قولك فالتزكية لا تكون الا من المولى عز وجل ، لا من فلان ولا من علان
قلت نعم هي من الله عز و جل و لها أمارات تعرف بها ، فتزكية الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه و سلم و اصحابه الاطهار هي تزكية منصوص عليها بالكتاب و السنة و الإجماع ، و هكذا ايضا زكى هؤولاء من بعدهم جيل بعد جيل بالعلم و على العلم ..... اما التزكية الصوفية و الشيعية على مذهب شيخهم حدثني قلبي عن ربي و المعصوم عن صاحب السرداب فهى جهل أظهر من ان يرد عليه ، و قد كان فيهم الرجل الفاسق المخبول يدعي الحكمة فترى الجهال من الناس يتبركون به، قل آ الله امركم بهذا ام على الله تفترون ....
إن التزكية المعتبرة أخي الكريم او الاجازة هي تزكية شرعية ، اصل مشروعيتها في الكتاب و السنة و ما زال علماء الاسلام يجيز بعضهم لبعض على الكتابة و التدريس و التحديث ، بل إن هذا الامر صار ضرورة في مختلف العلوم فلا طبيب يمارس الطب الا بشهادة او اجازة و لا قاض يمارس القضاء الا بإجازة او شهادة .... فكيف يكون التوقيع عن رب العالمين أمر حاصل لكل من هب و دب بلا شهادة او اجازة ... فإن قيل أوليس علماؤنا من اهل الشهادات و الكفاأت قلنا شتان بين شهادة و شهادة و شتان بين شاهد و شاهد ....
قولك لأن الغلام تعلم القليل الا أنه عمل به
قلت إن كان الراهب عاجزا عما قدر عليه الفتى ، فهو معذور و حسبه من الاجر أن كان سببا في تعليمه .... أما إن كان قادرا عليه فهو لا يخلوا من حالين ان يتركه تهاونا و ضعفا فيكون مذموما بسبب ذلك ، و إما ان يتركه دفعا لمفسدة او جلبا لمصلحة ....... و على اي حال فإن علماء المسلمين بينوا شروط الجهاد و ظوابطه و هم اعلم بأحكامه من غيرهم ، اما ان يصير الامر فوضى و كل من اراد الجهاد او حتى الموت ... لغم جسمه و امر نفسه و حرض اهله .... ثم خرج يضرب بر الامة و فاجرها فهذا مما ينزه عنه اولوا الالباب من الرجال فضلا عن اولي الفقه من العلماء .....
و المقصود بيان ان شجاعة الرجل او صدقه أو حبه للاسلام ... كل ذلك لا يرفعه لمصاف العلماء و لا الافتاء في آحاد المسائل من امور الفقه فضلا عن امور العقيدة و الدماء .... فالنية الحسنة لا تؤهل صاحبها ليفتي في شرع الله و دينه .... بل يؤهله علمه بكتاب الله و سنة رسول الله ..... و المتأمل في احوال هؤولاء الجهاديين يجد ان اغلبهم قد اجتالتهم الشياطين من هذا الباب .... فتصورا انهم بصدق نياتهم و حبهم للجهاد يكونون قد ادوا ما لهم و ما عليهم ... و ليس الامر بذاك فإن المعلوم من دين الاسلام ان النية و حدها هي شرط في صحة العمل و لكنه شرط غير كاف ، حتى ينظم اليه صحة العمل ، بأن يكون على ما امر به الشارع من صفات و شروط ..... و لا يصل الى تحديد هذا او ضبطه الا عالم بكلام الله و كلام رسوله و فقههما ، اما صاحب النية الصالحة وحدها ، فهذا لا تكفيه نيته بل قد تقوده الى نار جهنم و هو يحسب انه يحسن صنعا .....
و اهل السنة و الحمد لله اهل نية و عمل ، و قد كان الشيخ الالباني رحمه الله ممن قاتل ضد اليهود في الحروب الاولى قبل أن يتمكنوا ....
و ليس هذا الموضع ، موضع بيان شروط الجهاد و صفته ... و من اراد التفصيل فما عليه الا بكتب اهل الحديث و ليقارن اولها بآخرها ، ثم ليحمد الله على ان اكمل الدين و اتم النعمة .....
ثم قلت إن اهل الحديث و الحمد لله لا ينازعون في مشروعية الجهاد ، كما هو معلوم و انما ينازعون في تححق مناطه ينازعون هؤولاء الذين يريدون ان يقاتلوا الكفار بسلاحهم ... ينازعون هؤولاء الذين يريدون ان يقتلوا ابناء ملتهم لأنهم لم يكفروا حاكمهم ، ينازعون هؤولاء الذين يريدون ان يروعوا الآمنين في بلدانهم بوحشية الارهاب و الخطف و التفجير ، لا يفرقون بين مقاتل و لا غير مقاتل و لا ذكر و لا انثى و لا صغير او كبير .... ينازعون هؤولاء الذين ينقضون عهود و مواثيق حكامهم غدرا و بهتانا و زورا .... ينازعون هؤولاء الذين يقتلون جنديا يهوديا ، فيقتل به اليهود الآلاف من أمثاله و من ليسوا بأمثاله من ابناء المسلمين ثم يواسون انفسهم بأشرطة صبيانية تبثها مواقع الانترنت .....