منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نحو فلسفة إسلامية جديدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-05, 03:28   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

تعريف الفلسفة الإسلامية الجديدة

هل من الممكن أن تُعرًّف الفلسفة الإسلامية تعريفا مانعا شاملا، بحيث تكون علما له معالم ومميزات خاصة به حيث يكون متميزا من العلوم الأخرى، بل من الفلسفات الأخرى كالفلسفات الغربية وغيرها؟
إن تعريف الفلسفة تعريفا محددا أمر مخالف لماجرت عليه دراسة الفلسفات قديما وحديثا، وذلك أن الفلسفة ليست كالعلوم الأخرى التي تدرس عادة مجالات محددة وتعتمد منهجا محددا. فالفلسفة ليست علما كما هو معلوم، وهي ليست كذلك دينا سماويا، وإنما هي طريقة أو منهج للبحث، وبناء على ذلك، فإن من الصعب تعريفها بصورة محددة، ولكن هذا لا يمنع من أن نعرف الفلسفة الإسلامية بوصفها منهجا أو طريقة لدراسة قضايا إنسانية وإلهية محددة.
وبناء على هذا فالفلسفة الإسلامية طريقة لدراسة تصورات الإنسان للكون والإله وعلاقة الإنسان بهما بمنهج فلسفي مدعوم بمصادر ومباديء وشروط مدروسة محددة مسبقا.
فهي طريقة لدراسة تصورات الإنسان للكون والإله ونؤكد هنا على قولنا "دراسة تصورات الإنسان" فالفلسفة الإسلامية لاتدرس الكون أو الله بصفتهما موجودات مستقلة عن وجودنا، وإنما تدرس تصوراتنا للكون والله والعلاقة التي نتصورها بأنها موجودة بيننا وبين الله والكون.
فالفلسفة الإسلامية ينبغي أن لا تبحث في وجود الكون أو الله لأن ذلك مضيعة للوقت واستنفاذا للطاقة العقلية فيما لاطائل تحته، ويكفينا أن ننظر في تصوراتنا لهذه الموجودات لأننا نعلم يقينا أن لدينا تصورات لهذه الموجودات، وهذه التصورات هي التي تلعب دورا أساسيا في حياتنا، فحياة الإنسان معتمدة في الغالب طريقة تصور الإنسان لهذه الوجود، وإذا كان الأمر كذلك، ينبغي أن توجه الأنظار إلى هذه التصورات.

فلدينا تصورات عن هذا الكون، ولدينا أيضا تصورات عن الله، هذه التصورات نشأت عن خبرات متراكمة اكتسبها الإنسان وتوارثها على مر الدهور والأزمان، وليس من شأن الفلسفة الإسلامية في البحث عن صحة هذه التصورات أو عدم صحتها، فهذا شأن العلوم الفرعية، لأننا نكتسب هذه التصورات عن طريقها، فهذه التصورات تجد مصداقيتها في المصادر التي اكتسبت منها، فإذا كانت تصورات دينية فمصداقيتها تكمن في المصادر الدينية، وإذا كانت علمية فمصداقيتها تكمن في العلوم وإذا كانت عقلية فمصداقيتها تكمن في العلوم العقلية كالمنطق والرياضيات، ومن هنا كان من الضروري للفلسفة الإسلامية أن تقبل كل هذه المصادر، لأن ذلك لا يضرها بل ينفعها ويمدها بتصورات متنوعة الأشكال والمصادر وهي الموضوع الحقيقي للفلسفة الإسلامية ومن هنا كان من الأنسب أن نسمي الفلسفة الإسلامية الجديدة "فلسفة التصورات" لأنها تدرس مواضيعها من خلال تصورات الإنسان فقط.