اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **مرآة الضمير**
السلام عليكم ورحمة الله
تركت لساحتي هاهنا جد الحرب و السلم ودعابة الحرب والسلم أيضا وفررت منها الى حيث تعودت أن ألجأ بين حين و حين في أعماق أعماق نفسي فشغلت بضروب أخرى من الجد و الهزل ليس بينها وبين ساحتي هاهنا سبب قريب أو بعيد
قد تعلمنا إخوتي الكرام أن في التغيير ترفيها عن النفس وتسلية عن الهم وتجديدا للنشاط
وأعترف أنني حين أزمعت هذا الإبتعاد أو التغيير كنت ألتمس كل ذلك ومع أني قد ظفرت من هذا التغيير بشيء فقد عدت الى ساحتي كما خرجت تقريبا متعبة مكدودة عظيمة الحد من السأم والضيق
اما لأن الحوادث التي نمر بها و التي تشغلنا هذه الأيام أثقل وأكثف من أن يجليها التغيير وإما أن مدة التغيير كانت قصيرة لا تكفي لنسيان ما خرجت منه لأعود إليه
أم لأن نفسي قد آلت جدرانها الى السقوط جراء كثرة الأعاصير المدمرة ولم يعد لإعادة ترميمها أي داع أو نفع
فماذا قد يعني التغيير لكم هاهنا إخوتي وهل سبق أن مررتم بتجربة التغيير أو محاولة التغيير وهل فشلت فشلا ذريعا مثل محاولة التغيير خاصتي ولم وهل نجحت ولم
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة عُدتِ والعود أحمد وبأمثالك النّفس تسعَد..
وبعد،
نتحدّث عن التّغيير فتتسع مفاهيمه اتّساع أسبابه ومقاصده وُجهاتِه.
فقبل أن نفكِّر في تغيير أمرٍ ما يستوقِفُنا الدّاعي لذلك..
فلِمَ أتغيّر؟
وما البديلُ الذي يدفعُني للتخلّي عمّا يستحقّ التّغيير؟
وكيف يُمكنُني ذلك؟ بل وهل هو تغييرٌ صائبٌ أم لا؟
فالأمرُ أيّتها الطيِّبة لا يُمكِنُ حصرُه مادام التّغيير ليس أمرا ثابتا بل يختلِف اختِلافَ أصحابِه ومسبّباته..
فهناك على سبيل المثال من يتغيّر من سيّئٍ لِحسن.. كأن يكون شخصا غير سويّ فيتغيّر ويصبح شخصا سليمَ التّفكير والطّباع وطيِّب الأخلاق..وقد يحدثُ هذا التغيير بسعيٍ منه بعد إدراكِ سوءِ أفعاله كما قد يُوجّهُ من طرف ناصحٍ أراد له الخير..
والله يهدي من يشاء من عباده..
وهناكَ من يسعى لتغيير نمط حياتِه فيجدُ في تخلّيه عن بعض العادات راحة..
وهناكَ من يُضطرُّ لذلك بعد أن تُلزمه الظّروف على ذلك..وأظنّه ما ينطبِقُ على حالتِك.
وتبقى للتغيير منافع مادامت تأتي بما هو إيجابيٌّ وتنتقِلُ بصاحبِه من حالٍ سيّئ لحالٍ جيِّد..
كتغيير مكان يُفقدنا ثقتنا بالنّاس لأنّه يُذكّرنا بما يُحزِنُنا أو بشخصٍ ظلمنا..فتتجدّد ثقتنا بترك هذا المكان وتغييرِه بآخر..
أمّا أن نعود لمكانٍ غيّرناه لنَجدنا بنفسِ ذلك التّفكير الذي كان سببا في تركنا له يوما فأظنّ أنّه يُحسَب بحجم الألم ومدى ترسّخ الذّكرى بأذهاننا فبمجرّد عودتنا ترتسِم المشاهِد بأحداثِها فتصبح كمضخّةٍ لِدماءِ ألمٍ تسري بأجسادِنا
أو أنّنا نعود فنُصادِفُ ما يزيدُ حالةَ نفورِنا تعمّقا..كما قد تخذلنا إرادتنا في تخطّي ما آلمنا يوما بمجرّدِ عودتنا لمنبعه.
للعلم أختي جميعنا معرّضون للفشل في محاولة التّغيير من أمرٍ لآخر..لكن إن أحسنا قراءة السّبب الذي جعلنا نُخفِق أمكننا النّهوض مجدّدا والمحاولة بإرادةٍ تفوقُ سابقتها..
وقد أخفقتُ في بعضِ الأمور لكنّي نجحتُ في أهمّ الأمور المتعلّقة بحياتي مع احتفاظي بنوع التّغيير لأسبابٍ خاصّة..
لكنّي أُشجّعُ من أرادَ التّغيير للأحسن وما يُوافقُ إنسانيّتنا وديننا حتّى ننعَم بنتائِج تُرضي خالقنا وتُرضينا ولِم لا تُرضي غيرنا أيضا.
ـــ
أختاه انجرفتُ خلف الكلام بتلقائيّة بمجرّد قراءة طرحِك وربّما لأنّي فرحتُ بعودتِك وشعرتُ من جهة برغبة للتّنفيس بصفحتِك التي اعتادت احتضان أفكارِنا بترحيبٍ طيِّبٍ منكم..
وهو عُذري إن خرجتُ عن مضمون الطّرح..
حفظكِ الله وأدام حضورك بيننا.