وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله المستعان ،
أخيتي أولا أسأل الله أن يردك إليه ردا جميلا، و أُبشرك أنّ طرحك لهذه المشكلة بل واعتبارها مشكلة في حياتك دليل على أنّ قلبك لازال يملأه الإيمان بالله عز وجل.
أخيتي ، الشيطان والعياذ بالله عندما يجد كل المنافذ مغلوقة عليه - فأنتِ ولله الحمد تصلين وترتدين الحجاب ولا تكلمين الذكور ..الخ -، آيس من أن يستدرجك عن طريق الشهوات ، فلم يجد إلا طريق الشبهات والوسواس والعياذ بالله.
فأصبح يشكك في أعظم شيء لكي يتزعزع إيمانك ، وتتقهقر حياتك وجرك إلى الحزن والضيق والأسى.
ويقول الشاعر :
وفي كل شي له آية تدل على انه الواحد
ولله في كل تحريكة وتسكينة في الورى شاهد
فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
استعادة إيمانك بالله عزّ وجل أخيتي يحتاج إلى جهاد منك و صبر وإلى صدق ؛
أولى الخطوات في ذلك :
هو العلم : أي تتعلمين دينك وتعرفي عظمته و أنه الحق والفطرة التي خلق الله الناس عليها ، واقرئي في كتب العقيدة والتوحيد ( عقيدة أهل السنة والجماعة) واقرئي في صفات الله ، فأعظم العلم هو العلم بالله ومعرفة أسماءه وصفاته.
ثانيا : التفكر والتدبر في آيات الله المكتوبة وهو القرآن الكريم ، واقرئيه بتدبر يفتح الله عليك بإذن الله ،
فعندما تقرئين مثل قوله تعالى : (( أفي الله شك فاطر السموات والأرض )) وقوله: (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ)) يتزعزع كيانك و تنجلي الغشاوة عن عينيك بإذن الله.
والتفكر في آيات الله المُشاهدة ، تفكري في جسمك ، في هذا الكون البديع ، تفكري في رحمة الحيوانات *التي بدون عقل ولا وعي* لأبنائه ، تفكري في مكان الأرض بالنسبة للكواكب وكيف لو تزحزح بنسبة قليلة جدا لتجمدنا أو لاحترقنا ... هذا أخيتي من صنع الله الذي يُسمك السماء أن تقع على الأرض وحده.
ثالثا : حاولى الإبتعاد عن الذنوب والمعاصي التي جرّكِ إليها الشيطان والعياذ بالله ، عودي إلى الله وتوبي إليه وتضرعي إليه تري عجبا بإذن الله ، بل وممكن أنّ هذا الإبتلاء الذي مرّ بك بإذن الله ، سيجعل إيمانك أقوى و أقوى ولكن استعيني بالله و ادعيه أن يُبعد عنك الوساوس والشكوك و يرزقك اليقين و أن يثبتك على الحق إلى أن تلقيه.
وفقك الله أخيتي ، و نسأل الله أن يُطمئن قلبك ، ويزيل الغشاوة عنه وتعودي أحسن مما كنتِ بإذن الله.