منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التوحيد للناشئة والمبتدئين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-26, 03:19   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
azam
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية azam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جـ- حكم الاحتجاج بالقدر في ترك ما أمر الله به :

إن الإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية، وقدرة عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.
أما الشرع، فقد قال الله تعالى في المشيئة: { فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا } (1) .
وقال تعالى في القدرة: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } (2) .
وأما الواقع فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل، وبهم يترك، ويفرِّق بين ما يقع بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى وقدرته، لقول الله تعالى: { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } (3) ، ولأن الكون كله مُلك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته.
والإيمان بالقدر على ما سبق تقريره لا يمنح العبد حُجّةً على ترك ما أمر الله به أو فِعل ما نهى الله عنه، فمن احتج بالقدر على فعل المعاصي فهذا احتجاج باطل من وجوه:
_________
(1) سورة النبأ آية: 39.
(2) سورة البقرة آية: 286.
(3) سورة الإنسان آية: 30.