العنف
العنف هو سلوك قائم على الإيذاء البدني، ويجب أن نميز بين العنف والإساءة، فالإساءة مصطلح أشمل يشمل الإيذاء البدني والنفسي واللفظي والجنسي في حين أن العنف يقتصر فقط على الأعتداء البدني
ويوجد أنواع كثيرة للعنف منها العنف ضد الأطفال والعنف ضد الحيوانات ومن أشهر أنواع العنف الموجودة في العالم العربي هو العنف ضد المرأة وله أشكال كثيرة مثل الضرب والقتل والاغتصاب
أسلوب العنف والقوة لا يتمخض عنه سوى الدمار والهلاك وتدمير مقومات الحضارة المادية وغير المادية
إن الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) تعّرف الثورة بأنها مصطلح سياسي هي الخروج عن الوضع الراهن سواء إلى وضع أفضل او أسوأ من الوضع القائم و قد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989 وثورة أوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية في نوفمبر 2004 أو عسكرية وهي التي تسمى انقلابا مثل الانقلابات التي سادت أميركا اللاتينية في حقبتي الخمسينيات،الستينيات من القرن العشرين، , أو حركة مقاومة ضد مستعمر مثل الثورة الجزائرية { 1954-1962} كما قد تعني الثورة في معنى آخر التطور الايجابي كما هو متعارف عليه في مجال التكنولوجيا و العلوم التطبيقية حيث يستخدم مصطلح ( ثورة ) في الإشارة إلى ثورة المعلومات و التكنولوجيا ومن أساليب الثورة قد تكون عنفية أو لا عنفية علماً أن العنف واكب معظم الثورات في العالم وما إن يتبادر إلى ذهن كل فرد فينا كلمة الثورة حتى يقودنا هذا المعنى بدون مقدمات إلى التمرد- العنف- القتل – وإلى اللجوء إلى العنف عن طريق الأسلحة المتوفرة لتغيير الواقع أو لتحقيق أهداف تلك الثورة بحسب طغيان هذا الأسلوب على غيرها من الأساليب والتي تقود جميعها إلى مركز التقاء واحد وهو أن الإنسان هو الخاسر الأكبر من هكذا أسلوب من الثورة ، وذلك بغض النظر فيم إذا كانت أهداف تلك الثورة نبيلة وسامية كالتخلص من الظلم أو التحرر من العبودية أو الحصول على الاستقلال ودحر العدوان أو الانتصار لمفهوم أو معتقد قد تكون سياسية أو دينية فإذا تمعنا وتأملنا بشكل جلي في معظم الثورات والتي قامت منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والتي كان الوجه العنفي الأسلوب المتبع كوسيلة ناجعة والتي ترافقت مع إدخال البارود في صنع الأسلحة التدميرية حتى بدأ الإنسان فيها أداة وقود لتلك الثورات حيث كان الخاسر الأعظم من كل ثورة يخوضها فما الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية إلا نتيجة لترجم ثورة غضب وشعور بالظلم قادتها جموع غفيرة من الفقراء والعامة الذين دفعهم الظلم والجوع إلى اللجوء إلى الدافع الغرائزي في الانتقام وحرق كل شيء كان سبباً لمأساتهم فكان الإنسان أداة قتل وضحية في نفس الوقت، إن نموذج "الثورة الاسلامية" لهو حي وماثل أمام أعيننا. لقد أطلق على أكثر أشكال الخرافات تخلفاً وأكثر الأوضاع شقاءً اسم "ثورة". لقد أطلقت أكثر العناصر رجعية اسم الثورية على نفسها.
إلى جانب هذا الشكل من الثورة برز شكل أكثر إنسانية وهو اعتماد اللاعنف في حل النزاعات المستعصية (كالاعتصام المدني والمسيرات السلمية ) ،اللاعنف هو وسيلة من وسائل العمل السياسي والاجتماعي تستبعد القوة في الوصول إلى أهدافها وتفتقد التعدي على حقوق الآخرين وتقوم على أساس الاعتراف بالآخر.
وكان المهاتما غاندي الرائد في ذلك الذي تأثر بأفكار الروائي الروسي ليف تولستوي ، لكن ما من شك في أن التراث الروحي الهندوسي هو الذي زوَّد غاندي بالأدوات الفكرية والنفسية والعملية للعمل الداخلي واختبار هذا الأسلوب . واعتماد هذا النهج في الثورة ، فحين كان لينين في عام 1917 يكتشف ثورة البروليتاريا بالعنف المسلح ، كان غاندي بطريقته الناصعة الفريدة ، يكتشف الثورة باللاعنف ، فجميع الثورات التي قادها الشعوب والقادة والتي كانت أداتها القتل والتدمير لا يضاهي بحسب مفهوم غاندي بكاء طفل يتّم وشرّد بسبب الثورة العنفية ، فالثورة النوعية التي قادها غاندي كانت تستهدف الحقيقة كغاية واللاعنف هو الوسيلة ،والحقيقة عنده لم تكن مطلقة مجردة ومبهمة بل يكتشف إختبارياً في كل حالة على حدة والوسائل بالطبع تصنع الغايات ، غاندي بمفهومه قدس الإنسان ، بل حتى جعله الهدف الذي من أجله يستهدف الغاية وهو الوصول إلى الحقيقة ، ففي إحدى المرات وعندما كان عاكفاً بصيامه الأخير والذي دام (21) يوماً أثنى عليه جواهر لال نهرو بترك صيامه لأن هدفه تحقق وطرد الإنكليز من الهند حينها ردّ عليه غاندي مخاطباً أتباعه من الهندوس أنه لن يترك صيامه حتى تطردون الشيطان من أنفسكم وذلك اثر الحرب الطائفية الذي حدث بين المسلمين والهندوس بعد خروج الإنكليز والذي راح ضحيتها حوالي (500000) ألف شخص ، فثورة غاندي لاينتهي ولو أن الإنكليز خرجوا فثورته الإنسانية يحارب الشر حتى في نفوس أتباعه ويبحث عن الحقيقة ، عن السلام وخير البشرية وهو مدرك تمام الإدراك أن اللاعنف وحده قادر على استعادته ، ثمة حاليًّا تنافس كبير بين السلام العالمي والحرب العالمية، بين قوة الروح وقوة المادية، بين الديموقراطية والتوتاليتارية. والآن، في هذا القرن، فإن التفوُّق من نصيب قوة السلام. من الأكيد أن القوة المادية ما تزال قويةً جدًّا، لكن يبدو كما لو أن هناك سأمًا من المادية،
إن هذا القرن تؤكِّد فيه أن اللاعنف الذي تكلَّم عليه المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ. وحتى في وجه قوةٍ عظمى،والتي تملك كلَّ هذه الأسلحة المريعة، يمكن لواقعية الحالة أن ترغم الأمَّة المعنية بأن تقبل باللاعنف. إنها عملية أبطأ أحيانًا، لكنها أكثر فاعليةً. والمستقبل كما أظن سيحمل بين طياته اتساع نطاق الصيغ اللاعنفية في حل مشكلات المجتمعات وتحقيق ما يصبوا إليه أبناؤه شريطة نشر ثقافة اللاعنف بين الأفراد والبرهان أمامهم بأن اللاعنف كأسلوب في حل المشكلات والأزمات التي تواجههم هو أفضل من أسلوب العنف والقوة الذي لا يتمخض عنه سوى الدمار والهلاك وتدمير مقومات الحضارة المادية وغير المادية .
في عام 1993 اصدرت الامم المتحدة تعريفا للعنف ضد المرأة مفاده:
“اي نوع من العنف يتسبب في ايذاء جسديا او نفسيا او جنسيا للمرأة, ويشمل التهديد والاكراه والاجبار والتحكم الاستبدادي والحرمان من الحرية في الحياة العامة او الخاصة”
الجامعة العالمية البهائية اصدرت ايضا بيانا جديدا لتعريف العنف ضد المرأة:
” ان العنف ضد المرأة يمكن اتخاذه مقياسا لقياس مدى العنف والسيادة والاستبداد والهيمنة الذين يحكمون المجتمع, وحصاد القوة هذا هو انهيار الاخلاق واضطراب نظام المجتمع, والمحصلة لذلك هو العنف ضد المرأة”
انه يعتبر تهديدا مباشرا للانسانية جمعاء وهذا يهدد كيان البشرية على الارض, وكذلك يظهر الصورة التي اصبحت عليها البشرية من العنف والتهور اللانساني. ان حقيقة ان ملايين من النساء والبنات يعانين من العنف كل ثانية يعني انسانية مريضة بشدة وجذور هذا المرض تكمن في العنف ضد المرأة وفي رفض حقوق الانسان وفي الظلم والاستعباد للمرأة والبنات وفي التفكك الاسري وانهيار المثل والقيم العليا. ومن امثلة هذا العنف:
العنف المنزلي: العنف الجسدي او النفسي او اغتصاب الزوج لزوجته بالاكراه او الحرمان الاقتصادي للمرأة من زوجها او طليقها او اي فرد في العائلة.
العنف الجسدي: كالعقاب والحرق والضرب والتهديد بالسلاح.
العنف النفسي: الحرمان من الحرية والحقوق والارهاق النفسي والاستغلال والتعذيب.
العنف الاقتصادي: استغلال راتب المرأة من قبل الزوج المتسلط او اي فرد في العائلة.
التحرش والاعتداء الجنسي: الاغتصاب بالقوة وتحت تهديد السلاح للمرأة او للبنات واستغلال البنات الصغار لممارسة الفحشاء كوسيلة لجلب الرزق .
قتل الاطفال البنات: مباشرة بعد الولادة نتيجة تفضيل الولد على البنت اما بالاهمال او التجويع
القتل بسبب المهر: وهذا يحدث في جنوب اسيا من قبل الزوج او اسرته بسبب عدم قدرتها على دفع المهر
الايذاء الجنسي:ختان البنات بطرق عنيفة عن طريق القطع والخياطة كما يحدث في افريقيا واسيا للحفاظ على عذرية البنات في سن ال4-10 بدون تخدير او مناخ معقم.
القتل من اجل الشرف: اذا ارتكبت المرأة الفحشاء حتى لو كان اغتصاب بالاكراه فانها تقتل من احد افراد اسرتها باسم شرف العائلة.
الزواج المبكر: الزواج في سن العاشرة من زوج يكبرها بكثير حيث لم تنال قسطا من التعليم ولم تنعم ببراءة الطفولة.
” إن النساء كن أسيرات وقد أعلن حضرة بهاء الله وحدة حقوق الرجال والنساء وإن الرجل والمرأة كليهما انسانان وعبدان لإله واحد. وليس لدى الله ذكر وإناث بل كل من كان قلبه أطهر وعمله أحسن كان مقربا أكثر لدى الله”
في بحث حول العنف الأسري وآثاره أثبتت منظمة الصحة العالمية أن ثلثي النساء في العالم يتعرضن للإساءة والأذى البدني من جراء العنف الذي يرتكب ضدهن داخل المنازل! ففي دولة بيرو مثلا تتعرض نصف النساء للضرب بأيدي أزواجهن! ولكن المفارقة الغريبة أنه كلما تقدم ال في العلم والتحرر.. ارتفعت نسبة عنفه تجاه المرأة لتتعدى 62% في المدن الكبرى .. والمؤسف حقا أن هذه النسبة ليست قاطعة.. لأن اللائي يتعرضنَّ للعنف أكثر من ذلك بكثير.. فقلة قليلة منهن لديهن الجرأة والاستعداد للإفصاح عما يتعرضن له من أذتقول ميكو يوشيهاما رئيسة الفريق الياباني الذي يتابع دراسات منظمة الصحة العالمية: إن هذا العنف يدفع نحو ثلثي هؤلاء الضحايا إلى محاولة الانتحار وتكرار المحاولة أكثر من مرة..وتضيف: استناداً إلى تقارير المنظمة، فإن اعتلال صحة هؤلاء النساء الجسدية، والنف مقارنة بغيرهن، يقف كعامل مهم وراء ميلهن لإدمان التدخين، والكحوليات، والمخدرات. أما الجديد الذي يورده تقرير المنظمة فإنه سيتم للمرة الأولى توظيف النتائج التي خلصت لها الدراسة في شكل نقاط مهمة ومطالب للضغط على الحكومات التي تسجل بلدانها معدلات عنف عالضد النساء من أجل توفير السبل والطرق التي من شأنها الحيلولة دون ممارسة العنف ضد النساء في أي مكان في العالم.
مصدر مسؤول: العنف الأسري أدى إلى تصاعد معدلات الطلاق في إيران
قالت مساعدة رئيس المؤسسة القضائية للأسرة في إيران: إن آثار العنف الأسري الذي تتعرض له المرأة واضحة في أكثر دعاوى الطلاق، حيث أُجريت إحصائية في العام الماضي في هذا الشأن وبينت أن 80% من المراجعين في طلب الطلاق هن النساء اللواتي تعرضن للضيق والحرج، أو بسبب سوء تصرفات أزواجهن، تدمير الشخصية، عدم الإنفاق، الضرب والإهانة، وما إلى ذلك.
وتحدثت السيدة رنجبر عن المادة 1133 من القانون الأساسي الإيراني (الدستور) والتي تحصر حق الطلاق في الرجل وقالت: أضحى (هذا القانون) هدفاً للانتقاد، ونأمل في تغييره أو تعديله!!.
وتطرقت السيدة رنجبر إلى المادة القانونية المرقمة (1129) وقالت: بحسب هذه المادة، فإنه يحق للمرأة أن تطالب بالطلاق، في حال ترك الزوج الإنفاق عليها، ولكن بما أن الطلاق أمر قبيح في مجتمعنا، وهو أبغض الحلال في الإسلام، فإن النساء لا يطالبن بالطلاق إلا في حال الاضطرار ونفاذ الصبر.
كذلك أشارت إلى انخفاض سن الطلاق في المجتمع الإيراني، قائلة: (يتراوح سن الطلاق حالياً بين الـ (18 - 30) عاماً). إن ارتفاع معدلات الطلاق عندنا يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمسؤولين ليضعوا أيديهم بأيدي بعض، ويعملوا على توعية المجتمع بالآثار المأساوية التي تترتب على انفصام عرى الأسرة، فالأطفال هم أول ضحايا الطلاق، فينبغي أن يكون الطلاق بمثابة عملية جراحية يُضطرُ إليها كعلاج أخير.... وعلى الدولة أن تسعى لتوسيع وتفعيل المؤسسات الاجتماعية المعنية بشؤون الأسرة