منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أهمية مسائل الإيمان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-28, 03:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
azam
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية azam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زيادة الإيمان و نقصانه والاستثناء فيه

الإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل يزيد و ينقص , يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و المؤمنون يتفاضلون فيه .

تفاصل اهل الإيمان :
قال تعالى : { وإذا تُليت عليهم آياتُهُ زادتهُم إيمانا وعلى ربّهم يتوكّلُون } [الانفال /2] ، و قوله تعالى : { هُو الّذي أنزل السّكينة في قُلُوب المُؤمنين ليزدادُوا إيمانا مع إيمانهم } [الفتح /4] ، و قوله تعالى : { الّذين قال لهُم النّاسُ إنّ النّاس قد جمعُوا لكُم فاخشوهُم فزادهُم إيمانا وقالُوا حسبُنا اللّهُ ونعم الوكيلُ * فانقلبُوا بنعمة } [آل عمران /174] ، و قوله تعالى :{ وإذا ما أُنزلت سُورة فمنهُم من يقُولُ أيُّكُم زادتهُ هذه إيمانا فأمّا الّذين آمنُوا فزادتهُم إيمانا وهُم يستبشرُون * وأمّا الّذين في قُلُوبهم مرض فزادتهُم رجسا إلى رجسهم وماتُوا وهُم كافرُون } [التوبة: 124،125] ، و قوله تعالى : { ويزداد الذين آمنوا ايمانا } [المدثر : 31].

وعن ابي سعيد الخدري رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان )) [رواه مسلم].

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : (( فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من ايمان فأخرجوه ، فمن وجدتم في قلبه وزن ذرة من ايمان فاخرجوه )) [فتح الباري : 13/431 وكذا : 1/ 103].

أوجهه زيادة الإيمان و نقصانه :
إن زيادة الإيمان و نقصانه تكون تارة في اصل الإيمان حيث ان العلم و التصديق بعضه اقوى من بعض و تارة يكون باعمال القلوب كالمحبة و الخشية و الرجاء و نحوها و إن التصديق المستلزم لعمل القلب اكمل من التصديق الذي لا يستلزم عمله ، فالعلم الذي يعمل به صاحبه اكمل من العلم الذي لايعمل به . و تارة يكون زيادة الإيمان و نقصانه بالاعمال الظاهرة و الباطنة التى هي من الإيمان و الناس يتفاضلون فيها .

قال ابن تيمية رحمه الله : ( ولهذا كان اهل السنة و الحديث على أنه يتفاضل ) [فتح الباري : 1/1 ، كتاب الإيمان : 205 ، تعظيم قدر الصلاة للمروزي : 2809].

الإستثناء في الإيمان : و نعنى بالإستثناء في الإيمان هو تعليقه على مشيئة الله , كأن يقول الرجل " أنا مؤمن إن شاء الله ".

و الناس في هذا الأمر على ثلاثة أقوال :

1- منهم من يحرّمه : وهم المرجئة و الجهمية و نحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الانسان من نفسه .

2- ومنهم من اوجبه وهم الاشعرية : وقالوا ان الإيمان هو ما ,مات عليه الانسان و الانسان انما يكون مؤمنأ وكافرا باعتبار الموافات .
وجعل بعضهم يستثنى في الكفر ايضا مثل ابو منصور الما تريدي ولكن الجماهير على خلاف ذلك و الاستثناء في الكفر بدعة .

3- و منهم من قال إنها سنة : و هم أهل السنة و الجماعة اهل الحديث و هو الصواب و لكن باعتبار آخر غير اعتبار الذين اوجبوه او حرموه :

قال ابن تيمية : ( و الاستثناء في الإيمان سنة عند أصحابنا [1] و اكثر اهل السنة ) .

و عن محمد بن الحسن بن هارون قال : " سألت ابا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان ، فقال : ( نعم الاستثناء على غير معنى الشك مخافة و احتياط للعمل ) .

وقد استثنى إبن مسعود و غيره وهو مذهب الثورى .

قال تعالى : { لتدخُلُنّ المسجد الحرام إن شاء اللّهُ آمنين } [الفتح / 27] .

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لارجوا [2] ان اكون أتقاكم لله )) ، و قال أيضا في المّيت : (( و عليه نبعث إن شاء الله )) .

وقد بين أحمد أنه يستثنى مخافة و احتياطا للعمل فإنه يخاف ان لا يكون قد كمل المأمور به فيحتاط بالاستثناء و قال على غير الشك مما يعمل الانسان من نفسه و إلا فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أن لايكون كمله فيخاف من نقصه ولا يشك في أصله ) [كتاب الإيمان : 387].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( فقد بين أحمد في كلامه انه يستثنى مع تيقنه بما هو الآن موجود فيه بقول - بلسانه - و قلبه لايشك في ذلك و يستثنى لكون العمل من الإيمان وهو لا يتيقن انه اكمله بل يشك في ذلك فنفي الشك و أثبت اليقين فيما يتيقنه عن نفسه ) [كتاب الإيمان / 388].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( اما مذهب السلف أصحاب الحديث كإبن مسعود و أصحابه و الثوري و ابن عيينة و اكثر علماء الكونه و يحيى بن مسعودبن قطان فيما يرويه عن علماء اهل البصرة و أحمد بن حنبل و غيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الإيمان و هذا متواتر عنهم ولكن ليس الاستثناء لاجل الموفات انما هو لان الإيمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لانفسهم بذلك ) [كتاب الإيمان : 388].

[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]


[1] أصحابنا ؛ يعنى الحنابله .
[2] لأرجوا ؛ تاتي بمعنى المشيئة .