منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فيما سجّل احتياطي الصرف ارقاما قياسية : الجوع يدخل ثمانية أطفال العناية المركزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-28, 18:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Like An Angel
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

أيحدث هذا في جزائر الاستقلال...؟

قرأنا في جريدة الخبر الصادرة يوم الخميس 22/12/ 2011 أن ثمانية أطفال من أسرة واحدة بمدينة حاسي بحبح بولاية الجلفة قد أدخلوا العناية المركزة بسبب الجوع، لأنهم لم يذوقوا طعاما لأكثر من عشرة أيام، هذا الخبر يجعلنا نتساءل عن دور الجمعيات الخيرية الناشطة في طول البلاد وعرضها والتي تكتنز الأموال من المحسنين ومن الأموال التي ترصدها لها الدولة.

وتدعونا هذه الحالة كذلك للتساؤل عن مفهوم الجيرة في الجزائر، هل زال من الوجود؟ وإلا كيف نبرر تعرض هؤلاء الأطفال لهذا الجوع الشديد دون أن يعلم بذلك جيرانهم، ودون أن يلتفتوا إليهم ويقدموا لهم ما يسد جوعهم، ويمسك عليهم رمقهم.
وهي تدعونا كذلك للتساؤل عن دور السلطات المحلية من بلدية ودائرة وولاية، كيف تغفل عن العائلات المعوزة ، ولماذا لم تحصها ، وترصد لها ما يسد عوزها، خاصة في هذه الولاية المعروفة بقساوة طقسها في فصل الشتاء.
ثم تجعلنا نتساءل وبحدة عن دور السلطات الوطنية ذاتها، لماذا لم تضع في اعتبارها مثل هذه الفيئات من الناس؟ وتلزم السلطات المحلية بالبحث عنهم والتكفل بهم.
أيعقل أن يحدث هذا في جزائر الاستقلال وفي القرن الواحد والعشرين؟ أيعقل أن يموت أطفال الجزائر، أو يتعرضون للموت بسبب للجوع، والخزينة العامة مكتظة بالأموال من الدينار إلى الدولار؟
ألا فليعلم المسئولون في هذه البلاد أن الغفلة عن مثل هذه الفيئات من الناس، هي التي تهيء الظروف التي تنمو فيها دواعي الاحتقان الاجتماعي وأسبابه، وأن أعداء الجزائر الذين يتربصون بها الدوائر، إنما يستغلون هذه الطبقة بالذات للكيد لها والانقلاب عليها، وليعلموا أن الجوع مدعاة أكيدة للخروج عن الدين، والقانون، والأخلاق، فإن الإنسان إذا جاع ، ضل حتما وضاع، ذلك أن مقاومته لنوازع الشر فيه تقل وتضعف عنده في حالة الجوع، لأن همه كل همه يصبح منع نفسه من التلف، فلا يعنيه ساعتها من أين أخذ المال أو اغترف.
وليعلموا كذلك أن ما تعاني منه الجزائر اليوم من آفات اجتماعية كالفساد الأخلاقي، والسطو، والارتشاء وتعاطي تجارة المخدرات، مرده في معظمه للفقر المدقع، والحاجة الماسة، ولو أننا استطعنا محاربة الفقر والقضاء عليه بتوفير العمل، لما اضطرت النساء للمتاجرة بأجسادهن، ولما وجد مهربي المخدرات من يروج لهم سمومهم.
ألا فليعتبر مسئولونا في الجزائر بذلك القائد العسكري في العصر العباسي الذي قال لأبي جعفر المنصور الذي كان قد سأله عن حالة الجند فقال له :
- تركتهم يا أمير المؤمنين على خير حالة جند تأخرت عليهم أعطياتهم لستة أشهر.
فقال أحد الحاضرين في المجلس:
- يا أمير المؤمنين جوع كلبك يتبعك
فقال ذلكم القائد الحكيم:
-أخاف يا أمير المؤمنين أن يلوح له غير ك برغيف فيتبعه ويتركك.
وقد أثبت الواقع فعلا صدق هذه الحكمة حيث أن التقصيات التي أجريت حول ظاهرة التنصير الذي تفشى في مناطق معينة من الوطن وتسبب في ارتداد الكثير عن الإسلام مرده إلى الفقر والحاجة ، فليتقي الله مسئولونا ولا يضطروا شباب الجزائر إلى حمل السلاح، أو الارتداد عن الدين والكفر البواح، من أجل سد الرمق وحفظ الأرواح.










رد مع اقتباس