بعد شهور على رسائل الرئيس الأسد.. تركيا وقطر تردان؟

جهينة نيوز- كفاح نصر:
مرّ على سورية ثلاثة شهور عاش خلالها العالم رعباً وترقباً، يوصل إلى السؤال المرعب: هل ستشتعل سورية وتبدأ الفوضى الخلاّقة بالانتشار حول العالم؟.. ربما كانت عملية تدمير سورية التي أطلق عليها اسم "الياسمينة الزرقاء" ترعب العالم بشكل حقيقي في كواليس السياسة، ولكن لم يكن هدوء الأسد وثقته سيد الموقف في سورية فحسب، بل ما إن سقط المشروع الأمريكي وحلم تدمير سورية حتى أطلق رسائل إستباقية، كان يدرك تماماً أن جوهرها هو نهاية المطالب الأمريكية من سورية حين تبدأ الأحلام الأمريكية بالتهاوي في سورية.
الأسد يتكلم:
الطلبات الأمريكية كانت حزماً ورزماً وملفات، من العلاقة مع إيران والمقاومة، مروراً بملف ليبيا واليمن والبحرين والعراق، وصولاً إلى شكل الحكم في سورية، وتمديد للوجود الأمريكي في العراق وعشرات الملفات، ولكن الرئيس الأسد كان يعلم أن كل أحلام واشنطن ستسقط وتكون النهاية هي (العملية السلمية) ولهذا كانت رسائل الأسد حازمة لا تقبل النقاش ولا التأويل.
الرسالة الأولى: كانت بعد منتصف تموز وهي اعتراف سورية بفلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس رسمياً، وهي الحد الأدنى لما تقبل به سورية، رغم أن إسرائيل تعتبر هذه الحدود نهايتها.
الرسالة الثانية: في أيار وحزيران كانت المظاهرات على حدود الجولان المحتل تقول لا مفاوضات على حقوق اللاجئين، وهم فقط من يملك القرار.
هي الخطوط الحمراء التي رسمها الأسد، ويومها لم يعرها أحدهم انتباهه، ولكن بعد أن أدرك الأمريكي والإسرائيلي، أنه هُزم في سورية، ولا طريق أمامه إلا الطريق الذي رسمه الأسد، جاء الرد القطري والتركي، ولم تكن صدفة أن يتزامن نشر صورة فلسطين في قطر على أنها الضفة والقطاع مع الحدث الذي سبقها في إسطنبول وتمّ فيه اعتبار رام الله عاصمة لفلسطين.
الرد الإسرائيلي:
نعم واشنطن وتل أبيب اعترفتا بالهزيمة في سورية، ولكنهما تكابران بالملف الفلسطيني، لدرجة تعرية حلفائهما، نعم بالأمس كان هناك شخص ختمه الإسرائيلي بنجمة داوود على رأسه وقالوا له غطي رأسك وضع نجمة خماسية حمراء على (العقال) وسنجعل صورك على صدور الشباب مكان صورة غيفارا، لتصبح غيفارا العرب، وآخر قيل له سنحولك إلى فاتح إسلامي، وستكون صلاح الدين القرن الحادي والعشرين، ولكن الجدار السوري عرّاهم، وسقطت أقنعتهم ولكن استمروا بالمكابرة إلى أن أعلنوا صراحة عن وجههم الحقيقي، بلا تضليل إعلامي، وخلعوا الأقنعة بإرادتهم.
نعم هي ليست صدفة في ظل ما سمّوه "الربيع العربي" والتضليل الإعلامي الذي يستهدف سورية أن تقوم تركيا في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية بتوزيع دليل المؤتمر الصناعي العربي التركي وفيه رام الله عاصمة لفلسطين، وليست صدفة أن تفتتح قطر دورة الألعاب العربية بخريطة فلسطين (الضفة والقطاع)، بل هو اعتراف بهزيمة المشروع الأمريكي في سورية واعتراف بسقوط كل الأوراق التي كانت تغطي عورتهم.
إذا صمت الأسد:
ولم يقف الأمر هنا بل بدأت الماكينة الإعلامية الصهيوأمريكية، بمحاولة فتح معركة كسر وعي تجاه فلسطين، وأصبحوا يقولون (لك فضحتونا بفلسطين).. نعم يا أعزائي فلسطين فضيحتكم وسنفضحكم بفلسطين... يا دعاه الحرية والديمقراطية فضيحتكم في فلسطين، وحين تعود المعركة إلى وجهها الحقيقي عليكم الخوف من صمت الأسد، نعم الأسد قال كلمته في سورية، وسورية بجانب القوات الأمريكية في العراق قبل أن تهرب، وقالها وسورية تحت النار، فما بالكم برده القادم وهو يستعد للخروج منتصراً بكل ما للكلمة من معنى.
وأخيراً.. وهذه المرة رسالتنا للأمريكيين لنقول لهم: عليكم تصحيح جريمة اغتيال رابين باغتيال نتنياهو، والكفّ عن الأحلام الوردية التي أوصلت ديونكم الفيدرالية إلى 15 ألف مليار دولار، ونقلت المعركة إلى أحضانكم، مؤكدين أن كل الطرق ستؤدي إلى استعادة فلسطين كل فلسطين إن كان طريق السلام أو طريق الحرب.