( 1 ) / آخِرُ اللَّيْل : صَبَاحَاتٌ ( تُؤْتي ) الحَنِينْ*‘ يتَفَتَّق الفجرُ مِنْ صَدرِ الظَّلاَم.. يُشيِّعُ فراَقَ العاَشقينَ السُّهُدْ، بأغانيَ بُلْبُليَّةٍ حَزينَةْ.. يَجُوبُ الشَّواَرعَ مُزْدَحِماً بالهَواَجِسْ.. و أمضي أناَ، أحْتَفي بالوَدَاع .. ~ سَوْداَءٌ دُمُوعي ، تَغْتَسِلُ مِنْ ماَءِ المحابرْ ، تَفْتَرشُ الوَرق .. ~ حَدَائقُ أملٍ مُتوَرِّدِ الحُلمِ يَنبَجسُ مِنْ حقلِ صَدري ، ..وَ مَوْجٌ من الحَنينِ يُهَدهِدُني ، يجعلُني فتيَّة .. ..يهزُّ جذعَ قلبِي ، فيتَسَاقَطُ حُبًّا جنياَّ .. ( 2 ) / شَوقْ *‘ اللَّياَلي التِّي يَذوي سَوَادُهَا خَلْفَ الأفُق ، أ ترَاهاَ تَلتَفِتُ إلَيناَ ؟ لِتَلْمَحَ مَا نَصْنَعُ في اندِثاَرِهاَ ؟.. ( 3 ) / عَبَقْ*‘ أزْهَارُ اللَّوْز تَتَسَلَّلُ مِن نافِذَتي كًلَّ صَباحٍ - إلىَ ثيابِكْ ، تتنفَّسُ رائحةَ جَسدِكْ ، تَسْرِقُ بعضَكَ وتعودُ إلىَ بُستان صدري - بِـخِفَّة خشيةَ أنْ يفضحَهَا عَبَقُ اليَاسَمينِ النَّماَّمْ ! ( 4 ) / مَواَعِيدْ *‘ المَدينةُ تغفُو في حِضْنِ البَحْر..تَتَأرْجَحُ بينَ تنَهُّدٍ وَ صَخَبِ نَبضْ.. تُماَرسُ طُقوسَهاَ كلَّ صباَحٍ ، فتَرهَنُ سَمَاَء الأُمْنياَتِ لموعدٍ قاَدمٍ بينَ النَّوارِسِ و الرِّيَاح.. ، أفكِّرُ أنْ أفاَجِئَكَ علىَ موجَةِ صُدفَةْ..! اُرهِفُ سَمعي عَلَّني أُدركُ المَوْجَةَ التيِّ تُعاَنِقُكَ اللَّيْلَة .. أوِ الرَّغوةَ التيِّ يتكاَثرُ فيهاَ طيفُكْ ، فَيرتدُّ إليَّ الحَنينُ علىَ حَبلِ الحُلْمِ ، وَ تَخفُقُ في أنفاَسِيَ الرِّيح.. ، إنيِّ لاَ أمتِهنْ أصُولَ السِّباَحَةَ ياَ صدِيقي ، وَلكنَّ البَحْرَ علَّمَني ، كَيْفَ أتَمَوَّجُ علىَ ذراَعَيْكَ ، كَيْفَ أذُوبُ في شفَتَيْكْ.. دُونَ أن أغرَقْ.. ( 5 ) / فاَصِلَةْ *‘ كُلَّ رأسِ سَنَة ، تتوَشَّحُ أرصفَةُ الحُبِّ بِالثَّلجْ ، تتَمَلْمَلُ علىَ بياَضِهاَ رغبَاتٌ مُورقَةْ ، كأزهَارِ وَجْدٍ نديَّةٍ تتَلَّمَظُهاَ شفاَهُ الماَرَّة.. .. كلَّ رأسِ سَنَة ، تَتمرَّدُ النُّجُومُ وَ تُغاَدِرُ مداَراَتِهاَ ، تَتَدحرجُ إلىَ النَّواَفذِ الزُّجاجيَّة.. ترنُو إلىَ قَلبي المَشظَّىَ مِن فَرطِ الضَّياَعْ ، وَ تَهْمِسُ : ( Merry christmas ) ! كُلَّ رأسِ سَنَة ، تَحتَبِكُ الأذرُعَ و تَستَقبِلُ العاَم بِأقداَحٍ قُدُسيَّة* ، تتَزاحَم ، تُدخِّنُ نفسَهاَ ، وَ تلعبُ الوَرَق.. وَ يَدَيَّ علىَ الناَّفِذَة ، أتعانَقُ وَ مُنتصَفِ اللَّيلِ.. نَحُوكُ رَسَاَئِلَ شوقٍ لِحبيبٍ لاَ أمْلِكُ عُنواَنَهُ .. نُحدِّقُ في الأفُق ، وَ نتوَهَّمُ ( باباَ نُويل) يحمِلُ هديَّة .. ! ( إلىَ أينَ يَمضي قَلبي بهذاَ القَلَق ؟.. ( إلىَ أينَ يخرجُ حافياً و يعودُ مكتظاًّ بالدُّموُع ؟ ( ماَ بالُ هذاَ الثَّلجِ يستَفِزُّني لِأكتُبْ مُنتشيةً بالتِّيهِ فيكَ..؟ ( ماَ لِشجرة العِيدِ تَ.. يَدُقُّ الباَب ، ! يُبعثِرُني حَنيني .. يدُق.. ( وَ أترَدَّد ! ( أ أفتَحْ ..؟ يدُقْ .. يُدُقُّ وَ .. لاَ أحدْ . 26 دِيسَمْبر 2011*‘