خمسة حقائق تجزم بأن الأرض ليست من حق اليهود:
لننظر في القرآن والتاريخ...من أحق بالأرض، من استعمرها غدرا وقسوة؟ أم من ع مرها قرونًا عديدة؟
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
.[ الإسراء: 1 ]
أولا: الله سبحانه وتعالى يورث الأرض للعباد الصالحين، وهم الأحق بعمارتها.
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
.[ الأنبياء: 105 ]
واليهود مفسدون بنص القرآن الكريم، إذا ليس لهم الحق في إدعاء أنهم ورثة الأرض . قال عنهم الله سبحانه
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
.[ المائدة: 64 ]
ثانيًا: عرض سيدنا موسى عليه السلام على بني إسرائيل دخول الأرض المقدسة ولكنهم رفضوا وامتنعوا وقالوا أنهم لن يدخلوها طالما فيها العمالقة ...إلى أن قالوا لموسى عليه السلام
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ .[ المائدة: 24 ]
ثالثًا: إذا ذهبنا إلى ما قبل هذا الزمن، إلى زمن أبينا إبراهيم عليه السلام سنجده سكن أرض فلسطين وعّمرها قبل اليهود. قال الحق تبارك وتعالى
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)
قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)
فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) الأنبياء
ولقد نص القرآن الكريم على أن المؤمنين هم أحق الناس بإبراهيم : مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) آل عمران
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أُسري به إلى المسجد الأقصى وعرج من خلاله إلى السماء في أحد أكبر المعجزات.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [ الإسراء: 1 ]
رابعًا: إن أهل الد يانات- خاصة أهل الكتاب - قد علموا بأحقية المسلمين في الأرض المقدسة، بل هم وجدوا في كتبهم صفات من سيفتح فلسطين، حتى أنهم سّلموا مفاتيح بيت المقدس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
معروف في التاريخ.
بعد أن فتح المسلمون القدس، كان العهد بينهم وبين سكان القدس ألا يسكن ف يها أحدًا من اليهود ! ولم
يتمكن اليهود من السكن فيها منذ عام 15 ه إلا في عهد محمد علي بعد أن سمح لبعض العائلات اليهودية أن
تسكن فيها مقابل مبالغ طائلة! ثم بقيت فلسطين تحت الحكم الإسلامي إلى أن احتلها الصليبيون عام 492 ه.
حرر جيش المسلمين تحت قيادة صلاح ا لدين الأيوبي الأرض من الصليبيين بعد الانتصار الساحق في
معركة حطين سنة 583 ه . كما تحطمت آمال المغول في السيطرة على أرض فلسطين بعد هزيمتهم في
معركة (عين جالوت) عام 658 ه بقيادة المظفر قطز.
ثم بعد ذلك ظلت فلسطين تحت الحكم المماليك إلى أن دخلت تحت الحكم العثماني عام 922 ه.
الاحتلال البريطاني: احتلت بريطانيا فلسطين عام 1336 ه ، وأعانت اليهود على الهجرة إلى الأرض
المقدسة ودعمتهم بالسلاح، مما أدى إلى قيام دولة يهودية على الأرض سنة 1368 ه , وفي سنة 1387، احتل اليهود بقية الأراضي الفلسطينية.
خامسًا: أرض فلسطين ستعود للمسلمين، وسوف ينادي فيها الشجر والحجر: يا مسلم!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود . فيقتلهم المسلمون . حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر . فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي .
فتعال فاقتله. إلا الغرقد. فإنه من شجر اليهود." (رواه مسلم).
نستنتج من هذا السرد : أن العرب هم أصح اب أرض فلسطين حيث سكنوها منذ 4500 عامًا و حتى الآن، ولم يهاجروا منها ولم يغادروها تحت أي اضطهاد أو حكم أجنبي، بينما مرت العديد من الأزمنة دون أن يدخل
اليهود إلى الأرض، ولم يحق لهم دخولها.
هل باع الفلسطينيون أرضهم؟
سبب خسارة أرض فلسطين هو هز يمة الجيوش العربية في حرب 1948 م، وما ترتب على ذلك من
إنشاء كيان يهودي على 77 % من أرض فلسطين، وقيام المستعمر اليهودي بطرد العرب من الأرض
واستيلائه عليها بقوة السلاح. ثم احتلال إسرائيل لبقية الأراضي بعد نكسة 1967 م.
لطالما تر كزت الدعاية اليهودية في نشر فكرة أن الفلسطينيين هم الذي باعوا أرضهم، وظلوا يذيعون
في العالم أن الفلسطينيين هم "الخونة" الذين باعوا الأرض ل ليهود، فلا يحق للعرب - من منطق اليهود – أن يطالبوا بحقهم في الأرض بعد أن باع وها. وهذا هو عكس الحقيقة، فقد بدأت المقاومة الفلسطينية لليهود منذ عهد الدولة العثمانية؛ حيث حدثت صدامات كثيرة بين الفلا حين الفلسطينيين والمستعمرين اليهود . كم اقدم وجهاء القدس في 24 يونيو 1891 بتقديم عريضة لرئيس الوزراء الدولة العثمانية، طالبوا فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين وتحريم امتلاكهم أراضي فيها.
تعود هذه الإدعاءات الكاذبة إلى فكرة إ نشاء وطنًا لليهود على "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "، هذه
الفكرة التي اعتبرت أنه لا يوجد شعب عربي موطنه هو فلسطين.
دور بريطانيا في بيع الأراضي:
منذ أن وقعت فلسطين تحت الاحتلال والانتداب البريطاني ( 1917 م - 1948 م )، وكان واضح ًا أن
هذا المستعمر جاء لتنفيذ مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . وقد قاوم الشعب الفلسطيني العزيز
الاستيطان اليهودي بكل ما أوتي من قوة، وبكل ما تملك من وسائل سياسية وإعلامية واحتجاجية، كما خاض الكثير من الثورات . وقد بلغ ما تمكن اليهود من السيطرة عليه خلال فترة الاحتلال البريطاني حوالي 5% فقط من الأراضي الفلسطينية. فمعظم هذه الأراضي تسرب لليهود عن طريق منح من الحكومة البريطانية.
في سنة 1896 ، اضطرت الدولة العثمانية لبيع بعض الأراضي لتوفير الأموال ، فقامت بشرائها بعض
العائلات الثرية غير الفلسطينية ولكن منعتها السلطات البريطانية من استغلاله ا! وقد مثل ذلك وجهًا آخر
للمأساة؛ فقد اضطرت هذه العائلات لبيع جزءًا كبيرًا من الأراضي مما تسبب في تشريد أهل 22 قرية
فلسطينية، كما تكررت المأساة عندما باعت هذه العائلا ت بعض الأراضي شمال فلسطين . لكن اللوم لا يقع
بالكامل على هذه العائلات، فقد منعتها بريطانيا من اس تغلال الأرض فأجبرتها على البيع . وبذلك، بلغت نسبة الأراضي التي استولى عليها اليهود بالعنف 55 % من أرض فلسطين، أما مجموع ما تسرب إلى أيدي اليهود من أراضي باعها لهم عرب فلسطين خلال الاحتلال البريطاني لا يزيد عن نسبة 1% من الأرض . ولقد قام أبناء فلسطين بجهود كبيرة في محاربة بيع الأراضي، فقد أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول عان 1935 م فتوى بإجم اع العلماء تحرم بيع أي شبر من الأرض الفلسطينية لليهود . كما قام العلماء بحملة كبرى في جميع مدن وقرى فلسطين لنشر والوعي وتحريم بيع الأراضي وأخذ العهود بعدم بيعها لليهود . وقد تمكن العلماء من إنقاذ الأراضي التي كانت مهددة بالبيع لليهود.
الخلاصة:
هذه هي القصة الحقيقية لاستيلاء اليهود على مدينة القدس؛ فإذا كانت 500 سنة يهودية في القدس
تجعل منها مدينة يهودية إلى الأبد فإن من حق بريطانيا أن تمتلك الهند، ومن حق تركيا أن تمتلك العالم
العربي كله وثلث أوروبا، وكذلك الأمر سيكون مدعاة للسخرية لو أن روما طالبت اليوم بمم تلكاتها الواسعة
قبل ألفي سنة، أو أن تطالب أثينا بمستعمراتها الكثيرة قبل 3000 عام . نعم، إن كانت كل مجموعة استوطنت بلدا لفترة من الزمن ثم غابت عنه لألف أو ألفين أو ألفين أو ثلاثة آلاف سنة تأتي اليوم لتطالب بذلك البلد فإن العالم سيتحول إلى جحيم من الصراعات لا حصر له ا. وبذلك، يتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن أرض فلسطين إسلامية عربية منذ القدم.. وعاصمتها الأبدية هي القدس العزيز.
كم سنة دامت القدس عاصمة لبني إسرائيل؟ ! هل تم تأسيس المملكة في منطقة خالية لا تعود لأحد أم
أنها كانت مسكونة وعامرة قبل ذلك بآلاف السنين؟ ! حتى عندما دخلوا القدس هل أفرغوها من سكانها
اليبوسيين أم عاشوا معهم كما تشهد التورا ة؟ بعد كل هذه التساؤلات هل يحق لإسرائيل أن تتخذ من الحقبة
المحدودة سابقا وتقرر من خلالها حقها في امتلاك القدس واعتبارها عاصمة أبدية وموحدة لها على حساب
سكانها الأصليين الذين سبقوهم بالوجود وهم الذين بنوا المدينة وشيدوا أسوارها؟!
وإن ما يقدمه الشعب الفلسطيني اليوم من تضحيات وبطولات بعد مضي أكثر من نصف قرن على الاحتلال، وإصراره على المقاومة والجهاد والاستشهاد - بالرغم من ضخامة المؤامرات ضده - هو خير دليل على تمسكه بالأرض وعدم تف ريطه في أرضه المقدسة المباركة . لك الله يا فلسطين . أنت في وجداننا وقلبنا ولا نقول إلا ما يرضى ربنا: (حسبنا الله ونعم الوكيل).
المراجع:
1-العرب واليهود في القرآن لأستاذ عبد الرحيم فوده أستاذ في جامعة الأزهر.
2-مقالة: جروح نازفة على موقع قصة الإسلام- تحت إشراف دكتور راغب السرجاني
www.islamstory.com
3-موسوعة بهجة المعرفة، المجموعة الثانية رقم 5 مسيرة الحضارة مجلد 3.
4-موقع جمعية "السلام الآن" الأمريكية اليهودية www.peacenow.org
5-محاضرة الدكتور طارق سويدان عن تاريخ فلسطين.