ثم جاء بعد الجاحظ مؤلفون أفردوا للبخل كتبا مستقلة كما فعل الخطيب البغدادي في كتابه "البخلاء"، وجمال الدين بن المبرد الدمشقي في كتابه "إتحاف النبلاء بأخبار وأشعار الكـرماء والبخلاء"، وأفرد له آخرون فصولا وأبوابا في كتبهم الموسوعية الشاملة، مثلما صنع ابن قتيبة في كتاب "عيون الأخبار"، وابن عبد ربه في كتاب "العقد الفريد"، والآبي في كتاب "نثر الدر"، والنويري في كتاب "نهاية الأرب" … وغيرهم كثير.
ولقد "كانت أحاديث البخل والبخلاء "منتشرة ومعروفة في البيئة العربية قبل أن يشرع الجاحظ في كتابه "البخلاء" ، وقد وضعت شبكة الأخبار العربية "محيط" أيديها على بعض ما كتب عن البخل والبخلاء ونعرضه على قرائنا في السطور الآتية :
*
جنازة
مشى بخيل وابنه مع جنازة وكانت امرأة تنوح وتصرخ إلى أين يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه,ولا غطاء , ولا خبز ولا ماء!؟
فقال ابن البخيل لأبيه: هل سيذهبون به إلى بيتنا؟
*
معقول
سئل بخيل يوما عن أيهما أكثر فائدة من الشمس.
فقيل له كيف ذلك والناس تذهب إلى أعمالها عند طلوعها وتعود عند غيابها؟
فقال: الشمس تطلع نهاراً والدنيا نور, أما القمر فأنه يبزغ ليلاً وينير الدنيا,فهو أفضل من الشمس.
*
مصيدة
دخل أحد البخلاء دكانا لبيع الأدوات المنزلية, وطلب شراء مصيدة للفئران عرض عليه صاحب الدكان واحدة, وبدأ يشرح له طريقة استعمالها.
فقال: هنا تضع قطعة الجبن, فيدخل الفأر المصيدة ليأكلها,وما أن يقضم جزءاً منها حتى تنطبق عليه المصيدة.
فقال البخيل على الفور: أريد مصيدة يموت فيها الفأر قبل أن يأكل الجبن!!
*
و اعجباه
البخيل الأول: لماذا أنت حزين هكذا؟ البخيل الثاني: لأن ثمن البنزين ارتفع كثيرا! البخيل الأول: ها، ها، لقد اشتريت سيارة إذا؟ البخيل الثاني: لا .. اشتريت ولاعة!
*
البرتقالة
اشترى رجل بخيل ثلاث برتقالات قطع الأولى فوجدها متعفنة فرماها ، قطع الثانية فوجدها متعفنة فرماها، فأطفأ النور وقطع لاثالثة وأكلها .
*
سهراية
خرج بخيل وابنه في المساء لقضاء السهرة عند أحد الأصدقاء، وفي منتصف الطريق عرف الرجل أن ابنه ترك المصباح مضيئا ولم يطفئه عند مغادرة المنزل. لقال له: لقد خسرنا بإهمالك هذا درهما.. وأمره بالعودة إلى المنزل ليطفئ المصباح. وعاد الولد إلى المنزل فأطفأ المصباح، ثم رجع إلى أبيه، فابتدره أبوه قائلا: - أن خسارتنا هذه المرة، اكبر من خسارتنا في المرة السابقة، فقد أبليت من حذائك ما يساوي درهمين. فأجاب الولد قائلا: - اطمئن يا أبي .. فقد ذهبت إلى المنز