السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ملاحظة : نناشد إخواننا أن لا ينقلوا كل ما هبّ و دبّ دون تمحيص و تدقيق و رجوع إلى أهل العلم فقد يكون أحيانا المنقول فيه تشويش على العقول فيؤدي إلى التضليل
ملاحظة 02: عندما نريد كتابة تدخل لا بد من أن نتحقق من سلامة اللغة في نحوها و صرفها احتراما للغة القرآن الكريم الذي انزل بلغة العرب لقوله تعالى : " إنّا أنزلناه قرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون " سورة يوسف
أمّا فيما يتعلق بالجواب عن السؤال : كيفية صلاة الجنازة فهي كالتالي :
01- حكمها : فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين و دليل ذلك : مروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "إنّ أخا لكم قد مات فقوموا فصلّوا عليه " و قوله تعالى : " و لا تصلّ على احد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره إنّهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون " التوبة[
02- صفتها : أن يقوم الإمام عند وسط الميّت إن كان رجلا ، و عند منكبيه إن كان امرأة ، ثمّ يكبّر تكبيرة الإحرام مع رفع يديه عندها ثمّ يدعو ثمّ يكبّر تكبيرة ثانية بدون رفع يديه ثمّ يدعو أيضا ، ثمّ يكبّر ثالثة بدون رفع يديه ثم يدعو ثمّ يكبّر رابعة بدون رفع يديه ثمّ يسلّم تسليمة واحدة على يمينه يقصد بها الخروج من الصلاة ، و لا يسلّم غيرها و لو كان مأموما ، و يُندب الإسرار بكلّ أقوالها إلا الإمام فيجهر بالتسليم و التكبير ليسمع المأمومون ، و يُلاحظ في كلّ دعاء أن يكون مبدوءا بحمد الله تعالى و الصلاة على نبيه صلى الله عليه و سلّم ، هكذا ( الحمد لله الذي امات و أحيى الحمد لله محيي الموتى ، اللهمّ صلّ على سيدنا محمّد و على آل سيّدنا محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيّدنا محمّ{ و على آل سيّدنا محمد كنا باركت على سيّدنا إبراهيم و على آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد ، اللهم إنّه عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت و ان محمدا عبدك و رسولك و أنت أعلم به ، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ، اللهمّ لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده )
و عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم صلّى على جنازة يقول :" اللهمّ اغفر له و ارحمه و اعف عنه و عافه و أكرم نزله و وسّع مدخله و اغسله بماء و ثلج و بَرَد و نقّه من الذّنوب و الخطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيض من الدّنس ، اللهمّ أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من اهله و زوجا خيرا من زوجه و قه فتنة القبر و عذاب النار " رواه مسلم و النّسائي
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النّبي صلى الله عليه و سلّم إذا صلى على جنازة قال : " اللهم اغفر لحيّنا و ميّتنا و شاهدنا و غائبنا و صغيرنا و كبيرنا و ذكرنا و أنثانا ، اللهم من أحييته منّا فأحيه على الإسلام و من توفّيته منّا فتوفّه على الإيمان " رواه الترمذي و أحمد
قال مالك رضي الله عنه : ( يُجتهد للميّت في الدعاء و ليس في ذلك حدّ و لا يقرأ عل" اللهمّ إنّها أمَتك و بنت عبدك و بنت أمتك " و يستمر في الدعاء المتقدّم بصيغة التأنيث
- دعاء الميّى الجنازة )
ملاحظة : هذا الدعاء إذا كان الميت ذكرا أمّا في الأنثى فيقول : ت الطفل الذكر : " اللهم إنه عبد و ابن عبدك أنت خلقته و رزقته و أنت أمتّه و أنت تحييه ، اللهم اجعله لوالديه سلفا و ذخرا و فرطا و أجرا و ثقّل به موازينهما و اعظم به أجورهما و لا تفتنّا و إياهما بعده ، اللهم ألحقه بصالح سلف المؤمنين في كفالة ابراهيم و أبدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله ، و عافه من فتنة القبر و عذاب جهنّم "
تستعمل صيغة التأنيث إذا كان الميت مؤنثا و صيغة التثنية إذا كان الميتان اثنين و صيغة الجمع إذا كان الاموات جمعا ، و يذكّر الدعاء إذا كان بينهم ذكرا
أمّا زيارة المقابر فهي أمر مرغوب فيه حث عليه النبي صلى الله عليه و سلّم لما فيه من ترقيق للقلب و تذكير بالمصير و الرّجوع إلى الله تعالى ، فعن عبد الله بن بريدة عن ابيه أن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكّركم الآخرة " رواه مسلم و أصحاب السنن[/
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم زار قبر أمّه فبكى و أبكى من حوله فقال صلى الله عليه و سلم : "استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي و استأذنته أن أزور قبرها فأذن لي فزوروها فإنها تذكّر الموت " رواه مسلم و أصحاب السنن
يقول الشيخ عبد الرحمان الثعالبي في كتابه المسمّى ( العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة ) : و زيارة القبور للرجال متّفق عليه و امّا النساء فيباح للقواعد و يحرم على الشواب اللواتي يُخشى عليهنّ من الفتنة ، و ذكر احاديث تقضي الحث على زيارة القبور من جملتها على الاحياء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من زار قبر أبيه في كلّ جمعة غُفر له و كُتب بارا "و عن ابن سيرين قال: قال رسول الله صلى عليه و سلم :["إنّ الرجل ليموت والداه و هو عاق لهما فيدعو الله لهما من بعدهما فيكتبه الله تعالى من البارّين "[مواهب الجليل في شرح مختصر خليل الإمام الحطّاب الجزء 2 ص 237
و للحديث بقية في هذا الموضوع ان شاء الله تعالى
المراجع : المُبسط في الفقه المالكي بالأدلة الدكتور التواتي بن التواتي
متن رسالة أبي زيد القيرواني
الفقه الإسلامي و أدلته الدكتور وهبة الزحيلي
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير