قال العلامه ابن القيم - رحمه الله - : :
فإن قلت: هل يمكن أن يقع الخُلق كسبيا أو هو أمر خارج عن الكسب؟ قلت: يمكن أن يقع كسبيا بالتخلق والتكلُّف حتى يصير له سجيةً وملكة .
بالنسبة لهذه المقولة فلابد أنا لها شيء من الصحة فمن المعلوم أن من نشأ على شيء في الصغر حافظ عليه في الكبر ودائماً ما ينصح العلماء والمعلمين بالتعود على طاعة تكون بين العبد وبين ربه من صغره حتى تنمو معه وهذه دعوة لاكتساب هذه العبادة وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ) وقوله ( ومن يتصبر يصبره الله ) أيضاُ دعوة إلى اكتساب هذه الصفات ومن اكتسبها في صغره فلن يحتاج إلى كثير مجاهدة في كبره حتى يكتسبها ، ثم إن من المعلوم أن كلب الصيد إذا اقتناه الإنسان فإنه يعوده ويعلمه على ألا يأكل مما يصطاده ويدربه على بعض الصفات التي لا يلبث الكلب أن تتمثل فيه ..
فمن باب أولى ينبغي للإنسان أن يكتب العادات الحسنة والصفات الحميدة ..
أن من اكتسب بعض الصفات في صغره فإنه سيعتادها في كبره وسيكون تطبيقه لها لا إرادياً ، فهذا تفسير ( من شب على شيء شاب عليه ) فهو لا يشب عليها إلا بعد اكتسابه لها ، ولا يمنع أن يتغير المرء بعد كبره ونضوج عقله وتجربته في الحياة ومحاولته لاكتساب بعض الأخلاق والعادات .
ان الانسان بطبعه يأثر ويتأثر بمن حوله فالاخلاق شي مكتسبه ويستطيع تعوديه نفسه عليها
ولكن هناك عوامل تاثر فيه في ذا كانت البيئة التي يعيش فيها تهيأ له اكتساب الخلق الحسن والادب
فيستطيع بكل سهولة اكتسابها وربما يأثر في غير بقدرما تربي ونشأ عليه
فالبيئة شئ مهم حتى يكتسب الانسان فيها الاخلاق والادب