون الله في حجرة ضيقة
الا فاليق الله هؤلاء وليتوبوا الى الله من هذه العقيدة الفاسدة الباطبة , يخشى منها ان يموتوا فليلقوا الله على هذه العقيدة فيخسروا
ابن عثيمين .