السلام عليكم
أنقل لكم هذا الموضوع والذي يلقي الضوء على بعض الفلاسفة العرب ورأيهم فيما يخص نظرية الفيض، أتمنى أن تستفيدوا منه
لاتنسونا بالدعاء في سجودكمالفلسفة هي حب الحكمة والمعرفة ، والبحث عنهما ، وبالتالي فالفلسفة هي النظر - باستقراء عقلي – إلى ما وراء الظواهر والأمور .. وبناءً على ذلك فإن فيلسوف البشرية الأول هو الرسول محمد r ، الذي بعثه الله تعالى ليعلّم البشرية جمعاء هذه الحكمة .. قال تعالى : ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) [ البقرة : 2/151 ] ..
وحينما نقول الفلسفة العربية ، فإننا لا نعني فقط الفلاسفة المسلمين الذين كتبوا في ميدان الفلسفة من أجل الفلسفة ، والذين ارتبط اسمهم بالفلسفة ، إنما نعني أيضاً كل التصورات والرؤى الفكرية لمسائل الدين والوجود والمجتمع والإنسان .. وبالتالي نُدخل في هذه الساحة جميع مذاهب العقيدة والفقه والتفسير ، عبر تاريخ هذه الأمة ..
لقد وُلدت الفلسفة العربية من رحم الدين الإسلامي ، وهي ليست مستقلةً عن هذا الدين ، سواءٌ الرؤى الفلسفية التي تنظر إلى الدين الإسلامي من منظار الفلسفة ، أم الرؤى التي تنظر إلى الفلسفة من منظار الدين الإسلامي ..
والفلسفة العربية بمفهومها الفلسفي المجرّد عن الدين ، لم تنتشر في الوسط العربي كما انتشر الفقه والتصوف والتفسير ، لأن الفكر الإسلامي كان فلسفة الأمة من علمائها وأمرائها إلى عامتها وفقرائها ..
وسنحاول – إن شاء الله تعالى – المرورَ على أهم الفلاسفة العرب والمسلمين ، لنرى مدى تأرجح هؤلاء الفلاسفة بين التأثّر بروح القرآن الكريم من جهة ، وبين التأثر بالفلسفات الأخرى وخصوصاً الفلسفة اليونانية من جهةٍ أخرى ..
لقد وقف معظم الفلاسفة العرب والمسلمين – باستثناء الغزالي كما سنرى - موقف التوفيق بين روح العقيدة التي يحملها القرآن الكريم من جهة ، وبين مادّة الفلسفة اليونانية من جهةٍ أخرى .. ولذلك لا نرى فيلسوفاً عربياً ملحداً بما تحمله الكلمة من معنى ، كما هو الحال في الأمم الأخرى ، وفي الوقت ذاته يقف معظم الفلاسفة العرب موقف احترام وإعجابٍ - عدا الغزالي كما قلنا – بالفلسفة اليونانية ..
لذلك نرى أن ريتشارد فالتزر يقول .. ( من المفيد أن يُقارن المرء بين الامتنان العظيم الذي كان فلاسفة المسلمين جميعاً يشعرون به نحو اليونان ، وبين تواضعهم الجمّ عندما يتحدثون عن آثارهم الشخصية في الفلسفة ..)
ولنبدأ بالفلاسفة العرب والمسلمين ابتداءً من ابن المقفع وانتهاءً بابن خلدون :