الردود الأثرية على من طعن في السلفية وسماها جامية
الجزء الأول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ :
( وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده، ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللسان أقواله؛ فيعمّ الكذب أقواله وأعماله وأحواله، فيستحكم عليه الفساد، ويترامى داؤه إلى الهلكة، إن لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من أصلها ) (( الفوائد )) : (ص/ 199) .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ :
( من عادة أهل البدع إذا أفلسوا من الحجّة، وضاقت عليهم السُّبُل : تروحوا إلى عيب أهل السنة وذمّهم، ومدح أنفسهم ) .
(( مجموعة الرسائل والمسائل النجدية )) : (3/111) .
وكلام هذان العالمان ينطبقان تماما على صاحب المقال كما سيتبين بإذن الله تعالى.
اقتباس:
سبب كتابة هذا الموضوع
ذكرتَ لي أنّ بعضَ الجاميّةِ سطّرَ فيَّ مقالاً ، وقد أخبرني بذلكَ بعضُ أهلي ، بعدَ دخولهم إلى الساحاتِ يوماً ما ، فوجدوا المقالة َ قد نُشرتْ ، فأعلموني بها ، فقرأتُ العنوانَ على وجهِ السرعةِ ، وأعرضتُ عن الدخول ِ إليها ، لعلمي بجهلهم الفاضح ِ ، وتهافتهم الظاهر ِ ، ولن يزيدوا في المقال ِ شيئاً ، اللهمَّ إلا أنواعاً جديدة ً من الشتم ِ والسِّبابِ والتصنيفِ ، ولا تستغربْ فربّما أنشأوا فرقة ً سمّوها الأدغاليّة َ !! ، فالقومُ أخفُّ أحلاماً ، ويستفزّهم كلُّ شيءٍ ، ويطيرونَ عندَ أدنى صرخةٍ ، ويفزعونَ من أصغر ِ حركةٍ ( يحسبونَ كلَّ صيحةٍ عليهم ) .
|
أولا: لا يوجد فرقة إسمها الجامية ألبتة إذ أنه لا يوجد فرقة تسمي نفسها جامية مثل الصوفية أو الإخوان أو غيرهم والشيخ الجامي ليس مبتدعا حتى ننسب إليه فرقة بأكملها .
فقد كثر الثناء عليه حيا وميتا ،من طرف الكثير من أهل العلم ،لكن سأذكر ثلاثة فقط من الذين أثنو عليه
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز –رحمه الله-
قال عنه :"معروف لدي بالعلم و الفضل و حسن العقيدة ، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب"
الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-
الشيخ محمد أمان كما عرفته : إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرونو لكن قليل منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه ، و الشيخ محمد أمان الجامي هو منتلك القلة النادرة من العلماء الذين سخروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبويالشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاءالدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحةويوجه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح و يحذرهم من المبادئ الهدامة الدعواتالمضللة . و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدةالتي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير . وما زال مواصلاً عمله في الخيرحتى توفاه الله . وقد ترك من بعده علماً ينتفع به متمثلاً في تلاميذه و فيكتبه ،رحمه الله رحمة واسعة وغفر له و جزاه عما علم و عمل خير الجزاء . وصلى الله وسلمعلى نبينا محمد وعلى آله و صحبه.
الشيخ العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر-حفظه الله-
قال: "عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية .
عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه ، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف ،و التحذير من البدع وذلك في دروسه و محاضراته و كتاباته غفر الله له و رحمه و أجزلله المثوبة"
وفي الأخير أذكر كلامين للعلامة إبن باز-رحمه الله- والعلامة الفوزان –حفظه الله- فيمن يطلقون لفظ الجامية
سئل فضيلة الشخ العلامة عبد العزيز بن باز سؤالا نصه
فضيلة الشيخ :يقول بعض الشباب أنه توجد فرقة تسمى بالجامة فهل هذا صحيح ؟
أجاب –رحمه الله-:
"أنا لا أعرف جماعة أو فرقة بهذا الإسم ،لكن إن كانوا يريدون بذلك الشيخ محمد أمان الجامي-رحمه الله- فهو من أهل العلم وعلى عقيدة أهل السنة والجماعة لو يأت بشء من عنده ،نعم"
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان –حفظه الله-
"ما فيه فرقة جامية ما فيه فرقة جامية . . . ولكن حملهم بغضهم للشيخ محد بن أمان إنهم وضعوا أسمه وقالوا فرقة جامية ، مثل ما قالوا الوهابية. . .
هذه عادة أهل الشر إذا أرادوا مثل ما قلنا لكم ينشرون عن أهل الخير بالألقاب وهي ألقاب ولله الحمد ما فيها سوء ، ما فيها سوء ولله الحمد "
المصدر..
شرح النونية للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان.
فهل بعد هذا الكلام من ريب ؟
هل سيستفيق أهل الطعون والتراشق بالألقاب ؟
فرميك له أو لمن يتبعون دروسه بالجهل لهو عين الجهل حقيقة .
ثانيا: أما السب والشتم فهم ابعد الناس عليه فإن مقصودكم بالسبأنهم يبينون أخطاء من أخطأ في الشرع و أحدث بدعا ما أنزل الله بها من سلطان فنقول : نعم هم كذلك ، و لكن هذا العمل منهم لا يسمى سبًّا و لا غيبة محرمة ، بل هو نصيحة و بيان و من الغيبة الجائزة التي استثناها أهل العلم من الغيبة المحرمة، بل يعد ذلك علما من علوم الشريعة المطهرة، ألا و هو علم الجرح و التعديل ، الذي به حفظ الله لهذه الأمة دينها قال تعالى : ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحجر : 9).
قال الشيخ العثيمين -حفظه الله- : "لله الحمد ما ابتدع أحد بدعة ، إلا قيض الله له بمنه و كرمه من يبين هذه البدعة و يدحضها بالحق ، و هذا من تمام مدلول قول الله –تبارك و تعالى – : (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)"
أما إن كان مقصودكم بالسب الَّذي وردت النصوص بالنهي عنه و ذمه فَهذا يتنزه عنه أهل السنة السلفيون، لأن ذلك ليس من أخلاق الإسلام أصلأً. فهم بحمد الله متبعون لَما في الكتاب العزيز و السنة المطهرة اللذين حرما ذلك، كما في قوله تعالى : (وَ لاَ يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) (الحجرات: 12).
ثبت في مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رَسُول الله صلى الله عليه و على آله و سلم و فيه : "كل المسلم على المسلم حرام : دمه،و ماله، و عرضه".
و ثبت عند أبي داود من حديث سعيد بن زيد أن رَسُول الله صلى الله عليه و على آله و سلم قال : "إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق".
ثم إن هذا المقال الذي جئتنا به لهو عين السب والشتم .
يتبع بإذن الله.........