2009-03-04, 12:31
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
تابع ...
مراحل مرحلة المراهقة.
1. مرحلة المراهقة المبكرة:
تمتد فترة المراهقة المبكّرة بين السنة الحادية عشرة والرابعة عشرة من العمرتقريباً. ورغم الاعتقاد بأن الطفل لا يزال صغيراً، فإنه يمر بتغييرات كبيرة ومهمةجداً. ففي هذا العمر يتأرجح المراهق بين رغبته في أن يُعامل كراشد وبين رغبته في أنيهتم به الأهل. وهذا الأمر صعبا ومربكاً للوالدين.
في هذه الفترة يشعر المراهق بضعفالثقة فيما يتعلق بمظهره الخارجي والتغييرات التي تطرأ عليه. ويعتقد بأن الجميعينظر إليه، ويصعب على الأهل إقناعه بغير ذلك .وتنعكس حاجة المراهق لمزيد منالحرية في العديد من الأمور، فيبدأ برفض جميع أفكار ومعتقدات الأهل ويشعر بالإحراجإن وجد في مكان واحد مع أهله. وقد يبدو أكثر عصبية وتوترا. كما يبدأ المراهق فيهذهالمرحلة باكتشاف نفسه جنسيا. (وبحكم هذه التغيرات المورفولوجية التي تطرأ على المراهق، يميل هذا الأخير إلى العزلة والانطواء)(1). وتزداد حاجته للخصوصية والانفراد بنفسه.
2. مرحلة المراهقة الوسطى:
تمتد مرحلة المراهقة الوسطى بين السنةالخامسة عشرة والسابعة عشرة من العمر تقريبا. أهم ما يميز هذه المرحلة, شعورالمراهق بالاستقلال وفرض شخصيته الخاصة، وبسبب حاجته الماسة لإثبات نفسه، يصبحالمراهق أكثر صداميه ونزاعا ضمن العائلة، فيرفض الانصياع لأفكار وقيم وقوانين الأهلويصّر على فعل ما يحلو له. ويجرّب الكثير من المراهقين الأمور الممنوعة أو الغيرمحبذة عند الأهل، كالتدخين وشرب الكحول والسهر خارج المنزل لساعات متأخرة، ومصادقةالأشخاص المشبوهين، كنوع من التحدي للأهل ولفرض رأيهم الخاص،ويصبح المراهق أكثرمجازفة ومخاطرة ويعتمد على الأصدقاء للحصول على النصيحة والدعم، وليس على الأهل، وبما أن معظم التغييرات الجسدية قد حدثت في مرحلة المراهقة المبكرة، يصبحالمراهق أكثر اهتماما بمظهره الخارجي وأكثر اهتماما بجاذبيته للجنس الآخر، يستمرّالنّموّ الفكريّ للمراهق في هذه المرحلة، ويصبح أكثر قدرة على التفكير بشكل موضوعيوالتخطيط للمستقبل، كما بإمكان المراهق أن يضع نفسه مكان الآخر، فيصبح لديه القدرةعلى أن يتعاطف مع الآخرين في هذه المرحلة.
3.مرحلة المراهقةالمتأخّرة.
تمتد هذه المرحلة تقريبًا بين السنة الثامنة عشرة والحادية والعشرينمن العمر وفي مجتمعنا قد تمتد هذه المرحلة فترة أطول، نظرا لاعتماد الأولاد علىالأهل في الشؤون المادية والدراسية إلى ما بعد التخرج وفي بداية مرحلة العمل أيضا .
يستطيع معظم الشباب في هذه المرحلة أن يعملوا بطريقة مستقلة، رغم انهماكهمبقضية هامة تتعلق برسم معالم هويتهم وشخصيتهم. ولأنّهم يشعرون بثقة أكبر اتجاهقراراتهم وشخصياتّهم، يعود الكثير منهم لطلب النصيحة والإرشاد من الأهل. ويأتي هذاالتغيير في التصرف مفاجأة سارة للأهل، إذ يعتقد الكثير منهم- أي الأهل- أن النزاعوالصراع أمر محتّم، قد لا ينتهي أبدا. ولذلك يتنفسون الصعداء. فبالرغم من أن الأولاد اكتسبوا شخصيات مستقلة خلال مراهقتهم، تبقى القيم والأساليبالتربوية للأهل واضحة وظاهرة في هذه الشخصيات الجديدة إن أحسن الأهل التصرف وتفهموا هذه المرحلة الحرجة في حياة أولادهم.
خصائص مرحلة المراهقة.
تتميز مرحلة المراهقة بالنمو الواضح نحو النضج في كافة مظاهر وجوانب الشخصية، والتقدم نحو كل من النضج الجسمي، والنضج الجنسي، والنضج العقلي، والنضج الانفعالي والاستقلال الانفعالي والتطبيع الاجتماعي واكتساب المعايير السلوكية والاجتماعية وتحمل المسؤولية، وتكوين علاقات اجتماعية جديدة والقيام بالاختبارات، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج. وتحمل المسؤولية وتوجيه الذات، من خلال التعرف على قدراته وإمكاناته وتمكنه من التفكير واتخاذ قراراته بنفسه، والتخطيط لمستقبله.
وتشير البحوث والدراسات إلى أشكال وصور متعددة للمراهقة تتباين بتباين الثقافات وتختلف باختلاف الظروف والعادات الاجتماعية والأدوات الاجتماعية التي يقوم عليها المراهقون في مجتمعاتهم.
فالمراهق البدائي يستطيع أن يشارك بمجرد بلوغه في مجتمع الراشدين البالغين وأن يباشر مسؤولياته خاصة وأن الحرف في مجتمعه تكون من النوع البسيط الذي لا يحتاج إلى تعليم أو تخصص بالمعنى الذي نفهمه. وأن يستقل ويستطيع إشباع حاجاته الأساسية. ويتزوج في سن مبكرة وإقامة الحفلات التي تمثل بالنسبة له خبرات سارة وربما تكون خبرات مؤلمة.
أما المراهق المتحضر فإن مشاركته في مجتمع الراشدين البالغين تتأجل حتى يتم تعليمه وحتى يتعلم مهنته ويتقن تخصصه. كما يتأخر زواجه. ولا يدخل عالم الكبار بالسهولة التي يدخلها المراهق البدائي.
وقد وصف ستانلي هل Hall المراهقة بأنها فترة عواصف وتوتر تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق. لتشكل بالنسبة لحياة المراهق مجموعة من التناقضات متعددة الجوانب.
وتتحدث إليزابيث هيرولوك عن المراهقة على أنها نتيجة لعوامل كثيرة منها: المثالية، ومشاعر النقص في الكفاءة والمكانة ونقص في إشباع الحاجات والضغوط الاجتماعية، وفشل العلاقة بالجنس الأخر. ومشكلات التوافق. بحيث يؤثر كل ذلك في سلوكه من حيث:
• اضطراب السلوك : مثل نقص التركيز ، والتقلب السلوكي ، وقصور النشاط العقلي والجسمي واضطراب الكلام ، والاندفاع والعدوان.
• الانفعالية: الاستثارية والحساسية النفسية والانفجارات الانفعالية .
• السلوك المضاد للمجتمع: مثل رفض النصح والتوجيه، ومغايرة المعايير الاجتماعية في اللباس والكلام والسلوك بصفة عامة .
• الوحدة : مثل الشعور بالإهمال والرفض من قبل الرفاق، وحتى من أعضاء الأسرة الواحدة والكبار.
• نقص الانجاز : ويرافقه الإهمال ونقص الدافعية وشؤون الأسرة والأنشطة الاجتماعية .
• لوم الآخرين: وإلقاء التبعة عليهم واتهامهم بأنهم سبب كل شقاء.
• التهرب: كالهروب من المنزل والزواج المبكر والاستغراق في أحلام اليقظة. وربما يصل الحال بالنسبة إليه إلى حد محاولة الانتحار الفعلي.
ويرى عدد من الباحثين أن حياة المراهق تشبه إلى حد كبير حلم طويل في ليل مظلم تتخلله أضواء ساطعة تخطف البصر أكثر مما تضيء الطريق، بحيث يشعر المراهق بالضياع لفترة تنتهي بأن يجد نفسه ويعرف طريقه عندما يصل مرحلة النضج .
وتحدثت مارجيت ميد عما يصادفه المراهق من عواصف وتوترات وشدة وألم. والذي يرجع في مجمله إلى عوامل الإحباط والصراع المختلفة التي يتعرض لها في حياته داخل الأسرة وخارجها وفي المدرسة وفي المجتمع الذي ينتمي إليه. وهذا يعني بالضرورة إلى معاناة المراهق من القلق والتردد والتشاؤم وخفض مستوى النشاط والحماس والتفاؤل. ويرى الباحثون هنا أن المراهق إنما يبحث في كل ذلك عن ذاته ويسعى لتحقيق ذاته. وأن هذه المرحلة ما هي إلا مرحلة نمو للشخصية وتكاملها. ومرحلة اكتشاف القيم والمثل.
ـــــــــــــــــ
(1) مرجع سبق ذكره، ص235.
|
|
|