2011-12-28, 03:59
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الإيمان والكفر عند المخالفين لأهل السنة
الخوارج = الأعمال كلها شرط صحة فى الأيمان .
المرجئة = هو التصديق والأعمال شرط كمال فيه .
الأشاعرة = هو التصديق والأقرار شرط .
الجهمية = هو المعرفة .
الكرامية = هو قول اللسان فقط .
فقهاء الأحناف -مرجئة الفقهاء - = تصديق باللسان والأقرار باللسان .
ونبحث فى درسنا هذا مسئلة الأرجاء لأهميتها فى هذا العصر :
الأرجاء :
لغة : هو التأخير ، قال تعالى { أرجه وأخاه } .
أصطلاحا : هو تأخير الأعمال عن الأيمان .
أدلة المرجئة :
قال القاضى أبو بكر الباقلانى فى التمهيد : ( فأن قالوا خبرونا ما الأيمان عندكم ؟ قيل الأيمان هو التصديق بالله وهو العلم . والتصديق يوجد فى القلب ، فأن قال ؛ ما الدليل على ما قلتم ، قيل ؛ اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون فى اللغة أيمانا غير ذلك ، ويدل على ذلك قوله تعالى { وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا .
ومنه قولهم : فلان يؤمن بالشفاعة ، و فلان لا يؤمن بعذاب القبر ، أي لا يصدق بذلك ، فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الأيمان المعروف فى اللغة ، لان الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ، ولو فعل ذلك لتواتر الأخبار بفعله ، و توفرت دواعي الأمة على نقله ولغلبه أظهاره على كتمانه وفى علمنا أنه لم يفعل ذلك بل أقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأمره على ما كان دليل على أن الأيمان في الشريعة هو الأيمان اللغوي ، ومما يبين ذلك قوله تعالى { وما أرسلنا من نبى الا بلسان قومه ليبين لهم } ، وقوله : { أنا جعلناه قرءانا عربيا } ، فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا للعدول بهذه الأيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوفيق على أن القرءان نزل بلغتهم ) [التمهيد : 346].
والرد على ذلك :
أولا : أن ما نقل عن الأجماع ، فنقول من هم و أين ذلك ؟
ثانيا : لا يعرف من جميعهم أنهم قالوا أن الأيمان فى اللغة التصديق .
ثالثا : أن نقلهم لم يكن عن تواتر فهم احاد لا يثبت بالتواتر و أين التواتر الموجود فى القرءان .
رابعا: لم يذكر شاهد من كلام العرب وأنما أستدل بكلام الناس فلان يؤمن بالشفاعة و فلان وغيره .
خامسا: " لا يعرفون فى اللغة للإيمان قول غير ذلك " ، من أين له هذا النفي الذى لا يمكن الأحاطة به بل هو قول بلا علم [كتاب الأيمان : 121].
سادسا : أنه لو فرض أن الأيمان فى اللغة التصديق فمعلوم أن الأيمان ليس هو التصديق بكل شىء بل بسبب مخصوص وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم فيكون أخص من الأيمان فى اللغة - دلالة عدم الترادف بين اللفظين -
سابعا : أن لفظ الإيمان ليس مرادف للفظ التصديق لأن لفظ الأيمان فى اللغة لم يقابل التكذيب كلفظ التصديق ، فأنه معلوم أن كل مخبر يقال له صدقت أو كذبت ، ويقال صدقناه او كذبناه ، ولا يقال لكل مخبر أمنا له أو كذبناه ، ولا يقال أنت مؤمن له أو مكذب له ، بل المعروف فى مقابلة الإيمان لفظ الكفر ، يقال هو مؤمن أو كافر ، والكفر لا يختص بالتكذيب [كتاب الأيمان : 277].
وقولهم " أن الأيمان فى اللغة هو التصديق ، هو باق على معناه اللغوي ولم ينقل عنه فوجب أن يكون ذلك فى الشرع " .
جوابه : ( ينبغى أن يعلم أن الالفاض الموجودة فى القرءان والحديث أذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يحتج فى ذلك أن الأستدلال بأقوال أهل اللغة ، فأسم الصلاة و الزكاة والصيام و الحج ونحو ذلك قد بين الرسول مايراد بها فى كلام الله ورسوله ، و أسم الإيمان والإسلام والنفاق والكفر هي أعظم من هذا كله ، فالنبى صلى الله عليه و سلم قد بين المراد بهذه الألفاظ بيانا لا يحتاج معه إلى الأستدلال على ذلك بالأشتقاق و شواهد العرب ) [كتاب الأيمان : 271].
وأذا فرض لأنه مرادف للتصديق بقولهم ان التصديق لا يكون الا بالقلب واللسان .
الجواب : بل الأفعال تسمى تصديقا كما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم : ( العينان تزنيان و زناهما النظر و الأذن تزنى و زناها السمع و اليد تزنى و زناها البطش و الرجل تزنى و زناها المشى والقلب يتمنى ذلك ويشتهيه والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .
وعن ألحسن البصرى قال : ( ليس الأيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل ) .
وقوله تعالى : { اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه } .
مفهوم الكفر عند المرجئة :
لما حصر المرجئة الإيمان فى التصديق فقط ، حصروا الكفر بالجهل والتكذيب فقط .
قال الباقلانى فى تعريف " الكفر " : ( هو ضد الأيمان وهو الجهل بالله و التكذيب به الساتر لقلب الأنسان ) [التمهيد : 202].
قال النسفى : ( الكفر والتكذيب والجحد يكونان فى القلب ) [التمهيد : 100].
قال أبن تيميه رحمه الله : ( ومن أستهزء بالله وأياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا ، و أن من قال أن هذا قد يكون في الباطن مؤمنا بالله و أنما هو كافر في الظاهر ، فأنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين ، و قد ذكر كلمات الكافر فى القرءان و حكم بكفرهم ، فالقلب أذا كان معتقدا صدق الرسول و أنه رسول الله و كان محبا لرسول الله معظما له أمتنع أن يلعنه أو يسبه فلا يتصور ذلك منه الا مع نوع مع الاستخفاف به ، فعلم أن مجرد أعتقاد أنه صادق لايكون أيمانا الا مع حبه و تعظيمه بالقلب ) [الصارم المسلول].
الإيمان عند مرجئة الفقهاء و الوعيدية :
مرجئة الفقهاء :
ويطلق هذا المصطلح على الأمام ابى حنيفة وأصحابه ، بسبب موافقتهم المرجئة بأخراج الأعمال عن مسمى الأيمان ، وهو قول شيخ ابي حنيفة حماد بن أبي سلمان .
وقالوا : ( ان الأيمان هو الأقرار باللسان والتصديق بالجنان و جميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق ) ، قال الشارح : ( وذهب كثير من أصحابنا إلى ماذكره الطحاوى ) [شرح العقيدة الطحاوية : 373].
قال أبن تيمية : ( وهؤلاء معروفون مثل حماد أبن سليمان وأبى حنيفة و غيرهما من فقهاء الكوفة كانوا يجعلون قول اللسان و أعتقاد القلب من الإيمان ) [كتاب الأيمان : 114].
الوعيدية :
و نقصد به الذين يغلبون جانب الخوف والوعيد على جانب الرجاء و الوعد و أبرزهم : الخوارج ، الرافضة ، المعتزلة .
أما الخوارج : فان الإيمان هو التصديق بالطاعة والعمل بها فمن ترك شيئا من ذلك أو أرتكب ما حرم الله عليه أو ترك ما اوجب الله عليه خرج من الإيمان و حل بضده - كالأزارق ، والصفرية ، النجدات - و بعضهم يكفر بالصغائر أيضا كالبهيية والأخنسية .
أما الأباضية : قالوا ان جميع ما أفترض الله سبحانه وتعالى على خلقه إيمان ، و ان كل كبيرة فهو كفر نعمة لا كفر شرك و ان مرتكب الكبائر فى النار خالد مخلد فيها .
وقالت المعتزلة : ( عن الأيمان عند أبى على و أ بى هاشم عبارة عن أداء الطاعات والفرائض دون النوافل و أجتناب المقبحات ، وعند أبي الهذيل عبارة عن أداء الطاعات الفرائض منها و النوافل و أجتناب المقبحات وهو الصحيح من المذهب ) [شرح الاصول الخمسة : 707] ، وقالوا عن مر تكب الكبيرة أنه مخلد فى النار فى الاخرة يطلق عليه منزلة بين منزلتين فى الدنيا .
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]
|
|
|