الأسد في فصل الخطاب.. الصراع سيكون مع سورية وليس على سورية

جهينة نيوز- كفاح نصر:
"اسحب ظلالك عن بلاط الحاكم العربي، حتى لا يعلقها وساماً".. نعم يا أصدقائي بالأمس قالها محمود درويش للمقاومين، واليوم كرّرها الجميع لي وقالوا اسحب ظلالك عن بلاط الحاكم العربي، وقالوا لي ابتعد عن شخص الرئيس السوري، لا تمتدح حاكماً، يكفي أن تقف مع موقف الرئيس السوري وتدافع عن سورية دون أن تذكر الأسماء، قالوا: لا تكن بين ما يسمون بالطبالين للنظام، ولكن أقول لهم في حالة الدكتور بشار الأسد وكون الدفاع عنه دفاعاً ليس فقط عن سورية، بل دفاع عن المنطقة، ولهذا أرد على من قال لي ابتعد عن الرئيس، أقول لهم إذا كان خندق الرئيس السوري هو تطبيل فأغلقوا آذانكم فأنا أول الطبالين، وأقول للرئيس الأسد اسحب ظلالك عن بلاط الجامعة العربية حتى لا يعلقوها وساماً.
لم يعد هناك ضباب ولا حلول وسط، ولا مواقف وسط، المعركة واضحة وهناك خندق للوطن وخندق للأعداء والخونة، هناك وطني وعميل، هناك مقاوم للهيمنة الغربية وقذر وضيع يطالب بتدخل قوات الناتو، أما سورية فخياراتها محدودة، إما النصر أو النصر، أو النصر، فنحن محكومون بالنصر، ولا خيار آخر إلا النصر، والنصر قريب كما وعد سيد الوطن.
قبل خطاب الرئيس
قبل خطاب السيد الرئيس، حرب إعلامية كونية صوّرت بعض المرتزقة والعصابات بأنهم منشقون عن الجيش، حتى قام الجيش بمناورات أبهرت الصديق قبل أن ترعب العدو، قبل خطاب الرئيس توهم الصهيوني بأن يشنّ حرباً نفسية على سورية، حتى شاهد ملايين السوريين في الساحات كمشاريع شهادة، قبل خطاب الرئيس توهم (كلاب واشنطن) بأنهم يشنون حرباً إعلامية على سورية، حتى قال لهم "صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث، فما ازددنا إلا صلابة وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية، فإن الانتصار فيها قريب جداً طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر".
ما بعد خطاب الرئيس
تحدث الرئيس سابقاً أكثر من مرة عن تقوية نقاط الضعف في سورية، ولكن حين يتكلم عن نقاط القوة في سورية، ونقاط ضعف الخصوم، وهو رأس السلطة في سورية سيفهم الأعداء جيداً معنى هذا الكلام، وسيفهم أردوغان جيداً أن لا مكان " للإخوان الشياطين" في سورية، ولا مكان في سورية لكل العملاء.
وحتى الإعلام الأصفر فوجئ بالخطاب، لدرجة أن أحدهم قال الأسد تحدّى العالم، ونحن نقول له الأسد تكلم باسم شعوب العالم وتحدّى طغاة ومجرمي العالم، نعم الأسد تحدّى أكبر طواغيت العالم ليس فقط من اليوم بل منذ كان كولن باول رسولهم، وكان الأمريكي يزبد ويرعد، واليوم هو لم يتحدَ فحسب بل انتصر بهزيمة الأمريكي ومجرمي العالم، نقول لمن قال الأسد تحدى العالم: إذا كان العالم بالنسبة لك هو إسرائيل وواشنطن، نعم الأسد تحداهم باسم شعوب العالم وهزمهم في العراق وغزة ولبنان.
خطاب تحطيم الوهم
بكل صراحة قالها الأسد، لا حرب على سورية بل الحرب مع سورية، وقريباً سيدرك الأعداء معنى الصراع مع سورية، وحين قالها كان حازماً واثقاً هادئاً، على عكس صغار واشنطن حين يخطبون ووجوههم تقطر سماً وحقداً وكأن واحدهم ضُرب رأسه بألف حائط قبل أن يظهر للإعلام، نعم حين قالها الأسد كان منتصراً بجيشه وشعبه، حين قالها الأسد كان يدرك تماماً ما يقول، فهو لا يعطي عشرات الفرص، ولا عشرات المهل، وكنت متأكداً بأن المبادرة العربية هي الفرصة الأولى والأخيرة، ولا فرص أخرى.
إلى عرب الاعتلال
نعم يا عرب الاعتلال هي الفرصة الأولى والأخيرة، واقترب وقت الحساب، يا من هدّدنا بالعقوبات ونسي أن أربع دول عربية أكلت من خير سورية، يا من يهدّدنا أمام قاعدة للقوات الأمريكية ونسي أننا شركاء في طرد الأمريكي من العراق، يا من يهددنا بالتدويل، متناسياً كم تدويلاً سقط على أعتاب دمشق، من اغتيال الحريري للملف النووي حتى المشروع الفرنسي قبل أسابيع، يا من نسي من أمراء وملوك الخليج أن المناورات الإيرانية في مضيق هرمز تعني أن كل عرب الاعتلال غير قادرين على تأمين إمدادات الطاقة وأصبحوا أرقاماً في السياسة الدولية، نعم يا أعزائي (الأرقام) الآن الصراع مع سورية وليس على سورية.
أخيراً...
الجامعة من دون سورية تصبح عروبتها معلقة، نعم من يشتري الحجر السوري ليصنع سوقاً يسميه سوقاً شعبياً، من يجمع آثار العالم في متحف إسلامي أملاً بأن يملك شيئاً من التاريخ في بلد بلا تاريخ، يا من استعان بوزارة الثقافة السورية ليحيي عام الثقافة في بلد تغيب عنه الثقافة، يا من يستورد مثقفين وخطاطين ولاعبين وعسكريين، يا من يحتمي بالقوات الأمريكية، إذا كنت تعتقد أن المال يصنع إنساناً وحضارة وتراثاً، اسمح لي أن أقول لك (مالك وصرمايتي) لأن مالك لا يمكنه شراء حذاء الرئيس لأنه أي حذاء الرئيس بعيد عن أحلامك ومالك، وسيدرك جيداً أسيادك ثمن الصراع مع سورية.