منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة أيامي ...مذكرات الشيخ كشك رحمه الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-24, 00:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

شدة أعقبها تيسير !!

لما أوشك العام الدراسي أن ينصرم, وكنت مضطرا أن أبحث عمن يذاكر معي في القاهرة وذلك لالتزامي بأداء خطبة الجمعة في مساجد القاهرة , جاءني طالب يسكن قريبا من مسكني وسألني هل ارتبطت مع أحد للمذاكرة ؟ قلت له : لا . قال : هل لديك مانع أن نذاكر معا فنحن متجاوران في المسكن. قلت له : لا مانع . قلتها وأنا متخوف لأنني قد وضعته تحت التجربة يوما فلم يكن على مستوي المسئولية , فقد قال لشقيقي ذات يوم سأصحب الشيخ ذهابا وإيابا هذا اليوم , فإن كان وراءك شئ فاقضه وصحبني في الذهاب إلى المعهد , ولكنه في العودة تركني حتى انصرف الطلاب وظللت واقفا وحدي لا أتحرك خشية أن أصطدم بشئ مرّ وقت طويل وأنا واقف أمام باب المعهد , وقد أمطرت السماء مطرا غزيرا , وسألت نفسي : أين المفر ؟ وساق الله إلىّ أستاذ ا كريما كان يدرس لنا " علم العقائد " وسألني برفق : ما أوقفك حتى الآن ؟ وأخبرته أن مرافقي لم يحضر , وسألني عن مسكني , وأصر على أن يصحبني حتى البيت , جزاه الله خيرا فإن من مشي في قضاء حجة أخيه فكأنما اعتكف في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنوات , واعتكاف يوم واحد في مسجد الكريم يباعد الله به عن النار ثلاثة خنادق , كل خندق أبعد مما بين السماء والأرض . هكذا كانت أخلاق علمائنا : أخذوا العلم مقرونا بالعمل فكانوا علماء عاملين وكانوا عابدين زاهدين , وكانوا أوفياء مخلصين درسوا لنا العلم على أنه رسالة , فأدوا هذه الرسالة بعيدا عن قيود الوظيفة , فكان خالصا لله , وقد تحلقوا بأخلاق الأنبياء عندما أعطوا الكثير ابتغاء ما عند من الخير الوفير. لقد صانوا العلم فصانهم الله , وأعزوه فأعزهم الله وعملوا به فرفعهم الله . لما عرض على ذلك الطالب أن يلازمني في المذاكرة, تذكرت موقفه هذا عندما وعدني بالحضور فأخلف , ولم يكن له عذر في ذلك الإخلاف فقد أخبرني بعض من يعرفه بأنه كان جالسا على مقهي يلعب النرد وإن كان هو قد كذب علىّ عندما قدم حجة واهية بأنه كان يشتري بعض الحاجات من الغورية . لكن ماذا أفعل وأنا كما يقول القائل :
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا
فلا يسع المضطر إلا ركوبها

وكما يقول المتنبي:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يري
عدوا له ما من صداقته بد









رد مع اقتباس