السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س: بعض النّاس يفرقون بين القرآن وبين السنّة من حيث قطعية الثبوت والدلالة ومن حيث العمل فيعتقدون أن ما ثبت في الكتاب يجب الإيمان به والعمل به أما ما ثبت في السنة فليس على سبيل الوجوب؟
ج:هذا المذهب والاعتقاد باطل وخطير جدا ذلك لأن القرآن والسنة معا يعتبران أصلا التشريع الإسلامي والسنّة النبوية المطهرة جاءت مفسرة أو مبنية أو مقيدة أو محددة لما جاء في القرآن أو منشئة لحكم جديد.
ورد في القرآن وجوب الصلاة لكن لم يرد فيها كيفيتها ولا عدد الصلوات ولا أنواعها ولا أحكامها وإنّما ورد ذلك في سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم،حيث قال:"صلوا كما رأيتموني أصلي"(1).وقال في بيان مناسك الحج:"خذوا عني مناسككم"(2).
فمن أبطل السنة والعمل بها وبما جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فقد هدم دينه.
قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً"سورة النساء:65
وقال تعالى:" فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا".
وقال أيضا:" مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"سورة النساء:80.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول:عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه"(3).
(1):أخرجه البخاري(631) ومسلم(674).
(2): أخرجه مسلم (1218).
(3): أخرجه أبو داود (4604) وابن ماجة(12) وهو صحيح كما في "سنن أبي داود"