منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أهمية مسائل الإيمان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-28, 03:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
azam
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية azam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "3"

عمل الجوارح: ويتضمن كل العبادات البدنية كالجهاد ، الحج ، الدعوة الى الله و الحسبة ... الخ [للاستفادة راجع معاررج القبول للحافظ الحكمي : جزء 2 ص20].

قال تعالى : { وما كان الله ليضيع ايمانكم .. } ، فسمى الصلاة ايمانا .

و القارىء لكتاب الله يتبين له ان الامر باعمال الجوارح جاء بعد جميع الندائات الموجهة من الله الى المؤمنين بصيغة { ياايها الذين ءامنوا . . . } ، مثل قوله تعالى في :

{ كتب عليكم القتال } ، { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام} ، { ياأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء } .

{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ، اي صادقون في قولهم ءامنا .

{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. . . } .

{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .

و قال ابن تيمية رحمه الله في السابقة الذكر: ( فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذهم اولياء و يضاده و لايجتمع الايمان و اتخاذهم اولياء في قلب ) [الفتاوى :7-17].

{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} ، " يتولى " من اعمال الجوارح .

{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } ، " الطاغوت " ؛ كل معبود عبد من دون الله من متبوع او مطاع.

ومن السنة :

حديث شعب الايمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله الإ الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان ) [مسلم] ، فيتضمن هذا الحديث بجملته مركبات الايمان الثلاث : فلا إله الا الله قول و إماطة الاذى عمل جوارح و الحياء عمل قلبي .

قال ابن حجر : ( فإن قيل الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الايمان ؟ فأجيب بانه قد يكون عريزة وقد يكون تخلقا ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج الى الكتاب و علم دين فهو من الايمان لهذا و لكونه باعثا على فعل الطاعة و عاجزا عن فعل المعصية ) [فتح الباري].

قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس : ( اتدرون ما الايمان بالله وحده ؟ قالوا الله ورسوله اعلم . قال شهادة ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وايتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تعطوا من المغنم الخمس ) [متفق عليه ، كتاب الايمان 53].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) [متفق عليه].

قال ابن رجب : ( فلولا ان ترك هذه الكبائر من مسمى الايمان لما انتفى اسم الايمان عن مرتكب شيء فيها ) [جامع العلوم 105].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى يحب لإخيه مايحب لنفسه ) [متفق عليه].

قال الكرماني : ( ومن الايمان ايضا ان يبغض لأخيه مايبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأنه حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ، فترك التنصيص عليه اكتفاء ، والله اعلم ) [فتح البارى].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( و الله لايؤمن و الله لايؤمن و الله لايؤمن ) ، قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : ( الذي لايأمن جاره بوائقه [1] ) [البخاري].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده و ولده والناس أجمعين ) [متفق عليه].

وكتب عمر بن عبد العزيز الى عدي بن عدي [2] : ( ان للايمان فرائضا و شرائعا وحدودا و سننا فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان فان اعيش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ) [فتح الباري 47:1].

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لايتصور وجود ايمان القلب مع عدم جميع اعمال الجوارح , بل متى نقصت الاعمال الظاهرة كان لنقص الايمان الذي في القلب ) [كتاب الايمان ص 185].

وفي العلاقة بين التصديق اللغوي و الشرعي ، قال ابن القيم : ( ألايمان هو التصديق ولكن ليس التصديق المجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق ايمانا لكان إبليس و فرعون و قومه وقوم صالح و اليهود الذين عرفوا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابنائهم مؤمنين مصدقين فالتصديق انما يتم بامرين ؛ اعتقاد الصدق و محبة القلب و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 19].

{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}