كثيرا ما يقابلنا أنصار النظام في الجزائر لما ندعو لتغيير النظام السياسي بهاتين العبارتين :
- غيّروا انفسكم أولا
-كما تكونوا يولى عليكم
فالكثير يردد عبارة غيّروا انفسكم أولا و هي كلمة حق أريد بها باطل فتغيير النفس يحصل لحظة الإقتناع بضرورة تغيير النظام سلميا و طالما أنك لست مقتنعا بذلك فنفسك لم تتغير بعد
أما عبارة كما تكونوا يولى عليكم ( البعض ينسبها الى الرسول ص لكن الشيخ ناصر الألباني قال إنه حديث ضعيف في كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة ) فتصدق يوم يكون الشعب هو من يختار حاكمه (بدون تزوير) فلو كان الشعب هو من ينتخب الرئيس في بلادنا فهو من يتحمل نتيجة اختياره فإذا كان الشعب فاسدا فسيختار رئيسا فاسدا و إذا كان الشعب صالحا فسيختار رئيسا صالحا و عندها فقط تصدق مقولة: كما تكونوا يولي عليكم ، أما في حالتنا فإن الشعب لا يختار رئيسه بل يختاره النظام (و هذا أمر لا يخفى على أحد) فتصبح المقولة: كما يكون النظام يولى عليكم . فإن كان النظام فاسدا جاء برئيس فاسد و إن كان النظام صالحا جاء برئيس صالح ، و هنا لا يفوتني أن أذكرك أخي القارئ بأن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (و كان شابا خليعا شاربا للخمر محبا لغناء) تولى خلافة المسلمين و فيهم صحابة رسول الله و لم يمض على وفاة الرسول ص بضع و أربعون عاما فأنت ترى أن مقولة : كما تكونوا يولى عليكم لا تصدق في هذه الحالة لأن يزيد كان فاسدا رغم أن المسلمين كانوا صالحين(و من اصلح من صحابة رسول الله.)
خلاصة القول أن الإصلاح الناجح يبدأ من القمة نحو القاعدة و أما محاولة الإصلاح من الإسفل الى الأعلى فسيكون حرثا في البحر .
أتناقش دائما مع أصدقاء لي من التيار الوهابي و هم يعتنقون نظرية إصلاح الشعب أولا و كنت دائما أقول لهم أن إصلاح الشعب مستحيل عمليا و أن القيامة ستقوم قبل أن تتمكنوا من إصلاح الشعب و كما يقول المثل :
متى يبلغ البنيان يوما تمامه ***** إذا كنت تبني و غيرك يهدم
بمعنى كيف ستتمكن من إصلاح الفرد إذا كان النظام السياسي يبذل كل جهده لإفساده بتشجيع الفسوق و الفجور و الفساد الإخلاقي عن طريق ثقافة الغناء و كرة القدم و الترخيص للخمور و بيوت الدعارة و تشجيع الرداءة بتزوير الإنتخابات على كل المستويات و قمع الحريات و سجن المعارضين و تهميش الكفاءات و ترقية السارقين و و و و .
لن ينجح أي إصلاح ما لم يبدأ من الأعلى لأن إصلاح السلطة يعني إصلاح القضاء و التعليم و الثقافة و الإعلام و كل مناحي الحياة و ذلك سيجعل إصلاح الفرد أكثر يسرا و قديما قيل : الناس على دين ملوكهم