هل سأصمت؟
كثيراً ما أكتبُ في يوميَّاتي
" من الآن فصاعِداً سيكُونُ الصَّمتُ شِعارَ حياتِي "
وكثيراً ما يغلِبُنِي كَلامِي
والثَّرثَرةُ تثُورُ عَلى كَلِماتِي
فأُعاقِبُ نفسِي
وأعاتِبُها
وأعزِّرُها
ألم نتعاهدْ أنْ نكونَ و الصَّمتَ صديقانِ؟
فتبكِي النَّفسُ
وتعاتِبُنِي
وتعزِّرُني
كيفَ الصَّمتُ ؟
إن كَانوا يدْعُونَ عليَّ بمَماتِي ؟!
و كيف السُّكوتُ ؟!
إن كانتْ أنْفاسِي تَضعُف
لتبدل زفراتُكِ شَهقاتِ ؟
و هل أصمتْ ؟
إنْ نبضُ القلبِ ألَحَّ..أصَرَّ
على ضَخِّ الأنَّاتِ !
وهل أخرَس ؟
إن كانوا مَن أُحِبُّ
يتسابقونَ
ويتشاجرونَ
من سيكونُ هُولاكُو حكَايَاتِي ؟!
من يؤذي أكثَر
ويطعنُ أكثَر
سيفوزُ بوِسامِ فخرٍ مُرَصَّع
فقد أخمدوا عَبَقَ قُبُلاتِي
و هل أخيطُ الفَمَّ مُرغَمةً
و أشلُّ سيرَ حَركَاتِي ؟
أُزيحُ الهمَّ عَن غَيري
والهَمُّ يُكابدُ ويلاتِي !
سقُوني الذُّلَّ مُكرهةً
لِكي يَرضَوا
جُرُعاتٍ فَجُرُعاتِ
لمن أشكُو رذائِلَهم ؟!
أأقَدِّمُ عريضَةَ ندبٍ
لمحمكةِ الجناياتِ ؟
قُولي لي
هل أصمِت ؟!
و الحرفُ تفضحُ سرائِرَهُ
تنهيداتُ عَبَراتِي !
قد أتعبتُ أوردتِي
و باتَ لحنُ أُغنيتِي
نشازُ نغْمٍ
أردِّدُهُ لساعاتٍ و سَاعاتِ !
قولي لي
هل أصمِت ؟!
إن كانَ الموتُ أُحجِيتِي
فككتُ اللُّغزَ بأُعجُوبة
فكافأنِي بسَكراتِ !
وهل أًصمِت ؟!
إنْ نَصَبُوا لِعُنْقِي مشنَقَةً
من شرائِط ضَفِيراتِي !
قولِي لي
هل أردُّ كفَّ البَوْحِ
إنْ كنتِ أنتِ
مَنْ للوَجَعِ وَالدةٌ
و من رَحمِك
قد أنجبتِ لِلأحزانِ وليداتِ !
فلا تَغضَبي إن أفصَحتُ عَن صَمتِي
فكلامِي بعضُ وَشوشَتِي
و ما سيأتِي
بعضُ بعضُ ثورَاتِي
لن أصمت
لن أصمت !