2012-01-07, 17:07
|
رقم المشاركة : 26
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
29
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ
الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ،
إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ،
وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ،
وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ .
وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ .
إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسدِ رحمةً بي وبك ،
قبل أنْ نرحم الآخرين ؛
لأننا بحسدِنا لهمْ نطعمُ الهمَّ لحومنا ،
ونسقي الغمَّ دماءَنا ،
ونوزِّعُ نوم جفوننا على الآخرين .
إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه .
التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ .
بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ ،
واتهم الباري في العدْلِ ،
وأساء الأدب مع الشَّرعْ ،
وخالف صاحبَ المنْهجِ .
يا للحسد من مرضٍ لا يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ،
ومن بلاءٍ لا يُثابُ عليه المُبْتَلَى به ،
وسوف يبقى هذا الحاسدُ في حرقةٍ دائمةٍ حتى يموت أو تذْهَبَ نِعمُ الناسِ عنهم .
كلٌّ يُصالحُ إلاَّ الحاسد فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ اللهِ وتتنازل عن مواهِبِك ،
وتُلْغِي خصائِصك ،
ومناقِبك ، فإن فعلت ذلك فلَعَلَّهُ يرضى على مضضٍ ،
نعوذُ باللهِ من شرِّ حاسد إذا حسدْ ،
فإنه يصبحُ كالثعبانِ الأسودِ السَّام لا يقر قراره حتى يُفرِغَ سمَّهُ في جسم بريءٍ .
فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ باللهِ من الحاسِدِ فإنه لك بالمرصادِ .
***********************************
|
|
|